صرحٌ حضاريٌّ مبهرٌ بمساحة حوالي خمسة عشر ألف متر مربع، تميز بشموليته، شاهدٌ على عظمة هذه البلدة، وبات نافذةً على حضارة وذاكرة للتاريخ في "دير عطية".

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 12 كانون الثاني 2020 التقت "محمد معاد" أمين متحف "دير عطية" ليتحدث عن بداية تأسيس المتحف قائلاً: «المتحف هو الأكبر في "سورية" من حيث المساحة، وهو عبارة عن ثلاثة عشر بناء، إضافةً إلى الحديقة التي بحدّ ذاتها تعتبر متحفاً في الهواء الطلق، ويوجد فيها القطع ذات الحجم الكبير التي من الصعب تحريكها أو يستطيع أن يؤثر فيها أحد.

كانت حركة السياحة ممتازة منذ نهاية 2017 حتى الآن، فبالنسبة للسياحة الداخلية تكون أغلبها رحلات مدارس أو مجموعات من المحافظات السورية، أما بالنسبة للسياحة الخارجية فهي مقبولة فقد زار المتحف خلال هذا العام ضيوف من "البرازيل"، "الصين" و"الهند"

تمّ البدء ببناء المتحف عام 1982 بمجهود شخصي ابن البلدة البار "محمد ديب دعبول"، ثمّ عام 1991 صدر مرسوم تشريعي من الرئيس الراحل "حافظ الأسد" بتأسيس متحف "دير عطية"، وتم افتتاحه رسمياً عام 1999، وأهدي بكلّ موجوداته ومقتنياته لوزارة الثقافة - مديرية الآثار والمتاحف، كانت الفكرة بناء متحف لحفظ تقاليد وآثار منطقة "القلمون" بشكل عام، و"دير عطية" بشكل خاص، وبعد فترة أصبحنا نملك قطعاً على مستوى عالمي، وليس على مستوى "سورية" فقط».

مبنى الفخار في المتحف

وبالنسبة لطريقة بنائه تابع: «تمّ بناء المتحف باستخدام الحجر الخام، وكل مبنى من مبانيه مختص بنوع معين من المعروضات الأثرية والتقاليد الشعبية، كمبنى التقاليد الشعبية والمبنى الزراعي، وأيضاً يوجد فيها قطع ترجع للقرن التاسع عشر والعشرين، وهي قطع فنية نفيسة على مستوى العالم تباع بمزادات علنية.

ويوجد قسم خاص بالنفائس يتألف من عدة مبانٍ أكبرها قلعة المتحف المؤلفة من طابقين اثنين، والتي تضم عدة أقسام منها قسم أسلحة الصيد، وأسلحة تقليدية شعبية من سيوف وخناجر وبنادق تستخدم من القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ويوجد أيضاً الحديثة منها التي تستخدم اليوم، وأيضاً هناك قسم يوجد به مصابيح وقناديل ومخطوطات قديمة وحلي وأنواع مختلفة من المسجلات والتلفونات وغير ذلك من الأدوات القديمة».

من النفائس النحاسية في المتحف

وعن أهمية ومصدر القطع الأثرية الموجودة في المتحف تابع قائلاً: «أغلب القطع يتم شراؤها من الأهالي، أو يتم إهداؤها لـ"محمد ديب دعبول"، وهو بدوره يهديها للمتحف، وبعض القطع تكون إهداءات من أهالي "دير عطية" والمناطق المجاورة مثل "قارة"، "النبك" و"يبرود".

بالنسبة لي أجد قسم المغارة ومبنى الفخار من أهم المباني الموجودة، وترجع أهمية كل قسم حسب اهتمامات كل شخص».

أحد أقسام الباحة الخارجية للمتحف

وتحدث عن المتحف خلال الأزمة التي مرت بها "دير عطية" قائلاً: «دخل المسلحون إلى المتحف في 20 تشرين الثاني 2013، وقد عاثوا به فساداً وتخريباً وتكسيراً، وتمت سرقة حوالي ألف وثلاثمئة قطعة أثرية منه، وبشكل خاص من قسم الأسلحة.

وقد استطعنا استرداد حوالي مئة وخمس وثلاثين قطعة من المسروقات بمساعدة الأهالي من مدينة "النبك" و"دير عطية"، وبمساعدة قسم الشرطة والأمن الجنائي. ومن الجدير بالذكر أنّ المتحف لم يتوقف خلال الحرب إلا خلال فترة دخول المسلحين ولأيام معدودة».

أما بالنسبة للسياحة أضاف: «كانت حركة السياحة ممتازة منذ نهاية 2017 حتى الآن، فبالنسبة للسياحة الداخلية تكون أغلبها رحلات مدارس أو مجموعات من المحافظات السورية، أما بالنسبة للسياحة الخارجية فهي مقبولة فقد زار المتحف خلال هذا العام ضيوف من "البرازيل"، "الصين" و"الهند"».

الموظفة "غريتا بركودي" المسؤولة عن مبنى التقاليد الشعبية، تحدثت عن المتحف قائلة: «الموظفات في المتحف هن كادر نسائي لكل منهن القدرة على إعطاء الزائر المعلومات الكافية في كل قسم، وشرح أهمية كل قطعة، وبالنسبة لي أرى المتحف جميلاً وشاملاً وواسعاً، ويمكن أن يرى الشخص كل ما يبحث عنه، وأستطيع أن أرى سعادة الزوار عند التجول فيه، وبالنسبة لي ولزميلاتي فنحن سعيدات بالعمل، وأصبحنا نرى بالمتحف بيتنا الثاني».