شيّد قبل 190 عاماً بطراز معماري شامي مع بعض التأثيرات العثمانية، وقام رائد الحركة التشكيلية الفنان "توفيق طارق" أثناء ترميمه بالعمل على رسومه الجدارية، فخرج كتحفة فنية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 15 تشرين الثاني 2014، عبر الفيسبوك مع الباحث التاريخي "عماد الأرمشي" الذي تحدث عن جامع "البصروي" بالقول: «يقع جامع "فضل الله البصروي" خارج أسوار مدينة "دمشق" القديمة غرب ساحة "المرجة" مقابلاً لمبنى وزارة الداخلية القديمة، وعند باب الجامع لوحة رخامية كتب عليها: (شـيد عام 1240 للهجرة، الموافق 1824 للميلاد أيام الوالي العثماني "بيلاني مصطفى باشا" في عهد السلطان العثماني "محمود الثاني"، لكن أغلب الظن أن مشيد الجامع هو "فضل الله البوسنوي"، وليس "البصروي"، نسبة إلى الشيخ "فضل الله البوسنوي" "أبو البوشناق" بالشام، وأصلهم من البوسنة والهرسك)».

لعل "فضل الله بن عيسى البوسنوي الحنفي" نزيل "دمشق" هو نفسه باني هذا الجامع، وتحول اسم الجامع من "فضل الله البوسنوي"، أو "البصنوي" إلى اسم جامع "فضل الله البصروي"، وكان "فضل الله بن عيسى البوسنوي الحنفي" عارفاً بالأصلين والحديث، وفنون الأدب حق المعرفة نظاراً كثير الاشتغال، حسن العقيدة في الصلحاء، وقد دخل "دمشق" في سنة 1020 هجرية يوافقه 1612 للميلاد، وحج من طريقها في السنة ذاتها

ويضيف: «تهدم الجامع مطلع القرن العشرين، وعليه سارعت دائرة أوقاف "دمشق" بإعادة بنائه؛ لكن على طراز مغاير للبناء الأصلي بعض الشيء، وقد شارك في أعمال الرسم المعماري لهذا البناء الرسام والمعمار المرحوم "توفيق طارق"، وكان مهندساً معمارياً ورائداً للحركة التشكيلية بـ"دمشق"، ففي عام 1990 للميلاد تم تجديد الجامع والمئذنة بشكل فني وأنيق ورائع ومتناظر، فجاءت قواعد وأساسات الجبهة الحجرية المطلة على شارع "الجمهورية" مبنية من الحجارة فيها ثلاثة أقواس، اثنان منها مفتوحان وتتوسطهما نافذتان في كل منهما عمود كوراني، ويطلان على الشارع، وفي المنتصف نافذة صماء فيها عمود كوراني جميل ومتوج بالآية القرآنية التي نصها: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتا)».

الباحث عماد الأرمشي

ويتابع: «لعل "فضل الله بن عيسى البوسنوي الحنفي" نزيل "دمشق" هو نفسه باني هذا الجامع، وتحول اسم الجامع من "فضل الله البوسنوي"، أو "البصنوي" إلى اسم جامع "فضل الله البصروي"، وكان "فضل الله بن عيسى البوسنوي الحنفي" عارفاً بالأصلين والحديث، وفنون الأدب حق المعرفة نظاراً كثير الاشتغال، حسن العقيدة في الصلحاء، وقد دخل "دمشق" في سنة 1020 هجرية يوافقه 1612 للميلاد، وحج من طريقها في السنة ذاتها».

الجامع من الخارج