بناه اليونانيون القدماء وربطوا مع حركة الكواكب والنجوم فارتبط بالقمر، أنشئ على سور "دمشق القديمة" فكان الباب الثاني للمدينة بعد "باب توما"، سمي بـ"السلام" لأنه لا يتهيأ القتال على البلد من ناحيته.

مدونة وطن "eSyria" أجرت اتصالاً هاتفياً بتاريخ 26 تموز 2014 مع الباحث التاريخي "محمد فياض"، الذي تحدث عن "باب السلام"، ويقول: «كان لسور مدينة "دمشق" في العهد الروماني سبعة أبواب، وكان يزيد وينقص عددها كلما جدد السور أو حسب الضرورات الحربية، فتسد أبواب وتفتح أخرى حيث لم تتجاوز العشرة أبواب، ومن ضمنها "باب السلام" الذي يقع في الوسط بين "باب توما" و"باب الفراديس"، وكان لأهل "الشام" عادة دينية في بناء مدنهم لم يسبقهم إليها أحد، فكانوا يبنون لأسوار المدن المهمة من مدنهم سبعة أبواب، ويطلقون على كل باب اسم كوكب من الكواكب والنجوم، وكانوا يرسمون فوق كل باب نقشاً في الحجر يمثل صورة الكوكب الذي سُمي باسمه ويقيمون بجوار كل باب من داخله معبداً صغيراً لهذا الكوكب، لذا أشاد اليونانيون القدماء في "دمشق" سبعة أبواب وتبعهم الرومان في ذلك، وكانوا يقفون لكل باب كوكباً من الكواكب السبعة، وهي: "الباب الشرقي" مرتبط مع "الشمس"، و"باب توما" مرتبط مع "الزهرة"، و"باب السلام" مرتبط مع "القمر"، و"باب الفراديس" مرتبط مع "عطارد"، و"باب الجابية" مرتبط مع "المريخ"، و"الباب الصغير" مرتبط مع "المشتري"، و"باب كيسان" مرتبط مع "زحل"، وكان اليونانيون يقيمون لها الأعياد السنوية ويقدمون لها القرابين، لأنهم كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتميزة».

اسمه "باب السلامة" وسمي بـ"السلام" تفاؤلاً، لأنه لا يتهيأ القتال على البلد من ناحيته، لكثرة الأشجار والأنهار في الجهة الواقع فيها، وكان الوافدون إلى "دمشق" يدخلون منه للسلام على الخلفاء الأمويين

ويشير الباحث "ابن عساكر الدمشقي" في كتابه "تاريخ دمشق" بالقول: «سمي الباب بـ"السلام"، لكن اختلفت الروايات حول أصله، ويعتقد أنه من أصل روماني حسب أبواب "دمشق القديمة" التي تعود إلى العصر الروماني، إلا أن آخرين قالوا إن "نور الدين زنكي" قد يكون هو أول من أنشأه سنة 1164م، ثم جدده الملك "الصالح أيوب" سنة 1243م، وهو ثاني باب أيوبي أنشئ بعد "باب توما"، ويشبهه بقوسه وكوته وشرفتيه ويمتاز عنه أنه لم يرسم في عهد المماليك».

أبواب دمشق ومن ضمنها باب السلام في الدائرة الحمراء

ويضيف: «اسمه "باب السلامة" وسمي بـ"السلام" تفاؤلاً، لأنه لا يتهيأ القتال على البلد من ناحيته، لكثرة الأشجار والأنهار في الجهة الواقع فيها، وكان الوافدون إلى "دمشق" يدخلون منه للسلام على الخلفاء الأمويين».

أما الآثاري "عقبة معن" فيقول: «فوق الباب عتبة طويلة هي بالأصل عمود روماني كُتب عليه اسم الملك الأيوبي الملك "الصالح أيوب" الذي جدّده عام 641هـ، وعلى عضادة الباب الشمالية التي يجري النهر من تحتها مرسوم مملوكي طُمست كتابته، وذهبت أكثر حروفه، وله قوس عربية مدببة، وقامت مديرية الآثار بترميمه في الأربعينيات، كما يوجد نقش كتب على عتبة الباب من الخارج يؤرخ لترميم الباب في العهد الأيوبي: (بسم الله الرحمن الرحيم جددت عمارة هذا الباب السعيد في أيام مولانا الملك الصالح السيّد الأجل العابد سيد الملوك والسلاطين أيوب بن الملك الكامل بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب أمير المؤمنين بتولي العبد الفقير يعقوب بن إبراهيم بن موسى سنة إحدى وأربعين وستمئة)».

كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر