أطلق عليه أهل "الشام" اسم "جامع القباب" لكثرة قببه التي كأنها تتنافس فيما بينها بالجمال، له محراب ومنبر يعد من آيات الفن المعماري العثماني، يتكون من مسجد وتربة ومدرسة ومكتبة والسبيل.

تواصلت مدونة وطن "eSyria" عبر فيسبوك بالباحث التاريخي "عماد الأرمشي" بتاريخ 26 حزيران 2014، الذي دون معظم جوامع ومدارس "دمشق"، فتحدث عن الجامع ويقول :«يقع جامع "الدرويشية" مقابل "قلعة دمشق" الأثرية في حي "سيد عامود" في منطقة "الحريقة"، خارج أسوار المدينة القديمة ومجاوراً لـ"بازار الدرويشية" (أي سوق الدرويشية)، الذي يعد من أهم أسواق الشام لاتصاله بـ"سوق الحميدية"، و"سوق السنانية"، و"سوق الحريقة"، و"سوق باب الجابية"، و"سوق فخري البارودي"».

يقع جامع "الدرويشية" مقابل "قلعة دمشق" الأثرية في حي "سيد عامود" في منطقة "الحريقة"، خارج أسوار المدينة القديمة ومجاوراً لـ"بازار الدرويشية" (أي سوق الدرويشية)، الذي يعد من أهم أسواق الشام لاتصاله بـ"سوق الحميدية"، و"سوق السنانية"، و"سوق الحريقة"، و"سوق باب الجابية"، و"سوق فخري البارودي"

ويضيف: «يتكون الجامع من مجموعة أبنية مؤلفة من: المسجد، والتربة، والمدرسة، والمكتبة، والسبيل، وسوق بازار. وقد بدأ في إنشائها والي الشام العثماني "درويش باشا رستم" في نفس العام الذي تم تعيينه والياً على الشام سنة 979 هجرية 1571 للميلاد، وانتهى من بنائها في سنة 982 هجرية 1574 للميلاد، زمن السلطان العثماني "مراد خان الثالث ابن السلطان سليم الثاني" كما هو محفور على اللوحة الرخامية عند باب الجامع، ويوجد فوق أسفكة الباب كتابة تاريخية منقوشة ومحفورة، وهي عبارة عن أبيات شعر جاء فيها:

سنة بناء الجامع

(درويـش باشـا قد أقام معبداً.. وكـم لـه أجـر بـه ومنه

بنـاه خيـر جامـع تاريخـه.. فـاســجد واقترب بجنـه)».

الباحث عماد الأرمشي

أما الباحث الآثاري "عقبة معن" فيقول: «جامع "درويش باشا" هو من أجمل وأرقى ما شهده الفن المعماري الإسلامي، يتميز هذا الجامع ببنائه الأبلق الجميل (الحجر الأسود والأبيض المتعاقب البناء)، ليضيف إلى شكل الجامع منظراً أنيقاً جداً نسبة لتلك الحقبة التي اتسمت بطابع فن العمارة العثمانية، التي أخذت صبغة خاصة بها هندسياً من النواحي الزخرفية التزيينية والجمالية لبناء القبب، حيث تعلو الجامع قبة ضخمة الحجم فوق حرم بيت الصلاة ويحيط بها عدة قباب صغيرة الحجم على نحو العمائر العثمانية، إلى حد أطلق عوام أهل الشام عليه اسم "جامع القباب" فأضحى من أعظم جوامع "دمشق" وأبهاها منظراً».

ويضيف: «باب الجامع خشبي مصنوع ضمن قوس على شكل محراب حجري أبلق التركيب مع استخدام المدماك في تركيبة القوس وتعلوه لوحة مزخرفة بخط الطغراء العثماني، وتشير اللوحة إلى تاريخ بناء الجامع وترتفع فوقه المئذنة، وهي ذات جذع طويل مثمن مضاعف الأضلاع بعدد 20 ضلعاً، يبدأ بقاعدة هرمية للجذع وتقطعه الأشرطة التزيينية، وفي القسم الأعلى للجذع توجد شرفة حجرية مضلعة البناء؛ يتدلى منها مقرنصات منحوتة وزخارف على هيئة شبه معين، كما يحيط بها درابزين حجري مزخرف جميل وترتفع فوقها مظلة خشبية على شاكلة الشرفة يعلوها جوسق مسدس الأضلاع، في أعلاه نوافذ مزدوجة صماء لينهي بقلنسوة مخروطية الرأس على شكل هرم تم تصفيح أضلاعها الكثيرة بألواح التوتياء المسطحة، لتأخذ شكل "السروة المؤنفة" كبقية المآذن العثمانية، لتنتهي بتفاحة كبيرة وهلال متجه إلى الباري عز وجل».

البحرة تتوسط حرم الجامع