مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 تموز 2014 الباحث التاريخي "عماد الأرمشي" الذي تحدث عن جامع "السنانية"، ويقول: «جامع أثري يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة العثمانية، حيث بُني في ولاية "سنان باشا" الذي كان والي "دمشق" بين عامي 988-998هـ، وتم بناء الجامع فوق جامع أقدم يدعى "جامع البصل"، يأخذ الجامع شكل المستطيل، يتميز ببنائه الأبلق داخلياً وخارجياً، أي مبني من المداميك الحجرية المتتالية التركيب السوداء والبيضاء، وفي الوسط الجبهة الحجرية الضخمة لواجهة الجامع فيها من الجانب الأيمن أربعة شبابيك حجرية ضخمة فوقها تيجان من "القاشاني" (أي الخزف الإسلامي الملون)، ومثلها على الجانب الأيسر، أما البوابة الرئيسية للجامع فهي بوابة مرتفعة وجميلة جداً، تزخرفها حشوات من "القاشاني" الجميل، وتم تثبيت لوحة رخامية على جانب الباب كتب عليها باللغتين العربية والفرنسية النص الآتي: (جـامـع الســنانيـة، بناه والي "دمشق" "سنان باشا"، سنة 998هـ، 1590م)».

ويضيف: «البوابة غائرة عن مستوى جبهة الجامع بحوالي متر ونصف المتر إلى الداخل، وهي أبلقية البناء كما هي الجبهة، وقد تناسقت أبلقية الجبهة مع أبلقية البوابة، ولها باب خشبي مجدد عن الباب القديم الذي احترق مع حريق المسجد أثناء القصف الفرنسي الهمجي لتلك المنطقة عام 1925م، ويعلو البوابة الخشبية لوحات رخامية على طرفي البوابة مزهرة بزهرتين على اليمين وعلى اليسار وفيهما من "القاشاني" الشيء الجميل، تعلوها نقوش وزخارف ورسوم هندسية».

انتهى من عمارة مسجد "السنانية" سنة 999 للهجرة الموافق 1590 للميلاد والي "دمشق" "محمد باشا" ابن الوزير الأعظم والمشير الأفخم المغفور له "سنان باشا" في عهد السلطان العثماني "مراد الثالث"، وهذا الجامع ليس له نظير في البلاد الشامية والديار المصرية، وهو من محاسن الشام

أما "محمد بن جمعة المقار" فقد ذكره في كتابه "الباشات والقضاة"، ويقول: «انتهى من عمارة مسجد "السنانية" سنة 999 للهجرة الموافق 1590 للميلاد والي "دمشق" "محمد باشا" ابن الوزير الأعظم والمشير الأفخم المغفور له "سنان باشا" في عهد السلطان العثماني "مراد الثالث"، وهذا الجامع ليس له نظير في البلاد الشامية والديار المصرية، وهو من محاسن الشام».

المسجد من الداخل

ويشير الآثاري "عقبة معن" إلى البناء المعماري للجامع ويقول: «للجامع جبهة حجرية ضخمة فيها الباب ذو المقرنصات الجميلة وقطع من "القاشاني" البديعة، يُدخل من الباب إلى صحن مستطيل مفروش بالحجر الأسود والأبيض والرخام، فيه بركة مثمنة يجري إليها ماء القنوات، وفي الحائط الشمالي باب صغير يؤدي إلى سوق "السكرية" وإلى جانبه سبيل مؤرخ سنة 999هـ ومجدد سنة1311هـ، وفي الجهة الجنوبية إيوان فوقه سبع قباب تحتها أعمدة جميلة وحائط الإيوان من الرخام و"القاشاني"، وفيه الباب الضخم المزخرف الذي يؤدي إلى القبلية وفوقه آية (إنَّما يعمر مساجد الله)، الآية مؤرخة سنة 999هــ».

ويضيف: «أما الواجهة القبلية فهي تحفة من التحف الفنية الإسلامية مبنية من الحجارة السوداء والبيضاء والرخام البديع الزخرفة، تقوم على أربع قناطر ضخمة وتحت القنطرة الشرقية ثلاث قناطر صغيرة، تحتها ثلاث قناطر أخرى، وتحت القنطرة الشمالية الكبيرة سدة من الرخام البديع ذات أعمدة لطيفة وزخارف بديعة و"قاشاني" حسن وفيها شباكان زجاجيان لطيفان، وتحت القنطرة الجنوبية المحراب والمنبر وهما آيتان من آيات الزخرفة العربية الدقيقة، وللجامع منارة مدورة من الآجر "القاشاني" الأخضر يصعد إليها من باب في الصحن إلى جانب الباب الكبير».

الباحث التاريخي عماد الأرمشي

وقد وصف المئذنة الدكتور "قتيبة الشهابي" في كتابه "مآذن دمشق"، ويقول: «جذعها كثير الأضلاع لدرجة أصبح معها أقرب إلى الأسطوانة منه إلى الجذع المضلع، وتؤكد هذا التفرد ألواح "القاشاني" الزنجارية (أي الخضراء الضاربة للزرقة) التي تكسو جذع المئذنة بأعداد كبيرة، وتعلو الجذع شرفة أسطوانية محمولة على مساند من المقرنصات البسيطة يحيطها درابزين إسمنتي مفرغ وتغطيها مظلة خشبية على غرارها، وفوقها جوسق وقلنسوة مخروطية، تم تصفيح أضلاعها الكثيرة بألواح التوتياء المسطحة، وتتميز هذه القلنسوة بقدها الممشوق ورأسها المؤنف بشدة إذ تصبح معه قريبة من شكل "السروة" أو قلم الرصاص، وما زالت آية في الجمال من الفن المعماري "القاشاني"».

يذكر أن جامع "السنانية" يقع خارج أسوار مدينة "دمشق القديمة" مقابل "باب الجابية" وسوق "باب سريجة"، والمتمم لسوق "الدرويشية".