عمرها حوالي 800 عام، وحتى الآن يختلف الباحثون حول تاريخ بنائها، لم يبقَ منها إلا بوابتها التي حملت نقشاً تذكارياً بتاريخ بناء المدرسة، وفيها تربة ببناء ضخم وضريح.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 تموز 2014، الباحث الآثاري "نصر الدين الشعار" الذي تحدث عن المدرسة "البدرية"، ويقول: «يختلف الباحثون حول تاريخ بناء المدرسة، فيرجع بعضهم بناءها إلى عهد الأمير "بدر الدين ابن الداية"، بينما ذكر آخرون أن الملكة "بدرية" كانت قد أمرت بإنشائها، وذلك كما يبدو واضحاً من نقش كتب على بابها الذي لم يبق من المدرسة سواه، والبوابة عبارة عن مدخل يعلوه عقد مدبب، والنقش التذكاري الحجري موجود بين المدخل والعقد، أما أجزاء المدرسة الأخرى المهدمة فقد دمجت بالمباني المجاورة وتحول موقعها إلى دار للسكن، وفي الجزء الغربي منها ضريح كبير من الحجر، ويعتقد أنه قبر الأمير "بدر الدين الهكاري"».

تنسب المدرسة "البدرية" إلى واقفها "بدر الدين محمد ابن أبي القاسم محمد الهكّاري"، وهو من كبار المجاهدين في عصر الحروب الصليبية، وقد استشهد وهو يقاتل بالقرب من "نابلس" في سنة 614هـ الموافق لـ1217م، وقد أنشأها ووقفها على فقهاء الشافعية في سنة 610هـ، في عهد الملك المعظم "عيسى"، كما يبدو في النقش الكتابي التذكاري فوق مدخلها

ويضيف: «تتألف التربة "البدرية" حالياً من بناء حجري ضخم بارتفاع عشرة أمتار عن الأرض، ترتكز على قاعدة مربعة الشكل يعلوها جذع مسدس الأضلاع، يتوسط كل ضلع نوافذ على قوسيه أخذت شكل محراب، فيها نوافذ صماء ونوافذ مفتوحة مزدوجة بشكل قوس، حيث تستند على الجذع رقبة القبة وتحتوي على 12 ضلعاً، بكل ضلع نوافذ على هيئة محراب كانت تستخدم لإنارة الضريح، ويستند على الرقبة قبة نصف مكورة ومحززة».

ويختتم: «تنسب المدرسة "البدرية" إلى واقفها "بدر الدين محمد ابن أبي القاسم محمد الهكّاري"، وهو من كبار المجاهدين في عصر الحروب الصليبية، وقد استشهد وهو يقاتل بالقرب من "نابلس" في سنة 614هـ الموافق لـ1217م، وقد أنشأها ووقفها على فقهاء الشافعية في سنة 610هـ، في عهد الملك المعظم "عيسى"، كما يبدو في النقش الكتابي التذكاري فوق مدخلها».

ويتحدث الدكتور "عماد الأرمشي" في كتاباته عن مدارس دمشق القديمة وعن المدرسة "البدرية"، ويقول: «بناها الأمير "بدر الدين حسن ابن الداية"، وشيد إلى جانبها مسجد في الربع الأول من القرن السابع الهجري، منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، وهي من مشيدات العصر الأيوبي، وفي القرون التالية اندثرت المدرسة والجامع وأضيف وقفها للجامع "العمري" في "الصالحية"، ولم يبقَ منها سوى القبة ضمن الحديقة، وتم ترميم هذا المعلم الأثري بمبادرة كريمة من رجل الأعمال السيد "أديب هاشم الفاضل" لتكون مقراً لجمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة ودعماً للعمل البيئي الوطني وحفاظاً على التراث، وأقام المؤرخ الكبير "ابن الجوزي البغدادي" في المدرسة إماماً واعظاً وخطيباً، وألف تحت قبتها كتابه "مرآة الزمان"».

قبة المدرسة

يشار إلى أن المدرسة "البدرية" تقع خارج أسوار مدينة "دمشق القديمة" في الطريق المؤدي إلى منطقة "ركن الدين" في منتصف ساحة "الميسات"، عند التقاء شارع "البراء بن مالك" مع شارع "طولون الصالحي"، ويعود تاريخ بنائها إلى العصر الأيوبي.