بُنيت في نهاية القرن الثامن عشر في عهد والي "دمشق" "حسين ناظم باشا"، بطابع شرقي مميز، تضم ثلاثة متاحف أحدها في الهواء الطلق، ومازالت حتى اليوم صورة راسخة عن عراقة المدينة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 تموز 2014 السيد "يونس الناصر" مدير العلاقات العامة في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي، وعن "محطة الحجاز" يقول: «ولدت الفكرة لأول مرة عام 1864م، وكان الهدف من المحطة نقل الحجاج إلى "المدينة المنورة" ليتحول الخط الحجازي فيما بعد إلى علامة مميزة في الحياة اليومية لشعوب الدول وسكان المناطق التي يمر بها، ويأخذ طابعاً اجتماعياً واقتصادياً أنعش الحياة المعاشية في العديد من قراها ومدنها، فكان قطار الحجاز للحج والسياحة وحالة اجتماعية منذ اللحظات الأولى لانطلاقته، وقد كلف المشروع خمسة آلاف ليرة ذهبية عثمانية، كما كان القطار ينقل وفود الحجاج والتجار والمسافرين والبضائع إلى الجزيرة العربية».

ولدت الفكرة لأول مرة عام 1864م، وكان الهدف من المحطة نقل الحجاج إلى "المدينة المنورة" ليتحول الخط الحجازي فيما بعد إلى علامة مميزة في الحياة اليومية لشعوب الدول وسكان المناطق التي يمر بها، ويأخذ طابعاً اجتماعياً واقتصادياً أنعش الحياة المعاشية في العديد من قراها ومدنها، فكان قطار الحجاز للحج والسياحة وحالة اجتماعية منذ اللحظات الأولى لانطلاقته، وقد كلف المشروع خمسة آلاف ليرة ذهبية عثمانية، كما كان القطار ينقل وفود الحجاج والتجار والمسافرين والبضائع إلى الجزيرة العربية

ويتابع: «تحتوي المحطة على عدة متاحف وهي: "المتحف الحي" الذي يتضمن تجهيزات مهمة جداً ومجموعة من المخارط العملاقة لخرط دواليب القطارات ويعمل بفاعلية رائعة، ومتحف "القاطرات البخارية" في الهواء الطلق، الذي يحتوي على 14 قاطرة بخارية وأمام كل قاطرة لوحة معدنية تضمنت معلومات شاملة تشير إلى هوية القاطرة ومنشئها وقدرتها، أما متحف "المقتنيات الأثرية" الذي جمع كل الموجودات الأثرية من المحطات على مسارات الخطوط في "سورية"، فيحتوي على قسم للاتصالات، وقسم مكتبي، وقسم إعداد وأدوات، وقسم قطع التذاكر».

القاطرات البخارية

تحدث الباحث التاريخي "عماد الأرمشي" عن المحطة في العديد من كتاباته ويقول: «قبل إنشاء المحطة كان المكان لتجمع الحجاج الذين يأتون من كل بلاد آسيا ليتجمعوا في مدينة "دمشق"، ثم ينطلقون بموكب يترأسه والي "دمشق" العثماني ويتجه المسار إلى "الميدان" باتجاه "القدم" ثم "الكسوة"، يتابع باتجاه أرض "الحجاز"، وكانت فكرة إنشاء الخط لتخفيف الأعباء عن الحجاج، فمدة الحج كانت تستمر 40 يوماً بالذهاب و40 يوماً بالإياب، إضافة إلى الأخطار التي كان يتعرض لها الحجاج أثناء السفر، وقد أُنشئ سوق "الحميدية" الحالي لتلبية متطلبات الحجاج المسافرين إلى "المدينة المنورة"، كما كانت "التكية السليمانية" مكاناً لإطعام كل الوافدين إلى "دمشق"».

ويضيف: «المحطة تحفة معمارية تزين المدينة، وتتميز بطابع شرقي، فيها درج عريض يتوسطها إضافة إلى قسمين متناظرين تماماً، ويتوسطهما بهو كبير، كان مكاناً لانتظار المسافرين على القطار، وحتى هذا التاريخ لاتزال المحطة محافظة على طابعها الأثري ولم يتم أي تغيير في الملامح المعمارية، إلا في الإكساءات الداخلية، و‏يتدلى من سقف المحطة الذي يبلغ ارتفاعه 12 متراً ثريا عملاقة من تاريخ المحطة صنعها الدمشقيون الذين صنعوا السيف الدمشقي، وسقف المحطة تزينه نقوش شرقية يقال إنها تحتوي على خيوط من الذهب، وكانت المحطة بمرحلة من المراحل لقطع التذاكر للمغادرين، واليوم هي عبارة عن مكاتب إدارية للخط الحديدي الحجازي، وإدارة الهيئة العليا لإعادة تسيير الخط الحجازي».

المحطة من الداخل

يذكر أن المحطة تقع وسط "دمشق" شرق منطقة "الحلبوني"، ويحدها شمالاً طريق "السليمانية" وهو الاسم الذي أطلق عليه لاحقاً شارع "سعد الله الجابري".