بناه السلطان "صلاح الدين الأيوبي" بالكثير من الجمال والمناعة من الحجارة الكلسية، كانت تلجأ إليه القوافل طلباً للراحة والأمان كفندق ومركز تجاري مازال بحاجة إلى ترميم...

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 حزيران 2014 الباحث الآثاري الدكتور "محمود حمود" الذي يقول: «يسمى خان "العروس" أو خان "صلاح الدين" أو خان "السلطان"، نسبة إلى السلطان "صلاح الدين" حسب ما ذكره الرحالة "ابن جبير"، وكما تشير النقوش التي كانت موجودة فوق بوابته الرئيسية، التي تذكر أن الخان بني في القرن السادس الهجري 577هـ (القرن الثاني عشر الميلادي) بأمر من السلطان "صلاح الدين الأيوبي"، وجاء في النص: (بسم الله الرحمن الرحيم - أمر بعمارة هذا الفندق المبارك السيد مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، وسلطان الإسلام والمسلمين أبو المظفر يوسف بن أيوب محي دولة أمير المؤمنين، وذلك سنة سبع وسبعين وخمس مئة)، ويقع الخان شمال شرق "دمشق" بنحو 50كم على الطريق الدولي "دمشق – حمص" قرب مفرق "معلولا" وسط واد جاف، ويتبع إدارياً لمنطقة "القطيفة"».

بني الخان من الحجارة الكلسية، سقوفه عبارة عن قبوات حجرية نصف إسطوانية، مداخل الخان مستطيلة الشكل والواجهات الداخلية تنتظم على شكل فتحتين متناظرتين بينهما فتحة أكبر، وضع المبنى جيد من الناحية الإنشائية، وبدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف ترميمه 1974، فاستكملت الجدران والواجهات الداخلية والخارجية والسطح، لكنه مازال يحتاج إلى بعض أعمال الترميم

ويضيف: «المبنى كبير وضخم، أبعاده من الخارج 41.6 × 46.15م، يتألف من باحة أبعادها 29.3 × 24.6م تلتف حولها الأروقة من كل الجهات، هذه الأروقة مقسومة إلى جناحين متناظرين؛ شرقي وغربي يفصل بينهما بوابة الخان في الجنوب، وإيوان في الشمال، ولكل جناح ثلاثة أبواب تطل على الباحة، تعلو بوابة الخان غرفة الدفاع والمراقبة يصعد إليها عن طريق درج يقع في القسم الغربي من البوابة، وكان في وسط الباحة بركة تصل إليها المياه من الخارج، وواجهات الخان الخارجية مغلقة عدا فتحة البوابة».

الباحث الآثاري د. محمود حمود

ويتابع: «بني الخان من الحجارة الكلسية، سقوفه عبارة عن قبوات حجرية نصف إسطوانية، مداخل الخان مستطيلة الشكل والواجهات الداخلية تنتظم على شكل فتحتين متناظرتين بينهما فتحة أكبر، وضع المبنى جيد من الناحية الإنشائية، وبدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف ترميمه 1974، فاستكملت الجدران والواجهات الداخلية والخارجية والسطح، لكنه مازال يحتاج إلى بعض أعمال الترميم».

أما الآثاري "عقبة معن" فيقول: «يحتوي الخان على طابقين؛ العلوي منه يحتوي على غرفة وحيدة تقع فوق باب المدخل، وهي ذات وظيفة دفاعية، مستطيلة الشكل أبعادها 6.40×3.85م، وسقفها نصف إسطواني، وللغرفة نافذتان، واحدة تطل على الباحة والأخرى تقع فوق المدخل، يمكن من خلال النافذتين كشف الطريق بشكل جيد، كما أن للغرفة بابين لتسهيل الوصول إلى كافة أرجاء السطح، وكان للخان شرفات مسننة تحيط بسطحه، ومرام للسهام، ووجود هذه العناصر الدفاعية في بناء مدني غير عسكري هو من معالم العمارة الأيوبية في "سورية"».

مدخل خان العروس

لاحظ الرحّالة الأندلسي المعاصر "ابن جبير" احتفال أهل بلاد الشام بتشييد خاناتهم، وكتب واصفاً في مذكراته عن خان "العروس" أنه في غاية الجمال والمناعة، وأنه ذو بوابة حديدية وفي باحته ماء جارٍ يتسرب إلى حوض ماء مستدير.

سجل في لائحة المواقع الأثرية الوطنية بالقرار رقم 85 / أ تاريخ 28-9-1967، ووضعت له وجائب على مسافة 100م من كل الجهات، يمنع البناء فيها.

الخان من الداخل