من أقدم أبنية الأمويين في الصحراء، يضم جامعاً وحماماً بطابع إسلامي، ويحتوي على كتابات تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وبني قصره على الطرازين الروماني والهلنستي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 حزيران 2014 الباحث الآثاري الدكتور "محمود الحمود" الذي تحدث عن جبل "أسيس"، ويقول: «يقع في البادية السورية، وقد زاره العديد من الباحثين منهم الألماني "ماكس فون أوبنهايم" عام 1893 الذي رجح أن تاريخ الموقع يعود إلى العصر الأموي، وتبين الدراسات التي أجريت على سفح الموقع وفي المنطقة المحيطة به من الجهتين الشرقية والجنوبية، وجود مجموعة من الأبنية الأثرية تضم قصراً وجامعاً وحماماً وخاناً ومخازن وقصوراً صغيرة، وبعض المنشآت الأخرى التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن السابع وبداية الثامن للميلاد (أي العصر الأموي)، يشبه المخطط العام للقصر مخطط قصري "الحير الشرقي والغربي" في صحراء "تدمر"، كما توجد مجموعة أخرى من المنشآت التي تعود إلى العصر البيزنطي، في حين تنتشر حول الموقع وخاصة في قمة الجبل البركاني وداخل فوهته الكثير من النقوش الحجرية التي تحمل كتابات "صفائية" تعود إلى العصر الروماني، وأخرى "كوفية" تعود إلى العصر الأموي».

موقع "جبل أسيس" عبارة عن فوهة بركان خامد ارتفاعه بحدود 100م، ويبلغ قياس فوهته 0.5كم عرضاً و2كم طولاً، بني القصر فيه على شكل مربع طول ضلعه نحو 67م، على الطرازين الروماني والهلنستي، وهو ذو فناء داخلي مربع محاط بثمانية أبراج دائرية حيث يشبه قصر "الحير الغربي" من حيث مخططه وحجمه

ذكر "ياقوت الحموي" في معجمه المكان باسم "أسيس"، وروي أنه تتجمع فيه الأمطار في سنوات الخصب فتشكل بحيرة كبيرة تعرف باسم "الخبرة"، وهذا الوصف ينطبق على ما يعرف اليوم بـ"جبل أسيس".

صورة للموقع من غوغل

أما المهندسة "زويا دغوط" من وزارة السياحة فتقول: «موقع "جبل أسيس" عبارة عن فوهة بركان خامد ارتفاعه بحدود 100م، ويبلغ قياس فوهته 0.5كم عرضاً و2كم طولاً، بني القصر فيه على شكل مربع طول ضلعه نحو 67م، على الطرازين الروماني والهلنستي، وهو ذو فناء داخلي مربع محاط بثمانية أبراج دائرية حيث يشبه قصر "الحير الغربي" من حيث مخططه وحجمه».

وتضيف: «يتألف مخطط القصر من بوابة خارجية ومجموعة من الغرف مبنية من الحجارة البازلتية ذات قوس دائري، وتقع ضمن البرج الوسطي في الواجهة الشمالية بشكل متعامد مع المحور الرئيسي باتجاه القبلة، إضافة إلى السور الخارجي وهو سور حجري بازلتي تم تدعيمه بواسطة أبراج نصف دائرية في منتصف أضلاعه على مسافات منتظمة، وأبراج دائرية في زواياه الأربع، أما الفناء الداخلي للقصر فهو على شكل مربع يتوسط القصر وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، والغرف تلي الرواق وتتوزع حول الفناء الداخلي وهي على ارتفاع طابقين».

د. محمود حمود

وتختم: «تتواجد نقوش كتابية في أعلى الجبل وعلى السفوح الجنوبية، وهناك كتابات صفائية ويونانية وعربية وبعض الرسومات البدائية التي تمثل حيوانات وأشخاص بأوضاع مختلفة محفورة على الحجر البازلتي، وأهم النصوص المكتشفة؛ نص ذو محتوى تاريخي قبل الإسلام، ويتحدث عن بعثة عسكرية باسم "الملك الحارث ملك الغساسنة" وتفكيك النص: (إبراهيم بن مغيرة الأوسي أرسلني الحارث الملك علي سليمان مسلحة سنة 423 بالتقويم النبطي - أي 528 ميلادي)، وتنبع أهمية هذه الكتابات من أنها تقدم معلومات تاريخية مهمة عن تلك الحقبة الزمنية من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الرابع ميلادي».

ومن خلال الكتابات التي قام بدراستها الأستاذ "أبو الفرج العش" في مجلة "الحوليات الأثرية" في الجزء الثالث عشر، كشفت أسماء عدد من أبناء الخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" التي تؤكد استمرار أسرة "الوليد" بالإقامة في هذا القصر لفترة زمينة طويلة.

البوابة الرئيسية للموقع

يشار إلى أن موقع "جبل أسيس" يبعد عن "دمشق" نحو 105كم باتجاه الجنوب الشرقي، يتم الوصول إليه عبر طريق "أبو الشامات" – "التنف"، ويرتفع عن سطح البحر 697م.