بنيت في العصر الأيوبي، ولم يبق منها سوى الجدران الحجرية الأربعة ذات الأقواس ومن دون قبة، مع الضريح المكشوف ذي النقوش والزخارف الإسلامية..

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 حزيران 2014 الآثاري "عقبة نظام" الذي تحدث عن المدرسة "الشبلية" ويقول: «لا يعرف الكثيرون من المارين في ساحة "الميسات" أن الجدران الحجرية الأربعة الموجودة ضمن حديقة صغيرة إلى جانب الساحة هي للمدرسة "الشبلية" التي بنيت عام 1226م، والتي تحتوي على قبر "الطواشي" المعروف بـ"شبل الدولة الحسامي"، حيث كان البناء قائماً في محلة "الشبلة" متاخماً لبستان "جريف" ولصيقاً لـ"طاحونة الأحمر" شمالي ضفاف نهر "ثورى" في أول الطريق الواصل إلى ساحة "شمدين آغا" في منتصف الشارع تماماً».

تم وصف موقع المدرسة في مخطط الأماكن الأثرية لمدينة "الصالحية" الذي وضعه العلامة "محمد أحمد دهمان" قبل نقلها من منتصف الشارع إلى جنوبي ضفاف "نهر ثورى" وبقيت رفاة وعظام "شبل الدولة" تحت التراب وتحولت إلى شارع، وقد أزيلت من مكانها لتنظيم المنطقة وشق طريق رئيسي من ساحة "الميسات" إلى ساحة "شمدين"، وتم إنشاء ساحة عريضة تصل بين الشوارع التي تصب في الساحة نفسها

ويضيف: «تم وصف موقع المدرسة في مخطط الأماكن الأثرية لمدينة "الصالحية" الذي وضعه العلامة "محمد أحمد دهمان" قبل نقلها من منتصف الشارع إلى جنوبي ضفاف "نهر ثورى" وبقيت رفاة وعظام "شبل الدولة" تحت التراب وتحولت إلى شارع، وقد أزيلت من مكانها لتنظيم المنطقة وشق طريق رئيسي من ساحة "الميسات" إلى ساحة "شمدين"، وتم إنشاء ساحة عريضة تصل بين الشوارع التي تصب في الساحة نفسها».

ضريح شبل الدولة الحسامي

ويقول الباحث التاريخي "عماد الأرمشي" في كتاباته عن المدارس الأيوبية في "دمشق": «زار عالم الآثار "كارل ولتسينجر" التربة (المقبرة) والمدرسة في العقد الثاني من القرن العشرين، وقال: إنه من المرجح أن يكون البناء هو المدرسة "الشبلية"، وهو بناء مربع الشكل مشيد بالحجارة الغشيمة وكل زواياه مشيدة بالحجارة المنحوتة، كما أن مداخله مسدودة، وثمة نافذة مسدودة تتجه نحو الغرب تعلوها رقبة مزدوجة مثمنة الأضلاع فيها 16 ضلعاً مشيدة بالآجر ومطلية بالجص، ويتخلل الرقبة السفلية محاريب ونوافذ مزدوجة، ويتخلل الرقبة العلوية 8 نوافذ و8 محاريب لها طاسات قوقعية، أما القبة نفسها فهي ذات ضلوع، ويسير فوق التربة شارع "شقة شبل الدولة" الذي يربط "دمشق" بـ"الصالحية" وهو معّبد بالحجارة الكبيرة ويصاحبه رصيف عال».

ويضيف "الأرمشي": «يقول "ابن كثير" في تاريخه في عام 623هـ "كافور شبل الدولة الحسامي" هو زوج ست الشام "الخاتون" الشهيرة، توفي ودفن في تربة المدرسة، كان ديناً وورعاً وشاعراً وإماماً، وهو الذي قام ببناء المدرسة والتربة التي تقع خلفها، وهو الذي فتح للناس في ذلك الوقت طريقاً من عند المقبرة التي كانت تقع غربي "دمشق" إلى طريق "عين الكرش"، ولم يكن للناس طريق إلى الجبل من هناك إنما كانوا يسلكون طريقاً بالقرب من مسجد "الصفي"، كما وصف المدرسة "ابن طولون" في كتابه "القلائد الجوهرية" أنها كانت قاعة للأيتام في القرن السادس عشر ميلادي وأن بعض الأجنحة في المدرسة تم تفكيكها، ودرس في هذه المدرسة الكثيرون من العلماء والفقهاء، ومنهم الشيخ "صفي الدين السنجاري"، و"شمس الدين ابن الرضي" و"سعيد بن علي"، ووصفها الدكتور "عبد القادر الريحاوي"، أنها مدرسة هندسية فريدة من نوعها ونادرة بنفس الوقت فهي مؤلفة من ثلاثة عقود من كل واجهة، والضريح الموجود فيها منحوت من الحجر بعدة طبقات تذهل الناظر إليه بطريقة هندسية لم نصل إليها حتى يومنا هذا، ارتفاعه 170سم وطوله 285سم وعرضه 140سم، واتجاهه من الشرق إلى الغرب ومبني من الحجارة المنحوتة المزخرفة ببعض الآيات القرآنية ونحتت الحجارة على شكل أقواس كما هي معظم الأضرحة التي شيدت في العصر الأيوبي».

موقع المدرسة في ساحة الميسات