كان مختبئاً طوال العصور الماضية وراء جدران بيوت الفلاحين، بعد أن كان مكرساً للإله "زيوس" كبير آلهة الرومان، وكان بوابة للمرور قبل أن يتحول إلى معبد..

مدونة وطن "eSyria"، التقت بتاريخ 29 كانون الثاني 2014، الدكتور "محمود حمود" مدير آثار "ريف دمشق"؛ الذي تحدث عن المعبد بالقول: «يقع المعبد وسط مدينة "الضمير" إلى الشرق من العاصمة "دمشق" على أطراف البادية على بعد 44كم، بني عام 245م، وهو مكرس للإله زيوس كبير آلهة الرومان، أما أبعاده فتتراوح بين 20م طولاً، و16م عرضاً، و8م ارتفاعاً، ويتمتع البناء بمدخلين متوازيين من الضلع القصير، ويعلو كلاهما قوسان عظيمان يؤديان إلى ردهة تتمتع بدورها بمداخل كبيرة تقود إلى الحيز الداخلي المربع الشكل تقريباً، تعزز زوايا البناء من الخارج أربعة أبراج مؤلفة من عدة أدراج ومقسمة في الداخل إلى عدد من الغرف، باستثناء البرج الجنوبي الشرقي الذي يحوي درجاً يقود إلى الطوابق العليا وإلى سطح البناء».

كانت "الضمير" عامرة منذ فترة الأنباط والرومان، ومعبد "الضمير" أحد أبنية هذه الفترة وقد كان مختبئاً طوال العصور الماضية وراء جدران بيوت الفلاحين؛ حيث لم يكن ظاهراً منه إلا الأقسام العليا إلى أن جاء سنة 1904م السيد "بوتلر" أحد أعضاء البعثة الأميركية فوصف المعبد ورسم مخططاً له، ثم جاء مستشرقون آخرون وقالوا: إن هذا المعبد مخصص لعبادة الإله "زيوس"، وحالياً المعبد قائم بجدرانه الأربعة وواجهاته محفوظة، أيضاً الأروقة والأقواس بحالة جيدة

ويضيف: «سجل في القرار رقم 96 بتاريخ 23 تشرين الأول 1933، الصادر عن وزير المعارف، المرسوم رقم 4400 بتاريخ 6 تشرين الثاني 1935، الذي نص على ما يلي: (إن معبد الضمير القديم وكذلك الأراضي المحيطة به بعرض 10م اعتباراً من الوجه الخارجي لجدران المعبد الأربعة، تدخل في سجل الأبنية التاريخية عملاً بأحكام المادة 27 من القرار 166، ويزين وجوه الجدران الخارجية للبناء عضادات ملتصقة تحمل تيجاناً مركبة "دوري، وكورنثي"، وهي بدورها تحمل كورنيشاً ضخماً)، وتشير الكتابات اللاتينية المنقوشة على الجدران إلى أن البناء بالأصل كان بوابة للمرور، ويبدو أنه تحول إلى معبد في فترة لاحقة ومع ذلك فلم يبق من تلك البوابة إلا المدخلين المتوازيين، ومن الجدير ذكره أن هذا النموذج من البوابة ذات المدخلين المتوازيين يعدّ فريداً من نوعه في العمارة الرومانية، وهناك كتابة رومانية أخرى هي محضر دعوى رفعت في أنطاكية أمام الإمبراطور "كراكلا" بشأن قضية تتعلق بهذا الهيكل».

ويتابع: «كانت "الضمير" عامرة منذ فترة الأنباط والرومان، ومعبد "الضمير" أحد أبنية هذه الفترة وقد كان مختبئاً طوال العصور الماضية وراء جدران بيوت الفلاحين؛ حيث لم يكن ظاهراً منه إلا الأقسام العليا إلى أن جاء سنة 1904م السيد "بوتلر" أحد أعضاء البعثة الأميركية فوصف المعبد ورسم مخططاً له، ثم جاء مستشرقون آخرون وقالوا: إن هذا المعبد مخصص لعبادة الإله "زيوس"، وحالياً المعبد قائم بجدرانه الأربعة وواجهاته محفوظة، أيضاً الأروقة والأقواس بحالة جيدة».

نفذت منذ عام 1985م دراسات أثرية على الموقع من قبل بعثة ألمانية، حيث أكدت دراسات المهندسين المعماريين العاملين في مجال الأبنية الرومانية أنه بني في فترة تراوحت بين 10 – 20 سنة، بينما تشير الحفريات إلى أن بناءه استغرق 100 سنة على الأقل، وأشارت الدراسات إلى احتمالين حول هذا البناء: فالأول يقول: إنه يعدّ بوابة للمعبد الذي بني خلفه أو أن هذا البناء استخدم كمعبد، ولكنه بني أساساً لاستعمالات أخرى، ومن خلال اللقى التي عثرت عليها البعثة السورية الألمانية المشتركة من أعمدة كبيرة وتيجان تنتمي إلى بناء أكبر من هذا البناء؛ التي من الممكن أن تكون هي المعبد غير الظاهر حالياً، الذي يظن أن هذا البناء هو بوابته، ولهذا من الممكن أن يكون هذا البناء ولكن هذه الاحتمالات لا تحل إلا من خلال متابعة الحفريات.

ويعتقد الدكتور "علي حسن موسى" في كتابه "دمشق مصايفها ومتنزهاتها" بوجود طابق ثان للمعبد وذلك بسبب وجود جدران لرواق على شكل ثلاث غرف بارتفاع واضح يبلغ نحو مترين، وهذه الغرفة موجودة فوق الرواق الشمالي بضلوعه الثلاثة؛ الذي يبلغ ارتفاعه نحو سبعة أمتار، والشيء الجميل في المعبد هو التناظر بين أجزائه وخاصة جدرانه الخارجية، فالواجهتان الغربية والشرقية متماثلتان بتقسيماتهما من خلال احتوائهما على شكل هرمي، وقوس نصف دائري يقوم على شكل أعمدة حجرية متداخلة بعمارتها مع الجدران المحيطة، وكذلك كثرة المنحوتات والأشكال التزيينة، مثل: تيجان الأعمدة الكورنيثية والمركبة، إضافة إلى جمال أفاريز بتشكيلاتها الهندسية، والأبراج المتوجة في الشرفات».