بدأ كمسجد صغير وتربة مجاورة، ولكنه توسع بسبب استثماره في تدريس العلوم الشرعية مستفيداً من موقعه الكائن في حي المدارس الشهير في وسط حي الصالحية على سفح قاسيون.

إنه "الجامع الجديد" أو "تربة الخاتونية" كما يعرف في بعض كتب التاريخ وللتعرف أكثر على هذا البناء الفريد مدونة وطن "eSyria" التقى السيد "سليمان عبد لله" صاحب أحد المحلات المجاورة للجامع، الذي قال: «هذا الجامع كان بالأصل وقفاً إسلامياً لتربة السيدة "الفاضلة عصمة الدنيا والدين الخاتون بنت الأمير معين الدين أنر السلجوقي نائب الشام وأتابك عسكرها"، وكان يدرس الشافعية والحنفية فيها، ومازال المسجد يحتفظ ببعض آثاره القديمة العائدة إلى العصر الأيوبي.. مثل صحنه.. وأبوابه الخارجية.. ونقوشه الداخلية، اليوم المسجد مؤلف من مصلى في زاويته الشمالية الشرقية منارة حجرية جميلة، أما الضريحان فلا يزالان في غربي المصلى ومن فوقهما قبة آخذه في الانهدام، كما يتميز الجامع بباب خشبي كبير ومزخرف يشبه الأبواب الأموية، ويعلوها مداميك مزخرفة ومنقوشة وتحتها ما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا الجامع المعمور بذكر الله تعالى مما أنعم الله تعالى على عبده الفقير إلى الله تعالى سليمان بن حسن الغفيري التاجر تقرباً إلى الله باريه الكريم وذلك بتولي الفقير إلى الله تعالى علي ابن التدمري في شهور سنة تسعين وسبعمئة غفر الله لهما"».

البناء والتصميم الداخلي للمقام أو الجامع مروحي الشكل على الطراز الأيوبي، ويلاحظ الزائر بوضوح المقرنصات الجميلة والتي تنشر في أرجاء الجامع، ويتألف جامع الجديد من بناء حجري ضخم بارتفاع اثني عشر مترا عن الأرض، ترتكز على قاعدة مربعة الشكل يعلوها جذع مسدس الأضلاع يتوسط كل ضلع نوافذ على قوسيه أخذت شكل محراب، فيها نوافذ صماء ونوافذ مفتوحة مزدوجة بكل قوس حيث يستند على الجذع رقبة القبة وتحتوي على 12 ضلعاً بكل ضلع نوافذ على هيئة محراب منها أصم مقرنص والآخر مفتوح فيها مشغولات خشبية معشقة بالزجاج الملون كانت تستخدم لإنارة الأضرحة، ويستند على الرقبة قبة نصف مكورة محززة، كما يتميز الجامع بمئذنة قصيرة مشيدة من الحجر، قاعدتها مربعة الشكل، وجذعها مثمن الأضلاع مملوكي الطراز، وشكلها نصف كروي، أما الشرفة فهي على الطراز الشامي الذي كان سائداً في عصر العثماني

يقع "الجامع الجديد" أو "التربة الخاتونية" كما كان معروفاً سابقاً خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في منطقة "الصالحية القديمة"، في سفح جبل قاسيون بجوار المدرسة الجهاركسية من جهة وحمام المقدم من جهة أخرى، وقد أطلق عليه اسم جامع "الجديد" بعد توسعة المسجد القديم الذي كان اسمه مسجد الخاتونية نسبة "للخاتون عصمة الدين" المدفونة فيه، وكان هذا البناء التاريخي معروف بالتربة "الخاتونية" قبل بناء الجامع وتوسيعه تربة نسبة لمنشئتها عصمت خاتون سنة 577 هجري الموافق 1181م، والتي دفنت فيها سنة 1185م، وبني بجوار القبر جامع صغير الحجم سمي جامع "الخاتونية" نسبةً إلى التربة التي يجاورها وقد تم توسيعه وتجديده في العهد المملوكي ليصبح جامع الجديد كما هو معروف اليوم.

باب الجامع

الباحث الأثري"محمد الأحمد" حول الأهمية التاريخية والأثرية لهذا الجامع العريق يقول: «يعد جامع الجديد من أهم و أشهر مساجد الدولة الأيوبية والعهد المملوكي، تكمن أهميته التاريخية في كونه تحفه إسلامية تضاف إلى الكثير من التحف ‏‏التاريخية المنتشرة في "دمشق" والعالم الإسلامي، وهو من المساجد الكبيرة الحجم نسبياً ومستوحى بناؤه من بناء الجامع الأموي الكبير من حيث بناء حرم بيت الصلاة، فهو مربع الشكل جداره الشمالي شاهق الارتفاع يوجد به باب كبير الحجم ترتفع فوقه مئذنة الجامع بالزاوية الشمالية الشرقية وتحتها يوجد الرواق الشمالي للجامع، ومئذنة الجامع الجديد مبنية من حجارة وهي صغيرة الحجم نسبياً، وقد تم تجديدها بعد هدمها جراء زلزال "دمشق" الشهير أيام العهد العثماني، كما أن هناك لوحة رخامية مؤرخة عند باب الجامع نصها "أنشئ هذا الجامع الجديد بتولي خضر بن محمد السرهند الحلبي الناصري عام 653 هـ ثم حول التربة الخاتونية التي أوقفتها عصمت خاتون عام 577 هـ إلى مسجد وأضافها إلى الجامع "سليمان بن حسين الغفري بتولي علي انر التدمري" عام 790 هـ"، كما يتميز جامع الجديد بالكثير من الأوابد التاريخية والزخارف في غاية الروعة والجمال، ومازال يحافظ على الكثير منها حتى الآن، فيوجد نقش مكتوب على بابه الخشبي الكبير نصه: "إِنما يعمر مساجِد الله من آمن بِاللهِ واليوم الآخر وأقام الصلاةَ وآتَى الزكاةَ ولم يخش إِلا اللَّهَ فعسى أولَئك أن يكونوا مِن المهتدين"».

يواصل "الأحمد" حديثه: «البناء والتصميم الداخلي للمقام أو الجامع مروحي الشكل على الطراز الأيوبي، ويلاحظ الزائر بوضوح المقرنصات الجميلة والتي تنشر في أرجاء الجامع، ويتألف جامع الجديد من بناء حجري ضخم بارتفاع اثني عشر مترا عن الأرض، ترتكز على قاعدة مربعة الشكل يعلوها جذع مسدس الأضلاع يتوسط كل ضلع نوافذ على قوسيه أخذت شكل محراب، فيها نوافذ صماء ونوافذ مفتوحة مزدوجة بكل قوس حيث يستند على الجذع رقبة القبة وتحتوي على 12 ضلعاً بكل ضلع نوافذ على هيئة محراب منها أصم مقرنص والآخر مفتوح فيها مشغولات خشبية معشقة بالزجاج الملون كانت تستخدم لإنارة الأضرحة، ويستند على الرقبة قبة نصف مكورة محززة، كما يتميز الجامع بمئذنة قصيرة مشيدة من الحجر، قاعدتها مربعة الشكل، وجذعها مثمن الأضلاع مملوكي الطراز، وشكلها نصف كروي، أما الشرفة فهي على الطراز الشامي الذي كان سائداً في عصر العثماني».

صحن الجامع
مأذنة الجامع