قلعة "دمشق" تعد من القلاع الهامة ضمن الشواهد الأثرية السورية التي مازالت تشهد بحجارتها على مجد الحضارات والعربية وعزتها.

يحدثنا السيد "بشار الراجي" وهومسؤول عن وفود سياحية تزور "سورية" على أهمية هذه القلعة "قلعة دمشق" بالنسبة لهذه الوفود فهي تعتبر مزار مهم لهم لدلالتها على تاريخ "سورية" الماضي والحديث، فالقلعة كان استخدامها مستمر حتى ثمانينات القرن الماضي وفي عام 1984 بدأ العمل بها كمرفق سياحي في "سورية"

هدم الملك "العادل بن أبي بكر بن أيوب" شقيق صلاح الدين 1202م القلعة السلجوقية التي أنشأها "تتش بن ألب أرسلان السلجوقي" وأقام القلعة الحالية واستمرت فترة البناء زمن طويل وبقي العمال يعملون بها لمدة اثنتي عشر عاماً فصارت منيعة وحصينة بنوا فيها "مصنع للأسلحة"، "أبراج للحمام الزاجل" لأهميته في ذلك الوقت، "دار لصك النقود"، "سجن"، "حمّام"، "قاعة عرش"، "مسجد"، "مدرسة"، "منازل للأعوان" حتى صارت وكأنها مدينة صغيرة وسُميت "القلعة المنصورة" وجمع في بلاطه الكثير من العلماء والفلاسفة منهم "عماد الدين الأصفهاني" و"بهاء الدين بن شداد"

زار موقع ""eDamscous السيد "نبيل الحكيم" أستاذ تاريخ وباحث ليحدثنا عن قلعة "دمشق":«"قلعة دمشق" تقع في الزاوية الشمالية الغربية لمدينة "دمشق القديمة" لا يعرف عنها شيء في أيام الرومان والفتح الإسلامي، يعود بناؤها إلى عهد تاج الدولة "تتش بن ألب أرسلان السلجوقي" 1078م حيث كان سور "دمشق" خرباً فاستُعملت حجارته الرومانية في بناء القلعة، حينما أمر "نور الدين زنكي بتحصين مدينة "دمشق" وترميم أسوارها أضاف أبنية دفاعية جديدة للقلعة وأقام لها جدران حصينة للدفاع عنها، أتى "صلاح الدين الأيوبي" عام 1174م ولكنه تسلم القلعة صلحاً وجعلها مركزاً لحكمه فرمّمها وأضاف إليها أبنية أخرى وعاش وتُوفي فيها عام 1193م. ودُفن في قسمها الغربي وبعد ثلاث سنوات نُقل جثمانه إلى المدرسة العزيزية موقع الجثمان اليوم».

قلعة دمشق من الداخل

يتابع السيد "نبيل الحكيم" :«هدم الملك "العادل بن أبي بكر بن أيوب" شقيق صلاح الدين 1202م القلعة السلجوقية التي أنشأها "تتش بن ألب أرسلان السلجوقي" وأقام القلعة الحالية واستمرت فترة البناء زمن طويل وبقي العمال يعملون بها لمدة اثنتي عشر عاماً فصارت منيعة وحصينة بنوا فيها "مصنع للأسلحة"، "أبراج للحمام الزاجل" لأهميته في ذلك الوقت، "دار لصك النقود"، "سجن"، "حمّام"، "قاعة عرش"، "مسجد"، "مدرسة"، "منازل للأعوان" حتى صارت وكأنها مدينة صغيرة وسُميت "القلعة المنصورة" وجمع في بلاطه الكثير من العلماء والفلاسفة منهم "عماد الدين الأصفهاني" و"بهاء الدين بن شداد"».

يضيف السيد "نبيل الحكيم" :«بعد الملك "العادل" أتى أربعة سلاطين وهم أبناء الملك "العادل" اهتموا بالقلعة وحصّنوها وهم "عيسى والصالح إسماعيل" والملك "المعظم" ثم أتى أخوه الملك "الكامل"، قاومت القلعة هجوم المغول وكان أشدهم "هولاكو" 1260م ولكنه تابع حصارها وضربها بالمنجنيق حتى دخلها فنهبها وهدمها وأعدم واليها، بعد هزيمة المغول في معركة "عين جالوت" قرب "الناصرة" في "فلسطين" على يد "الظاهر بيبرس" وقائده المملوكي "قطز" صارت القلعة لنائب السلطنة الأمير "علاء الدين سنجر الحلبي"، في حكم "الظاهر بيبرس" في "دمشق" قام بترمّيَمَ القلعة وحصنها حتى تُوفي فيها ونُقل جثمانه إلى "المدرسة الظاهرية"، استمر المماليك بتحسين القلعة والاهتمام بها خلال حكمهم بين 1259 ولغاية 1516م لما جاء العثمانيون في عام1516 استعملوا القلعة وجعلوها ثكنة عسكرية لهم وأضافوا إليها بناءً تبلغ مساحته ألف متر مربع خاص بالإمور الإدارية وذلك حتى عام 1918حيث أتى الفرنسيين صارت سجناً ومقراً لبعض عناصر الشرطة ومن الاشخاص الذين سجنوا بها كان "عبد الرحمن الشهبندر" حتى عهد الاستقلال عام 1946 وبعد هذا التاريخ تم إخلائها وبدأ فيها الترميم فيها منذ عام 1984».

برج من أبراج القلعة

يتابع السيد "نبيل الحكيم" حول "قلعة دمشق" :«تعتبر هذه القلعة نموذجاً عن العمارة الأيوبية فهي ممتدة بين "باب الفرج" شمالاً و"باب النصر" غرباً ولهذه القلعة ميزة عن بقية القلاع في "سورية" أنها القلعة الوحيدة التي لم تبنى على مرتفع بل هي على مستوى الأرض كما لها خندق من حولها بعرض 20م وشكلها شبه منحرف أبعادها بين 150×250 يحيط بها سور واحد سمكه بين 4 و5م وكان يعاد ترميمها وصيانتها في جميع العهود ولكن ذلك لم يُؤثر كثيراً على طابعها الأيوبي ففيها أبراج مستطيلة ومربعة عددها 12 برجاً كل منها يتألف من عدة طوابق في كل طابق ردهة واسعة، معقودة بالحجارة العادية والحجارة الضخمة وهي مجهزة بشرفات بارزة لصب السوائل المغلية ورمي القذائف المشتعلة وعددها بين 4 و5، أما شقوق النبال فكانت شقاً طويلاً أصبحت في القرنين 12 و13 على شكل محراب بين جدارين مائلين بشكل متعاكس وكانت سفوح الجدران السفلية مائلة وسماكتها ثلاثة أمثال غيرها لتكون أكثر مقاومة للمنجنيق كما استعملت جذوع الأعمدة بشكل أفقي لدعم الجدران وشكلت الحجارة بشكل بارز والقاعدة محاطة بإطار عرضه 5سم مما جعل القلعة حصينة وقوية.

للقلعة أبواب أربعة اثنان منها رئيسيان هما الشمالي والشرقي أما الآخران فهما أبواب سرية تؤدي إلى الخندق الذي كان يحيط بالقلعة كما أقام العثمانيون باباً مكان باب السري الغربي».

تمثال صلاح الدين الأيوبي أمام باب القلعة

يضيف السيد "نبيل الحكيم" :«كان الباب الرئيسي للقلعة الباب الشرقي فهو يقود إلى المدينة القديمة ويُفتح على سوق "العصرونية" حالياً لذلك عُرف باسم "باب المدينة" وكان اسمه في أيام السلطان المملوكي "الظاهر برقوق" "باب النصر الظاهري" له جسر خشبي متحرك استعمل للدخول والخروج إلى دار الإمارة مقر السلطان وكان هذا الباب أقل حصانة من غيره لأنه أقل تعرضاً للخطر والطريق منه إلى الداخل ملتوٍ وغير مستقيم عرض الباب 266سم ويقع بين برجين متقاربين المسافة بينهما عشرة أمتار فقط مزوّدة بمرامٍ ورواشن لصب السوائل المغلية على المهاجمين والباب موجود في الجدار الجنوبي للبرج تُزينه مقرنصات ويعلوه قوسان متراكبان. فوق الباب كتابة من العهد المملوكي تتضمن مرسوماً بشأن خزائن السلاح وعلى جانبي إيوان الباب نص آخر يتضمن تاريخ فتح القلعة من قبل السلطان "الظاهر أبو سعيد برقوق" كما يُؤدي "الباب الشرقي" إلى ممر يعرف بممر "باب الحديد" ويقع شمال القلعة و"باب الحديد" هو عبارة عن بابين أحدهما خارجي جُدّد في القرن 15م والآخر داخلي والممر بينهما مرصف بالحجارة وقد جُدّد هذا الباب مع القلعة في العهد المملوكي أيام حكم "نوروز الحافظي" عام 809م، أما "باب السر" فكان يستعمله حاكم القلعة سراً في الخروج والدخول إليها ويقع غرب القلعة ويُفتح على منطقة "السنجقدار" حالياً وهناك "باب السر الجنوبي" ويقع قبالة دار السعادة ولا تخلو أية قلعة أيوبية من باب السر. المسافة بين المدخل الشمالي والشرقي مغطاة بقبة استخدمت سجناً فيما بعد وفي آخر الساحة توجد ردهة كبيرة مربعة، طول ضلعها 20م تعلوها قبة، وتدعمها أربعة أعمدة».

يتابع السيد "نبيل الحكيم" حول القلعة: «أما بالنسبة لأبراج القلعة فأهمها برجان مستطيلان أبعاد كل منهما 13×26م بُنيت أيام الملك العادل كل واحد منها يتألف من ثلاث طبقات في كل طبقة خمس فتحات لرمي السهام وحول كل سطح شراشيف فوقها كوات مستطيلة مسننّة، وتعتبر كل أبراج القلعة متشابهة العمارية والهندسة وأما البرج الذي في الزاوية الشمالية الشرقية للقلعة فهو برج متقدم للدفاع، ويوجد كتابة تعود للعهد الأيوبي موضوعة على واجهته الشرقية بالخط النسخي وقد أُحدثت فيه كوة مستطيلة للرمي، وفي القلعة يوجد بقايا القصر الملكي وقد أُزيلت طبقته العليا واكتشف أيضاً في القلعة آثار مساكن وسراديب بعود إلى فترة ما قبل الأيوبيين ويقع جامع "أبي الدرداء" في جهة نهر "عقربا" قرب المدخل الشمالي للقلعة».