بإطلالته المميزة والجميلة يقبع مجاوراً لجبل "المزة" من جهة الغرب، يعج بالمارة والمتسوقين، ويضم 200 محل تجاري على جانبي شارع واحد تفيض بالبضائع المتنوعة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 30 تشرين الأول 2014، قامت بجولة في أزقة سوق "الشيخ سعد"، والتقت المعلمة "لونا الأحمد" التي تحدثت عن السوق وتقول: «هو السوق المفضل بالنسبة لي، وهذا يعود إلى التنوع الكبير الذي يحتويه من أغذية وألبسة، حيث أجد فيه دائماً طلبي وأسعاره مناسبة ترضي الجميع، ففيه الغالي والرخيص، وبضائعه ذات جودة عالية ومتوسطة، وهذا ما جعله مقصداً لكل الناس على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية».

هو السوق المفضل بالنسبة لي، وهذا يعود إلى التنوع الكبير الذي يحتويه من أغذية وألبسة، حيث أجد فيه دائماً طلبي وأسعاره مناسبة ترضي الجميع، ففيه الغالي والرخيص، وبضائعه ذات جودة عالية ومتوسطة، وهذا ما جعله مقصداً لكل الناس على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية

السيد "محمد علي" موظف في الكهرباء يميل إلى محال الأطعمة الجاهزة والحلويات، فهو على حسب قوله متذوق من الدرجة الأولى، لذلك يذهب إلى "الشيخ سعد" دون سواه من الأسواق لتناول غدائه في بعض الأحيان التي يمتد فيها عمله لساعات طويلة، ويقول: «يتوسط هذا السوق ثلاث مناطق سكنية "المزة جبل"، و"المزة فيلات شرقية وغربية"، و"المزة أوتوستراد"، وتتعدد الطرق التي توصلك إليه، فيصبح سوقاً لا ينام، وللمأكولات فيه طعم ألذ من باقي المناطق، لأن الطعام يصل ساخناً إلى عملي ولا يأخذ الطريق من وقتي الكثير، وهناك محال متخصصة بأنواع الأطعمة منها: "الشاورما"، و"الفلافل"، و"الفطائر"، ومحال الخضار الطازجة، إضافة إلى الحلويات الشهية مثل: "النابلسية"، و"البوظة"، و"حلاوة الجبن"، وقوالب الحلوى بأنواعها الكثيرة».

متاجر الألبسة والبسطات

وأثناء تجولنا التقينا السيد "محمود منصور" أحد العاملين في أحد أقدم محال الحلويات والمأكولات الشرقية، فأخبرنا عن أوقات ذروة الازدحام التي يكون فيها "الشيخ سعد"، ويقول: «نحن نبيع الحلويات من كافة أنواعها، إضافة إلى الطبخ المنزلي ونظراً إلى الكم الكبير من الطلبات التي تأتينا في اليوم الواحد وخاصة في وقت الغداء تكون ساعات الذروة لدينا ما بين الثانية عشرة ظهراً حتى الخامسة مساءً، وهذا كاف لكي نصل ساعات العمل بعضها ببعض دون انقطاع».

ويضيف: «يستقطب السوق آلاف الزائرين يومياً، هم ليسوا بالضرورة من سكان المنطقة وإنما أناس شدتهم رائحة الطعام اللذيذة التي ترافقهم من أول السوق حتى آخر محل فيه، ويضم السوق أكثر من 200 محل إلى جانب العربات النقالة للبائعين المتجولين، وبطول يصل لنحو 600 متر، وموقعه المتميز الذي يتمركز بين تجمع لمدارس متواجدة في المنطقة، وهي: مدرسة "الهبج"، و"ابن رشد"، و"مأمون منصور"، و"عثمان بن عفان"، و"المدرسة الفرنسية"، كما أن السكن الجامعي يبعد عنه مسافة شارع واحد فقط، وهو ما جعله سوقاً يعبق بروح الشباب، هذا إضافة إلى وجود مستشفيات عديدة بالقرب منه كمستشفى "المواساة"، ومستشفى "الأطفال"، والمستشفى العسكري، لذلك نجد عدداً من الصيدليات المنتشرة فيه».

علي محمد

أما الآنسة "سميرة زينة" وهي من أقدم سكان حي "المزة شيخ سعد"، فقد أطلعتنا على حال السوق قبل 40 سنة من الآن، وتقول: «كان أبناء "المزة" هم السكان الأصليين لهذه المنطقة، وأكثرهم كانوا يعملون في تصنيع الحبال، فلم يكن هناك عدد كبير من المحال التجارية، بل اقتصرت على ثمانية أو تسعة محال، وهي عبارة عن غرف إضافية من منازل السكن التي كانت مصنوعة من التراب، ولكن الزحف العمراني الذي طال أراضي منطقة "المزة" سكنت فيها عائلات من مناطق أخرى، كان سبباً لتوسع المنطقة وتنظيمها، الأمر الذي عاد على السوق والحي بفوائد كبيرة».

من أروقة السوق