أسعاره رخيصة ويلبي كافة احتياجات المواطن، تتنوع بضائعه ليعكس انطباع البساطة والشعبية ويسمى سوق "الدراويش" أيضاً، فيه عدد من الأوابد الأثرية، ويعد أقدم أسواق "دمشق".

مدونة وطن "eSyria" تجولت بتاريخ 25 تشرين الأول 2014، في سوق "الشيخ محيي الدين" أو ما يعرف بسوق "الجمعة"، والتقت "بسام العلي" أحد رواد السوق، ويقول: «سوق شعبي وبسيط ومختلف عن باقي أسواق العاصمة، فهو يضم مختلف أنواع البضائع، إلى جانب كل أنواع الفواكه والخضراوات، كما يعد من أكثر الأسواق الشعبية ارتياداً من قبل الدمشقيين باعتباره أقدم الأسواق المعروفة لبيع الثياب المستعملة "البالة"».

يعد السوق من أكثر مناطق العاصمة شعبية، تغلب على بضائعه الخضار والفاكهة والحلويات الشعبية، وأكثر ما يميزه عن غيره من الأسواق الحديثة امتزاجه ببعض المباني والأوابد الأثرية والتاريخية، وهو ما جعله متفرداً بخصوصية معينة

ويضيف: «يعد السوق من أكثر مناطق العاصمة شعبية، تغلب على بضائعه الخضار والفاكهة والحلويات الشعبية، وأكثر ما يميزه عن غيره من الأسواق الحديثة امتزاجه ببعض المباني والأوابد الأثرية والتاريخية، وهو ما جعله متفرداً بخصوصية معينة».

بداية السوق من الجهة الشمالية

كل باعة السوق يؤكدون أن سوق "الجمعة" أقدم سوق في "دمشق"، ويقول "محمد أنس" صاحب مكتبة في السوق: «يرتفع هذا السوق تدريجياً من الشارع الرئيس نحو جامع "الشيخ محيي الدين"، و"التكية السليمية"، ويدخل في عمق منطقة "المهاجرين"، ويرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حين كان الباعة يفرشون بضاعتهم المتنوعة أيام الجمعة فقط، منتظرين المصلين الخارجين من مساجد المنطقة ليشتروا منهم، لذلك سمي بسوق "الجمعة"».

ويضيف: «تجد في السوق كل ما تبحث عنه من المواد الاستهلاكية، واللحوم، والقرطاسية، والألبسة، وينتشر في بدايته باعة "الدخان، والمعسل"، ومن ثم يأتيك باعة المواد التموينية، والغذائية، ويتميز السوق بأسعار أدنى من أسعار أسواق "دمشق" الأخرى، ولذا يأتينا الناس من كل المناطق، وبالأخص من ذوي الدخل المحدود، وترى السوق يعج بالمارة، والمتسوقين طوال اليوم».

الطريق إلى السوق

ويتابع: «يحتوي السوق على العديد من الأماكن الأثرية وأشهرها جامع "الشيخ محيي الدين"، و"البيمارستان القيمري"، ومبنى "التكية السليمية"، التي تميز واجهتها ساعة شمسية نادرة تذكر الناس بمواعيد الصلاة، كذلك "المدرسة العمرية" التي أسست عام 1206 ميلادي وتعد من أجمل الأماكن التاريخية المتواجدة في المنطقة».

أما الباحث "محمد رمضان" فيقول عن السوق: «أخذ السوق اسمه من العلامة الشهير "الشيخ محيي بن عربي"، حيث يوجد في المنطقة جامع كبير باسمه بناه قبل 500 سنة السلطان "سليم الأول" فيه، وأصبح السوق خلال السنوات الماضية مقصد الدمشقيين، من كل الأحياء، ممن يبحثون عن بضائع استهلاكية رخيصة الثمن ومتقنة الصنع، وأطلق على السوق أسماء عديدة منها "سوق الدراويش"، وتحول في منتصف التسعينيات إلى سوق ثابت، ولقد حافظ على تراثه مع بعض الإضافات إليه، وتغطيته بالسقوف المعدنية، والشوادر القماشية لحماية المتسوقين من العوامل الجوية».

ويضيف: «كان يطلق على السوق قديماً اسم "النواعير" نسبة إلى "الناعورة" الأثرية القديمة المقامة على نهر "يزيد"، وهي الأولى التي صممت للاستفادة منها في توليد الطاقة، ومن معالم المنطقة، جامع "عبد الغني النابلسي"، وحوالي 300 مدرسة تؤرخ للعصرين "الأيوبي" و"المملوكي"، ومن أهم الأوابد الأثرية فيه جامع "الحنابلة" الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 598 هجري، ويعد الجامع الأقدم بعد المسجد الأموي، إلى جانب "التكايا" التي أقيمت في العصر "الأيوبي"، وعدد من البيوت القديمة المتميزة بطرازها حيث تنتشر فيها "المشربيات" البديعة المطلة على الشارع».