عقدة مواصلات مركزية في "دمشق"، منه تنطلق إلى أي مكان داخل المدينة، وتسافر -إن شئت- إلى ريفها، وفيه تجد كل ما يلزمك من بضائع.

مدونة وطن "eSyria" قامت بجولة في "كراج الست" بتاريخ 26 تشرين الأول 2014، والتقت السيّد "رضوان إدريس" أحد أصحاب المحال ليحدّثنا عن الكراج، ويقول: «قديماً كان مركز الانطلاق هذا يقع ضمن "المنطقة الصناعيّة"، إلى أن جاء العام 1987؛ حين تم تحويل خطوط "الحجر الأسود" و"يلدا"، فتم نقله إلى هذا المكان المجاور لمكانه القديم، فتوسّع وأصبح الآن موقفاً للعديد من الحافلات المؤدية إلى الريف وبلدات طريق المطار، وقد سمّي "كراج الست" نسبة إلى الحافلات الواصلة إلى منطقة "السيدة زينب"، وهي منطقة سكنية أقيمت حول مقام ديني، يؤمها الزوار من كل حدب وصوب، وحافلاتها ما زالت الأكثر عدداً في الكراج مذ أقيم وحتى الآن».

افتتحت ورشة لصيانة السيارات في الكراج مذ أنشئ، ومازلت حتى اليوم أعمل فيه، وباعتبار "كراج الست" مقصداً للكثيرين من الناس؛ فقد غدا بطبيعة الحال سوقاً شعبياً، تجد فيه ما يلزمك للبيت، من خضراوات ولحوم وحلويات وأدوات منزلية، وقد تطور الأمر لاحقاً؛ فافتتحت جانبه 3 مراكز تجارية ضخمة (مول)، وهذا إن دل على شيء تراه يدل على حجم الازدحام الناتج عن الناس الذين يتوافدون يومياً إلى هنا، قاصدين مناطقهم وقراهم

وأردف: «افتتحت ورشة لصيانة السيارات في الكراج مذ أنشئ، ومازلت حتى اليوم أعمل فيه، وباعتبار "كراج الست" مقصداً للكثيرين من الناس؛ فقد غدا بطبيعة الحال سوقاً شعبياً، تجد فيه ما يلزمك للبيت، من خضراوات ولحوم وحلويات وأدوات منزلية، وقد تطور الأمر لاحقاً؛ فافتتحت جانبه 3 مراكز تجارية ضخمة (مول)، وهذا إن دل على شيء تراه يدل على حجم الازدحام الناتج عن الناس الذين يتوافدون يومياً إلى هنا، قاصدين مناطقهم وقراهم».

بسطات وازدحام و"إشغالات"

وأثناء تجوالنا في ساحة الكراج التقينا السيّدة "وفاء الشيخ عامر" تتبضع الخضار، ولدى سؤالها عن سبب وجودها تجيب: «قصدت هذا الكراج لأستقل حافلة توصلني إلى بيتي في "قرحتّا"، وقبل ذلك توجهت إلى سوق الكراج لشراء بعض حاجيات المنزل، إذ إن الأسعار هنا رخيصة نوعاً ما، والبضائع متنوعة ومتفاوتة المستويات، تناسب الجميع، وهذه نتيجة طبيعية لازدحام الحافلات وتشعب مقاصدها، فالكراج مقسوم بمنصّفٍ إلى قسمين: القسم الذي يقابل شارع "الأمين" يضم حافلات للمناطق التالية: ("شبعا"، "قرحتّا"، "الغزلانية"، "ضاحية الطيران المدني"، "يلدا"، "بّبيلا"، "السيدة زينب"، "سكّا")، أمّا في القسم الثاني المقابل للمنطقة الصناعيّة فنرى حافلات للمناطق التالية: ("جرمانا"، "الديابيّة"، "خربة الشيّاب"، "مساكن نجها"، "خربة الورد"، "المطلّة"، "عقربا"، "النشّابيّة"، "البلالية")، إلى جانب الحافلات الداخلية، وهي: ("مهاجرين- صناعة"، "دوار جنوبي"، "فلسطين- كراجات") التي تصل من وإلى الكراج، ومما يزيد الإقبال إلى المنطقة مجاورتها للمنطقة الصناعية ولحديقة "الطلائع" التي تعد استراحة القادم من الريف، بعد أن ينهي شراء لوازمه ويستعد للعودة».

كما كان لنا لقاء مع "محمّد خير مسعدة" مختار المنطقة التي يقع فيها الكراج، فتحدث عنه ويقول: «الكراج في الأصل منطقة صناعيّة، حيث تم تحويل جزء منه في الثمانينيات إلى مركز انطلاق صغير، وازداد توسعاً مع الوقت، وحالياً يحدّ الكراج حي "الشاغور البراني" شمالاً، وحي "بستان الدور" جنوباً، أما شرقاً فيحده شارع "الأمين"، وغرباً "باب مصلى" ومدخل حي "الزاهرة"، فيه العديد من المرافق الخدمية كبناء الزراعة، ومقسم "باب شرقي"، تجاوره "المؤسّسة العامّة للخزن والتسويق"، وضمنه فرع للمؤسسة العامة للنقل الداخلي، ومطبعة لوزارة الثقافة».

المختار محمد خير مسعدة

أما عن حالته الخدمية فيتابع "مسعدة": «كانت المنطقة عموماً منظّمةً تنظيماً جيداً فيما مضى، والازدحام كان أقل مما نعانيه اليوم بكثير، إلا أن الوضع بدأ يزداد سوءاً مع توسع رقعة الكراج وكثرة قاصديه، وبالتالي ازدياد الازدحام إلى درجة كبيرة، وأتت عربات البيع المتنقلة و"بسطات" الخضار التي تفترش أرصفته لتزيد في "الطنبور" نغماً وتعرقل سير المركبات؛ خاصة في ظل غياب واضحٍ لشرطة المرور وعناصر البلدية التي من شأنها قمع المخالفات وإزالة "إشغالات" الأرصفة، عداك عما تنتجه هذه "البسطات" من مخلفات بضائعها التي يرميها الكثيرون من الباعة في الشارع دون أدنى إحساس بالمسؤولية، لتختلط رائحة القمامة بما تنفثه عوادم السيارات؛ فتكتمل اللوحة السوريالية بازدحام خانق وطوابير من الناس تنتظر حظاً يوقف أمامها حافلة فارغة من الركاب لتستقلها إلى البيت، ويسطع هذا المنظر جلياً في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، وأنا برأيي إن مرفقاً خدمياً وتجارياً بهذا الحجم يحتاج اليوم إلى إدارة مستقلة تمتلك الصلاحيات الكافية لتنظيمه وإعادة تشكيل مظهره الضائع في هذه الفوضى».

رضوان إدريس