يحرص الباعة الجوالون على تقديم بضائعهم بطريقة تلفت انتباه الزبون، للتعويض عن فخامة المحل وديكوراته، أما الزبائن فيفضلونها لأنها تؤكل أثناء تجوالهم في الأسواق.

مدونة وطن "eSyria" جالت بتاريخ 27 أيلول 2014، في عدد من الأحياء الدمشقية، والتقت عدداً من الباعة الجوالين، وكانت البداية مع "طارق البدر" بائع "ذرة" جوال في منطقة "شارع الثورة"، وعن عمله اليومي يقول: «بعد شراء "عرانيس الذرة" أقوم بتقشيرها وإزالة الأوراق المحيطة بها، وفرزها حسب درجة القساوة، ثم وضعها في قدر كبير ونغمرها بالماء، وتبقى تحت النار مدة لا تقل عن ساعتين، ونتوجه بعدها فوراً إلى السوق لتبقى ساخنة، حيث تقدم للزبون مع رشة ملح خفيفة، وهناك من يرغب بوضعها في صحن بعد فصل حبات الذرة المسلوقة عن "العرنوس"، مضافاً إليها نكهات عديدة، مثل: "الزبدة"، "الكاري"، "الأندومي"، "البيتزا" و"المايونيز"، وذلك حسب طلب الزبون، فيأخذها الزبون ويتناولها بشكلها الجديد وهو يتمشى في السوق».

في "دمشق" كل شي يمكن أن يكون مختلفاً؛ فبائعو العصائر يتفننون في اجتذاب الزبائن من خلال ترتيب بضاعتهم بأشكال لافتة، ومن هؤلاء بائعو عصير "الرمان" الذين يعمدون إلى ترتيب حبات الرمان بطريقة جميلة تشد إليها الناظر، وكذلك "الجزر" الذي يوضع في وعاء يتدفق منه الماء

وأثناء السير في "سوق الصالحية" التقينا "علاء السعد" على عربته المتنقلة المخصصة لبيع "الذرة المشوية" و"الكستناء"، ويقول: «لكثرة تواجد عربات "العرانيس المسلوقة" اخترت أن تكون عربتي لبيع "العرانيس المشوية"، وهذا يحتاج إلى وقت طويل نسبياً، حيث إننا مضطرون لتقديمها للزبون ساخنة، فعلينا أن نشوي "الذرة" أمامه، وهذا يأخذ من الوقت نحو 5 دقائق إلا أن الزبون قد لا ينتظر، ولكن اختياري لمكان التجول ضمن أحد الأسواق يفتح الفرصة أمامي لأجد عدداً من الزبائن».

الذرة بنكهات

بينما "أمين إبراهيم" أحد الباعة الجوالين لبيع العصائر يقول: «هذه المهنة تنشط في الصيف كثيراً، فيكثر الطلب على جميع أنواع المشروبات مثل: "العرق سوس"، و"التمر هندي"، وجميع أنواع العصائر، وفي الشتاء ينتشر باعة "السحلب" في الحارات والشوارع، فيجد فيها الباعة فرصة لكسب مزيد من المال وتحسين مواردهم خلال هذا الشهر، والتعويض عن توقف أعمالهم في بيع الأطعمة خلال فترة الصوم أثناء النهار».

ويضيف: «في "دمشق" كل شي يمكن أن يكون مختلفاً؛ فبائعو العصائر يتفننون في اجتذاب الزبائن من خلال ترتيب بضاعتهم بأشكال لافتة، ومن هؤلاء بائعو عصير "الرمان" الذين يعمدون إلى ترتيب حبات الرمان بطريقة جميلة تشد إليها الناظر، وكذلك "الجزر" الذي يوضع في وعاء يتدفق منه الماء».

بائع التمر هندي في سوق الحميدية

أما السيدة "اعتدال جهاد" من سكان منطقة "المزة" فتقول: «اعتدنا مشاهدة الباعة الجوالين في شوارع "دمشق" وهم يقدمون أشهى العصائر وأطيب الأكلات الشعبية بطريقة تجذب الانتباه من حيث صف البضاعة بأشكال لافتة، أو من خلال تزيين العربة بأشكال وخضار تعبر عن نوع المهنة التي يزاولونها، أو بوجود المنكهات مما يعطيها روائح تطيب للنفس أن تتذوقها، وتكثر في شوارع "دمشق" عربات "الذرة" التي لم يعد يقتصر أكلها على موسم معين فأصبحت تشاهدها في كافة فصول السنة لسببين: أولهما أنها أصبحت تزرع في عدة مواسم خلال العام الواحد، وثانيهما إمكانية تخزينها في البرادات؛ وهذا ما جعل بيعها يستمر طوال العام، وهناك عدة أشكال لتناولها منها: "الذرة المسلوقة"، و"المشوية"، والذرة المخلوطة مع الجبنة والمايونيز، وبشكل عام هي لذيذة المذاق، ومفضلة في المشاوير لأنها تعطي شعوراً بالدفء».

عصير الرمان