تجد فيه أدوية طبيعية للأمراض الصدرية، أمراض المعدة، وكذلك الأعصاب، إلى جانب كل أنواع "الزهورات"؛ معروضة بطريقة مميزة في حوانيت صغيرة تمتد على جانبي السوق، منها مازال عامراً منذ عشرات السنين.

مدونة وطن "eSyria" جالت بتاريخ 25 أيلول 2014، في سوق "العطارين" بـ"دمشق"، والتقت "أحمد حديدي" أحد زوار السوق، ويقول: «في كل أسبوع آتي إلى هنا كي أشتري الأعشاب الطبيعية، حيث يضم السوق تشكيلة واسعة من المواد التي تكاد تشفي من جميع الأمراض، وكلها جديدة ومعبأة ضمن علب ومختومة، فكل ما تريده من الأعشاب والنباتات الطبية تجده هنا وبأسعار جيدة ومقبولة، أضف إلى وجود بعض العطارين المشهورين في السوق؛ الذين يقومون بإعطائك الوصفات الطبية المفيدة».

تجد في هذه "الحوانيت" الأعشاب الغريبة والقوارير التي تحتوي بداخلها حبيبات لها أشكال غريبة وألوان مختلفة وتحمل أسماء مختلفة، إضافة إلى بقايا الحيوانات المعلقة بحبال على واجهة "الحوانيت"، والحيوانات البحرية، والإسفنجيات، ونجمة البحر، والقواقع، والأصداف، وغيرها

أما العطار "منذر عابدين" أحد أشهر العطارين في السوق، فيقول: «هو سوق واسع ومتخصص للتوابل والبهارات والمواد الغذائية، يشتهر بأعشابه الطبية، والمحال التي تبيع مواد العطارة والزهورات الشامية والأعشاب التي تستخدم في الطب الشعبي، أضف إلى ذلك وجود أنواع من الصابون، ويتميز هذا السوق بـ"الحوانيت" (المحل الصغير) التي تنتشر على جانبيه والمختصة ببيع الأعشاب الطبية والخلطات الغريبة، والوصفات السحرية التي لا تزال حتى الآن تشكل علاجاً لبعض كبار السن الذين لا يعرفون إلا طريق العطارين عند مرضهم، أو لبعض الناس الذين يؤمنون بالفوائد الخارقة والسحرية لوصفات العطارين السحرية».

الأعشاب المتنوعة

ويضيف: «تجد في هذه "الحوانيت" الأعشاب الغريبة والقوارير التي تحتوي بداخلها حبيبات لها أشكال غريبة وألوان مختلفة وتحمل أسماء مختلفة، إضافة إلى بقايا الحيوانات المعلقة بحبال على واجهة "الحوانيت"، والحيوانات البحرية، والإسفنجيات، ونجمة البحر، والقواقع، والأصداف، وغيرها».

وكذلك البائع "عمر الخطيب" يقول: «ورثت هذا المحل من أبي الذي ورثه من جده، ومنذ مئات السنين وعائلتي تعمل بالأعشاب الطبية إيماناً منا بقيمة هذه الأعشاب، والفائدة التي تعود بالنفع على المتداوين بها وعلى العاملين بها، ولسنا الوحيدين في السوق الذين توارثنا المهنة، فالحوانيت الموجودة في سوق "العطارين" تعود جميعها إلى عائلات دمشقية معروفة توارث أفرادها هذه المهنة منذ مئات السنين، ومنها: "العطار"، و"زين العابدين"».

النباتات الطبية

ويتابع: «أستمتع ببيع الأعشاب فهي شيء حضاري برع فيه ‏‏الآباء والأجداد منذ القدم، وعالجوا بها أمراضاً كثيرة، كما أن لها فوائد كبيرة إضافة إلى عدم تسببها بأية أعراض جانبية كما ‏‏هي الحال في الأدوية الكيميائية، ومن أهم الأمراض التي تعالجها هذه النباتات والأعشاب: أمراض المعدة، والقولون، والالتهابات الصدرية، والأعصاب، وفي السوق ما يقارب ثلاثة آلاف نوع ‏من الأعشاب، ‏وكلها ذات خصائص علاجية اكتشفها المشتغلون بمهنة العطارة منذ مئات ‏السنين، أو توارثوا هذه المهنة وأصبحوا يصفون لكل مرض نباتاً للعلاج، ومن أبرز النباتات "القيصوم" الذي يستعمل كعلاج هضمي وطارد ‏‏للديدان، و"الشيح" الذي تحوي أزهاره زيتاً طياراً يستعمل كمشروب يزيل الحرارة ويعالج ‏ ‏الروماتيزم، وهناك "الخلة" التي تغلى ثمارها ويشرب ماؤها لإدرار البول وتسكين آلام المغص ‏‏الكلوي والتخلص من الحصى الموجودة في الجهاز البولي، و"الحبق"، و"البابونج"، و"المريمية"، و"الزعتر البري"، و"النعناع" الذي تعالج ‏‏أمراض المعدة والتهاب القصبات وأمراض الصدر، ويعد عشب "الزلوع" العلاج الأفضل للأعصاب؛ حيث يقوم بتقويتها بشكل رائع».

واجهة المحال في السوق