قطن السكر المتطاير على أعواد خشبية وبألوان زاهية تشد إليها عيون الكبار والصغار، كشعر البنات بخفته ونعومته، وتجده أينما تجد الأطفال يتجول مع بائعه في أي مكان..

مدونة وطن "eSyria" جالت بتاريخ 13 أيلول 2014، في عدد من أسواق "دمشق" والتقت عدداً من بائعي "غزل البنات"، وكانت البداية مع البائع "فريد شعبان" في سوق "الحميدية"، ويقول: «ينتشر أصحاب هذه المهنة بين البيوت وفي الشوارع والأزقة الشعبية والحدائق وعلى أبواب المدارس، ويعمل بها بعض كبار السن، حيث تجمع المادة القطنية للسكر المنفوش على عيدان رفيعة بحثاً عن الأطفال لشرائها، والآن يقوم البعض من هؤلاء الباعة بتعبئة "غزل البنات" في أكياس نايلون صغيرة، وبذلك يتحول غزل البنات المنفوش إلى مادة سكرية مكبوسة».

إنه سحر السكر الملفوف حول الأعواد، وعندما تلمح أمي بائع "غزل البنات" من بعيد تقول لأبي بصوت هامس "علقنا" ولكنني دائماً أعود منتصرة، وفي يدي الاثنتين من "غزل البنات" واحدة باليمين والأخرى باليسار، فتضطر أمي للإمساك بي من كوعي، ثم تضحك

أما الطفلة "سارة نظام الدين" فتقول: «إنه سحر السكر الملفوف حول الأعواد، وعندما تلمح أمي بائع "غزل البنات" من بعيد تقول لأبي بصوت هامس "علقنا" ولكنني دائماً أعود منتصرة، وفي يدي الاثنتين من "غزل البنات" واحدة باليمين والأخرى باليسار، فتضطر أمي للإمساك بي من كوعي، ثم تضحك».

آلة صنع غزل البنات

وتقول السيدة "خنساء ابراهيم" من سكان "المزة": «ينتشر بائعو "غزل البنات" في الحدائق والملاهي والمتنزهات العامة، حيث تجذب ألوانها الزاهية الأطفال والفتيات، فيسيل له اللعاب، فبائع "غزل البنات" لا بد أن يشيع جواً من البهجة في الشارع مثلاً لجذب الانتباه والتسويق، فصوته مألوف بين الأطفال بين المنازل وفي الشوارع، يحمل على دراجته الهوائية أو عربته مجموعة من البالونات ولعب الصغار البسيطة ويتجول مطلقاً أغاني ونداءات تعبر عن طيبتها».

وتضيف: «تأتيهم بدلاً من أن يذهبوا إليها، "شعر البنات" حلوى ليست كغيرها، لا تحتاج إلى دعاية متلفزة وتغليف مميز حتى تسوق، فمبجرد عبارة الأطفال "ماما شعر البنات"، تجعل الأهل يتوقفون في الشوارع والمحال التجارية وحتى من نوافذ المنازل، لشراء هذه الحلوى "المنفوشة" والموضوعة إما داخل أكياس النايلون أو ملفوفة على أعواد خشبية، وبألوان زاهية».

غزل البنات والبائع المتجول في الحارات

"هادي العبد" أحد البائعين المتجولين يتحدث عن طريقة صناعتها، ويقول: «هذه الحلوى تتألف من: سكر، ومياه طبيعية، وملونات، وكمية قليلة جداً من مادة ملح الليمون التي تجعل مزيج الماء والسكر الموجود على نار هادئة متماسكاً جداً، وتباع هذه الحلوى للصغار بسعر بسيط، وهي تختلف في تسميتها، فبعضهم يطلقون عليها اسم "غزل البنات"، وفي مناطق تسمى "شعر البنات" فيما يطلق عليها آخرون اسم "الحلوى المنفوشة" ويبقى لونها الجذاب وطيب طعمتها يروقان حتى للكبار، وهي نوعان: أبيض وملون».

أما الباحث التاريخي "خالد الحسين" فيتحدث عن هذه المهنة، ويقول: «تعود هذه المهنة إلى مئات السنين ويقال إنها حلوى تركية، وتختلف صناعة هذه الحلوى التقليدية من منطقة لأخرى، ويرجح تسميتها بهذا الاسم تيمناً بانسيابها وخفتها تماماً كشعر البنات، وأصبحت هذه الحلوى كثيرة الانتشار في المحال التجارية الكبرى و"السوبر ماركت" تباع مع سكاكر وألعاب أطفال، وتبقى هذه الحلوى لذيذة ومحببة لدى الصغار».