لا يقبل أحد من تجاره أن يبيع بيعتين حتى (يستفتح) جاره، له سقف فريد من نوعه متعرج تتلاقى فيه الزوايا في أشكال هندسية بديعة، يرتاده أصحاب الحرف لأنهم جميعاً يحتاجون المناخل في عملهم.

مدونة وطن "eSyria" جالت في سوق "المناخلية" بتاريخ 9 أيلول 2014، والتقت "خليل محروس" أحد تجار السوق، ويقول: «هو السوق الوحيد في العاصمة الذي يبيع المناخل والغرابيل، ويستقطب آلاف الزائرين يومياً، هم ليسوا بالضرورة زبائن وإنما أناس عاديون أدهشهم بناء السوق وطرازه الجميل، ويضم السوق أكثر من 200 محل، وبطول يصل لنحو 500 متر، ويعمل جميع أصحاب المحلات بصناعة وبيع المناخل والغرابيل، كما كانت عليه السوق قبل عشرات السنين، حين أسست كسوق متخصصة في هذه الصناعة ومنتجاتها اللازمة لمن يعمل في دقيق القمح ونخله وغربلته».

يتواجد في السوق محلات تبيع الأدوات الصحية، وأقفال الأبواب، والخردوات بجميع أنواعها وأشكالها، وحديثاً تواجدت بعض المستودعات في السوق التي تحتوي على مواد التجميل والمواد الصحية والغذائية، فأصبح السوق يحتوي على كل شيء تقريباً

ويضيف: «كان السوق سابقاً مقصد أهالي "الشام"، فهو السوق الوحيد الذي يبيع ويصنع "الغرابيل"، ومنذ تأسيسه عمل العديد من الأسر الدمشقية على استثمار محلاته، واستمر الأبناء بوراثة مهنة الآباء، فحافظوا على السوق وعلى بنائها وتجارتها، واليوم يقصده الكثيرون من أصحاب المهن لشراء حاجاتهم، حيث يمتاز بعدد كبير من محلات بيع الجملة، كما يمتاز السوق ببيع إكسسوارات الأدوات الصحية، وقد حافظ أصحاب المحال على استمرار هذه الصناعة اليدوية على الرغم من انخفاض عدد زبائنها كثيراً، وطور البعض صناعة المناخل من شكلها الخاص بنخل دقيق القمح إلى أشكال أخرى وبثقوب مختلفة يستخدمها البناؤون في غربلة الرمل والإسمنت وبشكل يدوي».

صانع الغربال خليل محروس

ويتابع: «نعيش نحن أصحاب المحلات في السوق كأسرة واحدة، حتى إن هناك تقليداً شائعاً بين جميع أصحاب المحلات، وهو عندما يفتح الجميع دكاكينه ويأتي لأحدهم زبون في الصباح، فيشتري ما يريد، فإن صاحب الدكان الذي باع الزبون لا يقبل أن يبيع لزبون آخر حتى (يستفتح) جاره أي يبيع أول مرة في النهار، وبالتالي يرسل الزبون الآخر إلى جاره قائلاً: (أنا استفتحت ببيعة، اذهب إلى جاري واشترِ من عنده حتى يستفتح)».

ويضيف: «يتواجد في السوق محلات تبيع الأدوات الصحية، وأقفال الأبواب، والخردوات بجميع أنواعها وأشكالها، وحديثاً تواجدت بعض المستودعات في السوق التي تحتوي على مواد التجميل والمواد الصحية والغذائية، فأصبح السوق يحتوي على كل شيء تقريباً».

مدخل سوق المناخلية

أما الباحث "محمد رمضان" فيقول عن السوق: «تتوضع المحلات في السوق باتجاه واحد، وتتقابل الدكاكين على الطرفين، ويتميز السوق بأنه سوق متعرج وفي عدة اتجاهات، وهذا ما جعل سقفه المعدني الذي جدد مع السوق يتعرج هو الآخر ليشكل منظراً جميلاً تتقابل وتتلاقى فيه الزوايا، لتشكل قبباً ودوائر وشبه منحرفات، حيث تجذب انتباه الزائر والمتجول في السوق، ويضم السوق مباني تاريخية جميلة ومهمة، ومنها: جامع "سنان باشا"، وفرعاً "لنهر بردى" بجوار نوافذ الجامع، و"باب الفرج"».

ويضيف: «سبب تسمية السوق "المناخلية" يعود إلى عمل أهالي المنطقة وهو صناعة المناخل والغرابيل، وتوسع نشاط السوق حتى شمل بيع مواد البناء والخرداوات، حتى إنه سمي "يابان دمشق" لجودة السلع المنتجة فيه ورخصها، وتعد عائلات "السمان"، و"الطباع"، و"الأيوبي"، و"محروس"، من كبرى العائلات العاملة في هذا المجال».

يذكر أن سوق "المناخلية" يقع في منطقة "شارع الثورة"، ويحده من الشرق حي "العمارة"، ومن الغرب "قلعة دمشق"، ومن الشمال شارع "الملك فيصل".