دائرة اقتصادية متكاملة متخصصة بالجلديات، هنا تصنع، وهنا تباع، وهنا يتم تصليحها، وعندما تُذكر الحقائب يذكر هذا السوق كمرادف ذهني لها.

مدونة وطن "eSyria" جالت في "سوق الخجا" بـ"دمشق"، بتاريخ 8 أيلول 2014، والتقت "عمار الجاسم" من محافظة "درعا" أحد رواد السوق، ويقول: «يتميز هذا السوق في المدينة بوجود كل أنواع الحقائب فيه، من حقائب السفر والحقائب المدرسية وحقائب اليد الرجالية والنسائية بكل الأشكال والأحجام، وبأسعار وتشكيلات مختلفة، وكلما زرت "دمشق" آتي إلى هذا السوق لشراء "شنطة" لي».

يتميز هذا السوق في المدينة بوجود كل أنواع الحقائب فيه، من حقائب السفر والحقائب المدرسية وحقائب اليد الرجالية والنسائية بكل الأشكال والأحجام، وبأسعار وتشكيلات مختلفة، وكلما زرت "دمشق" آتي إلى هذا السوق لشراء "شنطة" لي

"أحمد حايك" صاحب محل في سوق "الخجا" يقول: «هو السوق الوحيد المتخصص في المدينة بصناعة وبيع الجلود، والحقائب بكافة أنواعها وأحجامها و"موديلاتها"، وهو سوق معاصر بطراز عربي تقليدي، ويشهد مع حلول موسم الدراسة وفصل الشتاء والأعياد إقبالاً كبيراً على شراء منتجات الجلود، وقد شيّد السوق على نمط سوق "الحميدية"، ويحتوي على طابقين؛ العلوي مشاغل وورشات عمل، والسفلي متاجر تخصصية لبيع الصناعات الجلدية، وأشغال الخرز التي يتميز السجناء بصناعتها، كحقائب اليد النسائية و"المسابح"، كما تتميز محلات الواجهة الخلفية الغربية بوجود ورشات صغيرة لتصليح الحقائب وصيانتها، ففيه يتم العمل على مبدأ (من دهنو سقّيلو)».

سوق الخجا

ويضيف: «لقد ورثت هذا المحل عن والدي الذي توفي قبل سنوات، ومنذ صغري كنت آتي معه إلى هنا، وكان يحدثني في بعض الأحيان عن السوق القديمة، والازدحام الشديد فيها بسبب ضيق الممرات بين دكاكينها، ولكن تجارتنا هي هي لم تتغير، فنحن تخصصنا في بيع الحقائب النسائية بمختلف أشكالها، وبيعها لم يتغير كما أعتقد، باستثناء وجود بعض الزوار الذين كانوا يأتون إلى سوق "الخجا" القديم في سياق تجوالهم وزيارتهم للأسواق القديمة، وخاصة السياح منهم، أما هنا في السوق الجديدة فمن يزورها يكون غالباً قصده الشراء منها، لأن فيها تتجمع كل محلات بيع الجلديات».

ويتابع: «هناك محلات وورشات تخصصت في الجلديات اليدوية موجودة في سوق المهن اليدوية "التكية السليمانية" وفي سوق "السروجية القديمة"، وكان أجدادنا في السوق القديمة يبيعونها، ولكننا كجيل جديد في السوق حريصون على مماشاة رغبات الجميع، ولذلك نبيع كل المنتجات الجلدية العصرية و"الموديلات" الحديثة من الحقائب النسائية، والسفرية، وحقائب اليد الرجالية، والجزادين، وحقائب الكومبيوترات المحمولة، ومحافظ "الموبايلات" الجلدية، والحقائب المدرسية التي ينشط البيع فيها خلال هذه الأيام، لأنها مطلوبة بشكل كبير».

واجهة السوق الخارجية

أما "طارق الحموي" صاحب محل لتصليح الحقائب في السوق فيقول: «العمل في تصليح "الشناطي" أكثر ربحاً من بيعها، خاصة أنني أستثمر محلاً في الواجهة الخلفية لسوق "الخجا"، وهنا عادة عدد الزوار أقل، ولذلك تخصص معظم زملائي في الصيانة، وهذه مهنة لا تحتاج إلا إلى القليل من الخبرة و"طول البال"، ووجود ماكينة خياطة وبعض الأدوات البسيطة».

أما الآثاري "عقبة نظام" فتحدث عن تاريخ "سوق الخجا"، ويقول: «يقع في شارع "الثورة" في منطقة "ساروجة"، وقد شيد عام 1985 كبديل لسوق "الخجا" القديم الشهير الذي كان بجانب سوق "الحميدية" ممتداً على طول الجدار الغربي "لقلعة دمشق" وموازياً لجادة "السنجقدار"، ولكن تم هدمه في سبيل إحياء مشروع السور الغربي للقلعة وترميمها وإظهار معالمها، ويعود تاريخ السوق إلى العهد العثماني، وشيده "راغب بن رشد الخوجة" بعد أن اشترى الأرض من الدائرة العسكرية السلطانية بتشجيع من الوالي العثماني "حسين كاظم باشا"».

الحقائب داخل سوق الخجا

ويضيف: «تم تجديد سوق "الخجا" في عام 1905، وقام الوالي "حسين كاظم" بتغطيته بستائر هرمية مصنعة من الحديد لتقيه من الحرائق، وجاء السوق الجديد الذي يبعد عن القديم بمسافة 500 متر مشابهاً للقديم من حيث الطراز المعماري والنواحي الجمالية، وحاول مشيدوه أن يعطوه سمة تراثية من خلال عمارتها ولو أنها جاءت إسمنتية، بينما بنيت السوق القديمة من الحجر التراثي المائل إلى اللون الأصفر، ولكنه ظل محافظاً على تخصصه القديم وهو بيع المنتجات الجلدية».