تكاد تكون هي الصناعة الأقدم، وهي جزء من الفن وكذلك من الثقافة، لأنها كرقم الخانة في الهوية الثقافية السورية، كما أنها تذكار بالنسبة للسائح، ولكنها قطعة من ذاكرة الدمشقيين لأن بيوتهم التي تربوا وعاشوا فيها لا يمكن أن تخلو منها.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 4 آب 2014، سوق المهن اليدوية في "التكية السليمانية"، والتقت الطالبة "نجود مروان" التي تحدثت بالقول: «لدي شغف بشراء المشغولات الفضية خاصة الشرقية "الدمشقية" منها، لكونها مشغولة يدوياً على عكس الفضة المستوردة مــن الــخــارج، فالمستوردة لا تلاحظ بها أي تميز أو ابتكار».

يتراوح سعر غرام الفضة بين 200 و1000 ليرة سورية بحسب نوع القطعة وجودتها، سواء كانت مشغولة يدوياً أم بآلة، وهذا ما يضيف إليها أجرة صياغة

وتضيف: «في الفترة الأخيرة وبعد الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الذهب ازداد الإقبال بشكل ملحوظ على شراء الحلي الفضية، حيث نطلب من البائع تنفيذ أي نقوش أو رسمات أو موديل على القطعة».

صائغ الفضيات أحمد تقي

مستثمر أحد المحال في السوق والمختص بصياغة الفضة السيد "أحمد تقي" قال: «تعد صناعة الفضة من أقدم المهن اليدوية في "سورية"، التي تعود إلى أيام الرومان، وتعرف الفضة وخاصة الشرقية منها بجاذبيتها وجمالها، لكونها مشهورة بجودتها ودقة مواصفاتها ورخص أسعارها، فالسياح يحملون إلى بلادهم تلك القطع كنوع من التذكار والهدايا، كما يعد معدن الفضة من أكثر المعادن القابلة للسحب والطرق، لهذا تكثر التصاميم والأشكال الفضية، وخصوصاً في مجال الحلي، حيث يتم تطعيم معدن الفضة برسوم ونقوش غاية في الإتقان والإبداع؛ ما يجعلها تحفة فنية معلقة بأيدي وأعناق مرتاديها».‏

ويضيف: «أعمل في هذه الحرفة منذ 20 عاماً، وتعد صياغة الفضة بتشكيلاتها التقليدية جزءاً من الأصالة السورية وموروثها الشعبي، فتتشابه مراحل العمل والأشكال والمصوغات الفضية مع الذهبية، لكنها تختلف فقط في طبيعة المعدن، وتتميز الفضة بأنها معدن لين يسهل التعامل معه، وبالتالي، ننتج منها ما نريد من نماذج وأشكال حسب رغبات الزبائن، سواء من الموضة الدارجة، أو تلك المستوحاة من التراث».

ويتابع "تقي": «على الرغم من الأزمة التي تمر بها "سورية" إلا أن إقبال الناس على شراء الفضة ازداد عن السابق خاصة في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الذهب في "سورية"، وعزوف الكثيرين عن شراء المصوغات الذهبية وانتعاش السياحة الداخلية إلى "دمشق"، ففي الفترة السابقة اشتهرت الفضة السورية بكل أنحاء العالم حتى اكتسبت شهرة عالمية لدقتها وجودة منتجاتها وأشكالها المختلفة».

ويختم "تقي" حديثه بالقول: «في البداية نجلب سبائك الفضة الخام أو الكسر "المستعملة"، فنعمل على تنظيفها وتصفيحها وتحويلها من جديد إلى فضة خام على شكل سبائك من خلال وضعها على النار وصهرها، وبعد ذلك نحولها إلى صفائح عريضة، في حال كان المطلوب تصنيع فضيات كبيرة وعريضة مثل الكؤوس والصواني، أما إذا كانت الغاية تحويلها إلى أساور وخواتم ومحابس، فنعمل هنا على تحويل الفضة الخام إلى أسلاك وشرائط حيث يتحكم قطر السلك في سماكة القطعة».

بعض المصوغات الفضية الشرقية

وبين الحرفي "عصام المقت" حول الفضة بالقول: «هناك إقبال كبير من النساء على تصنيع سلاسل مع القطع المعلقة في الصدر، كما تطلب النساء غالباً حفر أسماء معينة عليها لكي تزين بها صدورهن، وهناك إقبال على الخواتم الرجالية والنسائية، ومن النماذج المطلوبة أيضاً لوازم السبحات الفضية التي نصنعها لمقتني السبحات الثمينة ذات الأحجار الكريمة، وملحقاتها الفضية هي عادة: (الشرابة)، و(المئذنة)، و(الشاهدتان)، ومنها ما يصنع بشكل صفائح فضية سادة غير مزركشة، وهناك النماذج المنقوشة والمزخرفة».

وعن سعر الغرام الواحد قال "الطويل": «يتراوح سعر غرام الفضة بين 200 و1000 ليرة سورية بحسب نوع القطعة وجودتها، سواء كانت مشغولة يدوياً أم بآلة، وهذا ما يضيف إليها أجرة صياغة».