للربيع نكهته في "دمشق" فقد اعتاد الأهالي أن يروحوا عن أنفسهم عناء أسبوع من العمل بيوم يقضونه مع عائلاتهم بالتنزه أو كما يطلقون عليه باللهجة الشامية "السيران"، وتعدّ الحدائق رئة التنفس للسكان ومصدراً للترفيه والتفاعل الاجتماعي.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 27 آذار 2014 حديقة "الوحدة" في منطقة "المزة" والتقت الشاب "علي العبودي" أحد سكان الحي؛ الذي قال: «لجأ سكان العاصمة إلى الحدائق العامة بعد أن اعتادوا تمضية عطلة نهاية الأسبوع في بساتين غوطة "دمشق"، فهي الأقل تكلفة، والعائلة تحضر المأكولات والعصائر في البيت لتأخذها إلى التنزه بعد أن ارتفعت أسعار المطاعم، إضافة إلى الفسحة الكبيرة التي يجدها الأطفال للعب واللهو».

تمتلئ حدائق "دمشق" أيام العطل بزوارها، خاصة ضحكات الأطفال التي تملأ الأجواء، وسبب قدومي إلى الحديقة لقضاء بعض الوقت مع أطفال الجيران، فيحضرون معهم ألعابهم سواء كرة القدم، ومضارب الريشة وغيرها من الألعاب

وبينت السيدة "ميادة أورفلي" بالقول: «تمتلئ حدائق "دمشق" أيام العطل بزوارها، خاصة ضحكات الأطفال التي تملأ الأجواء، وسبب قدومي إلى الحديقة لقضاء بعض الوقت مع أطفال الجيران، فيحضرون معهم ألعابهم سواء كرة القدم، ومضارب الريشة وغيرها من الألعاب».

يوسف ونور محمد الحمود

كما حدثنا مدرس اللغة العربية "محمد الحمود" وأحد مرتادي حدائق الجلاء بـ"المزة" بالقول: «ارتبط موعد فصل الربيع بتاريخ الثالث والعشرين من آذار، وتعدّ الحدائق العامة أحد أهم مرافق الترويح عبر التاريخ، ذلك أنها الأقدم والأيسر والأقل تكلفة، وهي الأقرب إلى مكان السكن. وقد تحولت حدائق المدينة إلى متنفس وحيد أمام سكانها، ففي حديقة "الجلاء" وعلى مضمار الملعب الخارجي يمارس الشبان والشابات رياضة "الجري"، وفي إحدى ساحاتها يمارس الهواة رياضة الريشة والأطفال يلعبون بألعابهم "المراجيح والزحليطة"، وهناك قسم من الشباب اعتاد الدراسة في جو الطبيعة».

ويتابع: «عُرفت "دمشق" بغوطتها الغناء وكان فيها متنزهات دمشقية مشهورة تاريخية يُعدد منها: يلبغا، النيرب، الصوفانية، الربوة، واحتلت المتنزهات موقعاً مهماً في حياة الدمشقيين فكانوا يذهبون إلى وادي العراد وبساتين الهامة ولم يسمّ "باب الفراديس" أحد أبواب "دمشق" بهذا الاسم إلا لكثرة وكثافة البساتين المقابلة له».

وأشار الحاج "مروان المحمد" الذي التقيناه في حديقة "ابن رشد" بالقول: «تعد الحديقة الرئة التي نتنفس من خلالها وخاصة بالنسبة لنا "كبار السن"، فقد خصصنا مكاناً بعيداً عن حركة الأطفال والشباب وباقي الزوّار، ونقضي فيها بعض ساعات ونتمتع بمباهج الطبيعة، إضافة إلى دور المسطحات الخضراء في تحسين نوعية الحياة في المدينة حيث تكون مصدراً للترفيه والثقافة ووسيلة للتفاعل الاجتماعي بين الناس التي تعطي قيمة مضافة إلى الحياة ضمن المدينة».

يذكر أن الحدائق في "دمشق" نوعان حدائق مفتوحة للزوار عددها 172 حديقة، وحدائق مغلقة لا يدخلها الزوار عددها 790 حديقة، وهي عبارة عن حدائق صغيرة وأحراج بين الأبنية السكنية. هذا إضافة إلى الساحات العامة والمنصفات الزراعية.