لا تستطيع أن تمر في أزقة "دمشق القديمة" وبالتحديد في "حي القيمرية"، إلا وتسلبك رؤية الشباب السائرين في هذه الأزقة وهم يحملون بأيديهم قطع الكرواسان التي يعبق المكان برائحتها.

ففي مفترق الطريق المؤدي شمالاً إلى الجامع الأموي، وبين أقدم بيوتات دمشق وقصورها، يقع في الزاوية مخبز "كروسان القيمرية"، ذلك الدكان العتيق بواجهته الزجاجية الحميمة وفرنه المخبأ بين أزقة الحي.

من المفارقة القول إن محلاً لا يحمل أية تسمية ويقع في حارات قديمة متشابهة، يعتبر نقطة علام واستدلال لساكني وزوّار تلك المنطقة

مدونة وطن"eSyria" جالت في حارات "دمشق القديمة" بتاريخ 20/4/2013 والتقت الشاب "بلال عمران" طالب جامعي من محافظة "حماة"، وأحد زبائن الدكان، فتحدث بالقول: «أنا هنا منذ ثلاث سنوات أسكن في المدينة الجامعية في المزة، ولكنني أحب السير ليلاً في شوارع دمشق القديمة وأزقتها وبصراحة لا أعتبر نفسي قد أتممت النشاط إلا إذا قمت بتناول الكروسان مع أصدقائي أثناء هذا المسير وخصوصاً أنني أتناوله طازجاً من الفرن».

واجهة العرض من الداخل

لا توجد لافتة أو اسم تجاري لمخبز "القيمرية" وهذا الأمر ليس غريباً على كثير من الدكاكين المنتشرة في دمشق القديمة، إلا أنه معروف عند الكثيرين من سكان دمشق وزوارها برائحة عجينه التي تملأ المكان، وهنا يقول "عدنان الأفيوني" أحد سكان الحي عن هذه النقطة: «من المفارقة القول إن محلاً لا يحمل أية تسمية ويقع في حارات قديمة متشابهة، يعتبر نقطة علام واستدلال لساكني وزوّار تلك المنطقة».

السيد "واصف بقدونس" القائم على إدارة العمل بالمخبز تحدث بالقول: «لم نجد أي حاجة لوضع اسم تجاري على واجهة المحل، فشهرته الواسعة وتفرّده في المنطقة جعلنا غير مضطرين للتقيد باسم محدد، ونحن من تركنا لشهرة المحل وزبائنه حرية إطلاق تسميته وهو في الأغلب "كروسان القيمرية".

أثناء التصنيع

حيث نقوم بتقديم منتجاتنا لزبائننا الذين يأتون إلينا، كما نقدم الكروسان إلى المدارس والمعاهد القريبة من المنطقة، فأسعارنا وجودتنا منافسة في السوق».

يقدم دكان "كروسان القيمرية" معجنات غربية كحلوى "دونات بالشوكولا" و"الكلير" والكعك بأنواعه بالإضافة للكروسان الذي يتوافر بعدّة حشوات كالجبنة والشوكولا والزيتون والزعتر، تحدثنا السيدة "باسمة النفاخ" إحدى زبائن المحل عن سبب إقبالها على منتجاته قائلة: «لا تخلو أغلب محال السوبر ماركت القريبة من منزلي من الكروسان، ولكنني أفضل المجيء إلى هنا لتناوله لأنه أكثر جودة ودائماً أجد منتجاته ساخنة لخروجها للتو من الفرن، ولا أنسى أن أحمل معي بضع قطع من الكروسان لأهلي في المنزل».

السيدة "باسمة النفاخ"

أما الطالبة الجامعية "ماسة كنعان" فأشارت بالقول: «كثيراً ما أقصد هذه المنطقة مع صديقاتي وعلى الرغم من أنها تعج بالمطاعم التي تقدّم وجبات شهية، إلا أنني أجد متعة خاصة بتناول الكروسان أثناء تجوّلي سيراً في حارات دمشق القديمة».