اشتهرت مدينة "دير الزور" بالكباب على جميع أنواعه، حتى ذاع صيته في جميع أرجاء سورية، فبعض أصحاب المهنة من أهالي الدير قاموا بافتتاح محال لبيع الكباب الديري في "دمشق" منذ سنوات عدة؛ مستفيدين من طعمه المميز ومهارتهم في تحضيره.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29/1/2013 السيد "محمود العبودي" من أهالي حي جرمانا والذي قال: «يتميز الكباب "الديري" بنكهة مميزة عن أي كباب آخر، وذلك بسبب فرمه على السيخ مع الفليفلة الحارة والبصل، كما أن له طعماً خاصاً في الصباح والسبب غير معروف لدى أهل "الدير"».

ولكل نوع لحمة خاصة به فعندما يطلب الزبون "كباب" نقوم باقتصاص اللحمة من الرقبة أو من الضلوع، وعندما يطلب "الشقف" يكون الاقتصاص من "المتن" أي بطن "الخاروف" لأنها طرية

من خلال جولتنا في أحياء "دمشق" لاحظنا وجود العديد من محال الكباب "الديري" وخاصة في حي "جرمانا" و"المرجة" و"ساروجة"، وغيرها من الأحياء الدمشقية.

وضع اللحمة على السيخ

ففي مطعم "المعتز" تحدث السيد "عدنان أرناؤوط" من سكان مدينة "دمشق" عن الكباب "الديري" بالقول: «(كلما ذُقْتَهُ طلبتَ المزيدَ) منذ أن افْتُتِحت محال للكباب "الديري" في "دمشق" وتذوقنا طعمه، لم نعد نتناول سواه، وذلك بسبب مذاقه السحري فطريقة التتبيل تختلف عن الكباب "الشامي"، إضافة إلى الخيارات المتاحة أمامك من أنواع الكباب "الديري"، فهو وجبة لذيذة تقدمها معظم الشعوب بطرق مختلفة، حيث تعتمد في أساسها على اللحم مع اختلاف في التتبيل وطرق اعدادها».

وللتعرف على طريقة تحضير الكباب "الديري" أشار صاحب محل "المعتز" في سوق "ساروجة" في "دمشق" السيد "إبراهيم البصري" قائلاً: «افتتح والدي محله منذ ثلاثين عاماً، واختص بالكباب "الديري" بجميع أنواعه لما له من طعم مميز، أما طريقة تحضيره، فتتم بفرم لحمة الغنم، مع قليل من الدهن (طرف الخاروف) على السيخ ما يجعلها خشنة ونضيف إليها كمية مناسبة من البصل، وحبة من الفليفلة الحارة الحمراء، والملح».

مطعم المعتز في سوق ساروجة

يضيف: «بعد ذلك نقوم بتقسيم اللحمة، فإذا كانت الكمية كيلو غراماً من اللحم نقوم بتقسيمها إلى ثماني عشرة قطعة، كل قطعة تلف على السيخ، وهذه الأسياخ يجب أن تكون مربعة الشكل، ومن ثم نضعها على منقل الشواء بشرط أن يكون لون الجمر أحمر، ونقوم بتقليب الأسياخ كل دقيقة لكي لا تحرق أو يتساقط لحم السيخ».

وعن الزبائن التي تقوم بأكله، وهل يقتصر على أهل "الدير" فقط؟ أجاب "البصري" بالقول: «نستهلك يومياً ما يقارب 50 كغ من اللحم، وهذه الكمية لا يمكن أن يستلكها أهل "الدير" فقط بل أصبح أهل "دمشق" يطلبون "الكباب الديري" وبأعداد كبيرة، لكون الكباب "الشامي" يتكون من اللحم والبقدونس والثوم، ويضعونه في أسياخ عريضة ولا يتم فرمه على السيخ بل بواسطة آلة الفرم وهذا ما يميز الكباب الديري من غيره.

الكباب بشكله النهائي

للكباب أنواع عديدة منها كباب "الباذنجان" و"كباب الدقة" وكباب "البرغل" و"كباب الأورفه" و"المارينا"، و"كباب الكماء (الجمى)"».

يتابع: «ولكل نوع لحمة خاصة به فعندما يطلب الزبون "كباب" نقوم باقتصاص اللحمة من الرقبة أو من الضلوع، وعندما يطلب "الشقف" يكون الاقتصاص من "المتن" أي بطن "الخاروف" لأنها طرية».

وأشار الكببجي أو كما يطلق أهل "الدير" على تسميته "علي الحباش" حول طريقة تحضير "كباب الباذنجان" موضحاً بالقول: «نأتي بحبة الباذنجان المتوسطة، ونقطعها إلى ثلاثة أقسام شبه متساوية أو أكثر مع مراعاة ترك جزء بسيط غير مقطع، وأقوم بوضع قطعة الباذنجان أولاً بالسيخ، ومن ثم نضع اللحمة المفرومة بالبصل، تليها قطعة الباذنجان ومن ثم اللحمة وهكذا، وبعد الانتهاء من تجهيز كل الأسياخ نضعها على منقل الجمر، بعدها نأتي بصحن عميق "صينية"، ونقوم بتنزيل الأسياخ في الصحن الواحد تلو الآخر للمحافظة على المنظر الجمالي للشواء، وفي نهاية العملية توضع "البندورة المشوية" والبصل والفلفل المشويان فوقها، بعد ذلك نضع "دبس رمان" ونخلطه مع الماء وقليل من الملح ونسكبه فوق صحن الكباب حتى يغلي فوق الجمر لمدة عشر دقائق أو أكثر بقليل.

أما أوقات أكله، فقد اعتاد أهل "الدير" أن يتناولوا الكباب صباحاً ولم يكتشف السر في ذلك حتى الآن، حيث يمتلك الكباب شغف قلوب الموظفين وأصحاب الأعمال الحرة على السواء».

يختم حديثه بالقول: «لعب الكباب دوراً اجتماعياً بارزاً في مدينتا مشاركاً أهلها في أفراحها وأتراحها فهو (الفطور) للعروس في صبيحة زفافها ويرسل إلى أهل العريس من ذوي العروس، وفي المآتم والنوائب يرسل إلى أهل الميت على شكل "غرف" لذويه مشاركة من مرسله لهؤلاء في عزائهم».

  • الصورة الرئيسية فرم لحمة الكباب على السيخ