يشكل سوق البحصة الذي يقع وسط "دمشق" مقصداً لكل الباحثين في عالم الرقميات، فهو مركز التسوق الأول من نوعه في سورية، ويضم كافة أنواع الحواسيب وملحقاتها واكسسواراتها، إضافة إلى ورشات الصيانة، وأحدث البرامج العالمية.

شهرة هذا السوق لا تقتصر على السوريين بل تعدتها إلى الدول المجاورة وصار يعرف بأسماء كثير بينها وادي السيلكون السوري، حيث تشكل منطقة البحصة التي تتوسط دمشق محاطة بأهم الأسواق التجارية نقطة جذب كبيرة لعشاق التقليعات الحديثة لما تضمه من تكنولوجيا معاصرة تبدأ من "السي دي والـ دي في دي والفلاشة" إلى الحواسب ومتمماتها، لكن شهرة السوق الحقيقية تقتنصها من قدرة العاملين فيه ومهاراتهم في التعامل مع البرمجيات الحديثة.

تختلف مقاصد زوار السوق، حيث يبحث بعضهم عن أحدث الأفلام العالمية التي تعرض حالياً في دور السينما، ومنهم من يطلب البرامج المتخصصة في مجال عمله، وهناك من يطلب تحميل الأغاني والألعاب والبرامج على جهازه الجوال

وتتعدد الحاجات التي يطلبها زائرو السوق فمنهم من يبحث عن أحدث البرامج المتخصصة في مجال عمله ومنهم من يبحث عن آخر الصيحات في عالم الحواسيب المحمولة أو عن استشارة تقنية أو تنزيل لأحدث الألعاب أو الأغاني بحسب ما ذكر السيد "فراس كنعان"، وهو أحد تجار السوق لمدونة وطن eSyria والذي أضاف: «بدايات سوق البحصة كانت مع الألفية الجديدة عبر محلات بسيطة لبيع أجهزة الكمبيوتر وبعض ملحقاتها، إضافة إلى عرض الأفلام والألعاب والبرامج البسيطة على "سيديات"، وحينها لم تكن هذه التجارة رائجة على اعتبار أن القليل من الناس اقتنوا أجهزة الكمبيوتر، ولكن مع مرور الوقت تطور السوق، وتوسع بشكل كبير، وتحول إلى السوق الأول من نوعه في سورية والمنطقة في التخصص بعالم الرقميات بكل أشكالها».

محمد جواد يبرودي

ويضيف "كنعان": «يشكل السوق مقصداً لكل المتخصصين من مهندسين وطلاب ومهتمين، كما أنه يوفر الكثير من فرص العمل للشباب حيث يتيح أمامهم العمل كفنيين في الصيانة، أو في إعداد البرامج وتصميمها، وما يميز السوق أسعاره المقبولة حيث لا يتجاوز سعر برامج الحاسوب المتطورة /75/ ليرة، في حين أن النسخة الأصيلة يتجاوز سعرها /4000/ ليرة».

وعن الوسائل التي يتبعها العاملون في السوق يقول: «مهارة السوريين هي التي منحت السوق شهرته الحقيقة في سورية والمنطقة العربية، حيث يتمكن المتخصصون من فك الشيفرة الالكترونية، وطرح البرامج العالمية المختلفة بأسعار مقبولة، كما أن الانترنت ساهم في تبسيط العمل وتوسعه ليشمل تحميل أحدث الأفلام العالمية، إضافة إلى ما تبثه المحطات التلفزيونية حيث يتم نسخها على أقراص "دي في دي"، وعرضها للبيع في المحلات».

من السوق

"محمد جواد يبرودي" وهو أحد البائعين في السوق يتحدث لنا عن أبرز ما يطلبه رواد السوق بقوله: «تختلف مقاصد زوار السوق، حيث يبحث بعضهم عن أحدث الأفلام العالمية التي تعرض حالياً في دور السينما، ومنهم من يطلب البرامج المتخصصة في مجال عمله، وهناك من يطلب تحميل الأغاني والألعاب والبرامج على جهازه الجوال».

وعما يضمه السوق يوضح: «يضم السوق شركات متخصصة ببيع الحواسيب المحمولة، وهناك محلات متخصصة ببيع الإكسسوارات الخاصة بالحاسب "فلاشة، سبيكر، كاميرا"، إضافة إلى ورشات الصيانة سواء للحاسوب أو الجوال، ومحلات بيع الأفلام والألعاب، وهناك ورشات خاصة لتصميم البرامج وتحميلها ونسخها وهي غالباً ما تكون في الأقبية المنتشرة في السوق».

برامج متخصصة

الشاب "فؤاد غمزة" وهو من طلاب كلية الهندسة المعلوماتية، ذكر لنا سبب زيارته للسوق بالقول: «الهدف الرئيسي يتمثل في الاطلاع على البرامج الجديدة التي تطرحها الشركات العالمية، وفي أوقات الدراسة نستعين ببعض المتخصصين في سوق البحصة لشراء البرمجيات المختلفة، وأعتقد أن هذا السوق فريد من نوعه وهو يوفر كثيراً على الطلاب، ولا سيما من ذوي الدخل المحدود، على اعتبار أن أسعار النسخ الأصلية للبرامج مرتفعة، ويصعب الوصول إليها، كما أنه يوفر فرص عمل كبيرة لقطاع واسع من الشباب خريجي الهندسة المعلوماتية وغيرها من الاختصاصات الهندسية، إضافة إلى عدد كبير من الفنيين، مؤكداً أن هؤلاء يتحولون إلى فنيي صيانة يقومون بحل المشكلات التقنية التي تواجه الشركات».

وأخبرنا أحد التجار أن شهرة السوق وصلت إلى الدول العربية المجاورة، حيث يقصده الكثير من الزوار العرب لشراء البرامج الحديثة بأسعار بسيطة مقارنة بسعرها الأصلي، مبيناً أنهم يطلقون على السوق تسمية "سوق السيلكون"، وهي منطقة تقع في "سان فرانسيسكو" الأمريكية وتضم مجموعة كبيرة من الشركات التقنية.