خلال الإطلاع على مسيرة الحياة في دمشق الحاضنة لكل ما هو مبدع وجميل تجد بصمات لأماكن وشخصيات استطاعت على مر التاريخ أن تثبت وجودها وترك بصمة في كتاب الحياة الدمشقية.

اسم "عسل" مرتبط بعراقتها في صناعة أجود أنواع البوظة الفاخرة والتي رسخت في ذاكرة كل دمشقي ذكريات طفولته.

كل مغترب بعد عودته إلى بلده يعمد إلى زيارة أماكن لها بصمة في ذاكرته، "عسل" إحدى المحلات التي أرتبط اسمها بالبوظة العربية التي تشتهر بها "دمشق" بالإضافة إلى الجودة في الصنع التي ما تزال تشتهر بها إلى الآن

موقع "eDamascus" زار محل "عسل" ومن زبائن المحل التقينا السيدة "جمانا الأسعد" عن ذكرياتها مع عسل تحدثنا بالقول: «"عسل" من أقدم محلات صناعة البوظة في "دمشق" وذكرياتي معها بدأت منذ أن كنت أدرس في المرحلة الثانوية، حيث كنت أنا وأصدقائي من زبائن المحل الدائمين فبعد انتهاء الدوام كنا نأتي لشراء البوظة المميزة بنكتها الطيبة، واستمرت ذكرياتي إلى المرحلة الجامعية وحتى بعد التخرج، فبحكم محافظة المحل على جودته وعراقته سنظل من زبائن المحل الدائمين».

السيد " محمد معروف"

أما "محمد الحمصي" كاناً مغترباً في الدول الأوربية، عن زيارته وسر ارتباطه بهذا المحل يقول: «كل مغترب بعد عودته إلى بلده يعمد إلى زيارة أماكن لها بصمة في ذاكرته، "عسل" إحدى المحلات التي أرتبط اسمها بالبوظة العربية التي تشتهر بها "دمشق" بالإضافة إلى الجودة في الصنع التي ما تزال تشتهر بها إلى الآن».

وللإطلاع على بدايات المحل، وعلى أصناف البوظة التي تقدمه التقينا السيد "محمد معروف"المحاسب في المحل والمزامن له منذ بداياته، فيحدثنا بالقول: «أعمل في هذا المحل منذ عام 1973، المنتجات كلها من صنع المحل وهي عبارة عن "الكاتو والبوظة والباتيستري"، المواد الأساسية كانت ذات الجودة أفضل في البدايات فيما يخص بالطحين و الزبدة، وحالياً نسعى للحفاظ على الجودة وإضافة المواد المحسنة لمنتجاتنا، ولـ "عسل" زبائن محددين منذ تأسيس المحل، ويقبلون على طلب نوع من البوظة كانت تباع في تلك الفترة بسعر (خمس ليرات) ولا زلنا مستمرين في إنتاجها، بالإضافة إلى المعجنات والبوظة بأنواعها، ولمعاصرة الزمن نقوم باستخدام منكهات نقوم باستيرادها من عدة شركات إيطالية ومنها شركة "بريجيه"».

من أصناف البوظة في "عسل"

ويتابع السيد "محمد" بالقول: «كافة منتجات المحل تصنع في المعمل الخاص بنا والذي تأسس منذ تأسيس المحل، وقد طرأ على المعمل والمحل العديد من التطورات منذ تلك الفترة إلى الآن وذلك بزيادة عدد الأصناف الموجودة ومواكبة الأسواق العالمية في صناعة البوظة و المعجنات ومحسنات الكاتو، فبالرغم من تعدد محلات البوظة يبقى لكل محل سر في النكهة التي يستخدمها ويحافظ بذلك على زبائنه الدائمين، فالذي يميز محل "عسل" هو استخدامه للوصفات الإيطالية وتطبيقها على منتجاتنا، فلازلنا محافظين من التراث العربي على البوظة "الدق" أما باقي الأصناف محلية الصنع، لكن يضاف إليها محسنات أجنبية نقوم باستيرادها وذلك للحفاظ على الجودة، فلا يزال يتردد إلينا زبائن ويذكروننا بذكريات قديمة، فالذي يميز عسل صناعة نوع من البوظة المكونة من الحليب والشوكولا المغلفة بالكاتو والشوكولا، "عسل" تميز منذ بداياته بالطبخ والحلويات لكن حالياً تم توقيف جناح الطبخ، كل فترة يتم تجديد مكنات البوظة في المعمل، في البدايات كانوا ثلاثة شركاء توفى منهم "ماجد شيخ الأرض" و"هشام الدرويش"، أما سر استمرارنا يكمن منذ بداية تأسيس المحل عمدنا إلى الحفاظ على التعامل الجيد والمريح مع الزبائن والاستفادة من ملاحظاتهم على المنتجات لتحسينها وتداركها في المستقبل وبذلك استطاع "عسل" الحفاظ على جودته الذي تميز به».