إلى الجنوب من مدينة "دمشق" بنحو ثلاثين كيلومتراً تقبع قرية "زاكية" التي قطنها الإنسان منذ مئات السنين حسب الآثار التي ما زالت شاهداً حياً على ذلك.

«"زاكية" قرية تحولت لمدينة تضج بالحياة، سواء من حيث عدد السكان الذي يقارب الثلاثين ألف نسمة بعد أن كان بالمئات، أو من حيث النشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي». هذا ما بدأ به السيد "غسان طعمة" رئيس المركز الثقافي في "زاكية" حديثه لموقع eSyria.

"زاكية" قرية تحولت لمدينة تضج بالحياة، سواء من حيث عدد السكان الذي يقارب الثلاثين ألف نسمة بعد أن كان بالمئات، أو من حيث النشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي

لكن من أين جاءت تسمية القرية أو المدينة كما يصر "طعمة"، يجيب فيقول: «آراء عدة، بل أسباب مختلفة لتسمية بلدة "زاكية" بهذا الاسم، البعض أرجعها لكثرة الأعشاب البرية ذات الرائحة الزكية الموجودة في القرية وأراضيها، فيما رأى البعض الآخر أن مصدر التسمية يعود لحاكم سابق حكم المنطقة قبل مئات السنين اسمه "زاكيوس"، والمرجح حسب المصادر التاريخية الموجودة في "مكتبة الأسد" أن الاسم يعود نسبة إلى قلعة صخرية طبيعية كبيرة موجودة وسط المدينة حالياً اسمها "زكوة"».

قرية زاكية القديمة

ورغم أن "الزوكاني" –أي ابن قرية "زاكية" كما يحب أن يسميه رئيس المركز الثقافي – عمل في الزراعة أباً عن جد خلال مئات السنين، - فإن ما يميز أبناءها - يؤكد "طعمة"- هو شغفهم للثقافة، وما يؤكد ذلك هو الارتفاع المطرد في نسبة التعليم باختلاف مراحله بين أبناء البلدة من جهة، والحضور الكثيف من قبلهم لكل النشاطات والفعاليات الثقافية التي ينفذها المركز الثقافي في "زاكية".

وحول نشاطات المركز الثقافي وفعالياته يحدثنا "طعمة" قائلاً: «صحيح أن المركز قد تأسس عام /1997/ إلا أن تفعيله إن صح التعبير قد تم عام /2005/، وكانت البداية باستئجار ثلاث غرف للمركز، وليتم في عام /2009/ الانتقال إلى بناء مستقل، وهكذا بدأت نشاطات المركز تزداد يوماً إثر آخر، فأقمنا المحاضرات، والندوات، والأمسيات الشعرية، وحلقات الكتاب، وعروض الفيديو والمسرحيات».

مئذنة جامع عمرها اكثر من مئة سنة

ويضيف رئيس المركز الثقافي: «وقد كان للمحاضرين المتميزين في مختلف صنوف الثقافة الأثر الكبير في الحضور المكثف لنشاطات المركز المختلفة، ومن بين الأسماء التي تساهم في فعاليات مركزنا نذكر: د. "سهيل زكار"، د "مصطفى البغا"، د. "محمد حبش"، د. "أحمد الحاج علي"، د. "محمد راتب النابلسي" و م. "فايز فوق العادة"، والشعراء "رجب كامل عثمان"، "مجيب السوسي"، "هيلانة عطالله"، "إيمان كيالي" و"انتصار سليمان" وشعراء من بلدة "زاكية"».

ويتابع "طعمة": «لعل أبرز ما استطاع المركز إنجازه، ونعتز به أيمّا اعتزاز هو إنتاج وإخراج فيلمين توثيقيين "فيديو" الأول بعنوان "التراث الشعبي في زاكية"، وقد حضر عروض هذا الفيلم حوالي خمسة آلاف مشاهد، أما الفيلم الثاني فكان بعنوان "رجال شهدوا الجلاء"، كما استطاع المركز أيضاً تأسيس عدد من الفرق المسرحية للأطفال شاركت بعروض مسرحية مختلفة في المراكز الثقافية بالمحافظة، كما شارك المركز وكان الممثل الوحيد لمحافظة "ريف دمشق" في مهرجان "ادلب" عام /2008/ بفرقة التراث الشعبي».

غسان طعمة رئيس مركز زاكية الثقافي

لم تنته نشاطات المركز عند هذا الحد، حيث يقيم إضافة لما سبق دورات مستمرة في مجالات التمريض، والأعمال اليدوية، والمهرجانات الرسمية والشعبية ومهرجانات خاصة بالأطفال، ويشجع سكان البلدة على القراءة من خلال مكتبته الضخمة التي تضم نحو ثلاثة آلاف عنوان في مختلف المجالات الثقافية وللفئات العمرية كافة، ويعير تلك الكتب لمن يرغب بشروط ميسرة جداً.

وختم السيد "غسان طعمة" حديثه بطموح مشروع كما قال: «نرجو أن نوفق قريباً جداً في تأسيس متحف للتراث الشعبي يوثق لتاريخ مدينتنا بشكل كامل، وتأسيس معهد ثقافي شعبي خاص بالمركز، وإصدار مجلة شهرية تعنى بكل ما هو جديد في منطقتنا ومحافظة "ريف دمشق"».