وبزغ هلال شهر رمضان في السماء، وبعدها ستطلق مدافع العيد أصواتها وتتزين الأسواق وتضاء الأنوار وتمتلئ الأسواق بما لذ وطاب، وتظهر أشياء حان أوانها، من بين هذا الأشياء "الكنافة" المادة الأولية والأساسية والعصب المهم لكثير من أنواع الحلويات الرمضانية والأعياد والمناسبات.

وستقلع محلات تحضير الكنافة في الأسواق ويقبل الناس على شرائها وكأنها تقليد رمضاني وطقس ضروري وواجب رسمي يحتم على الناس فعله في العيد.

نحن نشتري الكنافة من السوق لأن إعدادها في البيت صعب، ونعد منها بعض أنواع الحلويات لأن الحلويات الجاهزة أسعارها مرتفعة بعض الشيء، حتى أنني أذكر جدتي التي كانت تخلطها بالسمن العربي والسكر ثم تقلبها على النار وتقدمها لنا بألذ وأطيب ما يمكن أن تتصور وكل عام وأنتم بخير

ولكثرة محلات صنع الكنافة وشدة إقبال الناس عليها موقع esyria بتاريخ 13/9/2009، وأثناء تجولنا في بعض أسواق دمشق التقينا الحلواني "مؤيد شيخ الحارة" صاحب أحد محلات صنع الكنافة والذي قال: «"الكنافة" هي أساس صناعة الحلويات العربية الشامية، والمادة الأساسية لإعداد أكثر من عشرين نوع من الحلويات وهي قديمة يفوق عمرها 150 عاماً وكان يطلق على الذي يصنعها "الكنفاني" ولا تزال طريقة إعدادها هي حتى الآن مع اختلاف الحركة فقط كانت قديماً يدوية والآن أصبحت آلية تعمل على الكهرباء، ولا يعرف أصل الكنافة حتى الآن فمنهم من يقول إنها تركية دخلت الشام ومصر وباقي البلاد العربية حتى أصبحت تنسب إلى "المطبخ السوري"».

الحلواني "مؤيد شيخ الحارة"

ثم قال: «في الوقت الحالي صار أمر تجهيز الكنافة أسهل بكثير عما قبل فالآن لدينا آلات مثل "العجانة والخلاطة والسكابة" أما قديماً فكان كل شيء يشغل باليد، وتتكون الكنافة من الماء والطحين والسكر وبعض النشاء، هذه المواد نضعها في العجانة وتخلط بشكل جيد حتى يصبح الخليط لزجاً متماسكاً، بعد ذلك نغرف منه ونسكبه في حوض معدني صغير مثقب من أسفله وتحته لوح دائري كبير مصنوع من الصاج يسمى قديماً "الجوزة" ويوجد تحته الموقد المشتعل حيث يدور هذا اللوح وترش عليه خيوط رفيعة من الثقوب فتنضج بأقل من دقيقة،ثم نسحبها ونعيد الرش وهكذا حتى تتجمع لدينا خيوط الكنافة».

وتابع حديثة بقوله: «تتوفر الكنافة على عدة أنواع "كنافة سميكة"، و"كنافة ناعمة"، و"كنافة مفروكة"، وكما ذكرنا الكنافة مرغوبة جداً في أيام شهر رمضان ولقرب الأعياد يتزايد الطلب عليها حيث يتراوح سعر الكيلو ما بين 75 – 100 ليرة، ويحضر من الكنافة أصناف كثيرة من الحلويات العربية والدمشقية المميزة مثل "عش البلبل والعصملية والمبرومة والبلورية والمغشوشة"، هذه الحوليات تحشى بالفستق الحلبي أو القشطة والكنافة المفروكة خاصة لحلوى النابلسية والمدلوقة».

"عش البلبل"

السيد عبد الملك الحسيني قال: «الكنافة يعد منها أفخر أنواع الحلويات التي نقدمها كضيافة رسمية ومميزة في الأعياد والمناسبات والعزائم، كما يحضر منها الحلويات الشامية التقليدية وهي مشهورة جداً خارج البلد والبعض يوصيني على أنواع عديدة منها من أجل إرسالها لهم في دول المغترب، وأحياناً آخذها معي كهدايا لأنها تنال إعجاب الأحباء والأقارب».

أما السيدة "فائزة مهنا" قالت: «نحن نشتري الكنافة من السوق لأن إعدادها في البيت صعب، ونعد منها بعض أنواع الحلويات لأن الحلويات الجاهزة أسعارها مرتفعة بعض الشيء، حتى أنني أذكر جدتي التي كانت تخلطها بالسمن العربي والسكر ثم تقلبها على النار وتقدمها لنا بألذ وأطيب ما يمكن أن تتصور وكل عام وأنتم بخير».