«الورد شجر بستاني شائك ينتمي إلى الفصيلة الوردية، يستفاد منه في عدة استخدامات أهمها الزينة كما يدخل في الصناعات الغذائية والدوائية، ويزرع في كافة الأراضي السورية وله نوعان "البلدي"، و"الجوري"، وهذان النوعان يستخدمان في الصناعات التي ذكرنها ولهما فوائد في معالجة الكثير من الأمراض العابرة».

هذا ما قاله العطار "محمد الحلبي" المتخصص في بيع كل أنواع الورود ومشتقاته في سوق البزورية في "دمشق" لموقع esyria الذي التقاه بتاريخ 7/7/2009، والذي بدأ حديثة عن فوائد استخدام "الورد الجوري" بقوله: «الجوري زهر أحمر غامق له رائحة عطرية زكية، إذ يستخدم في تسكين بعض الآلام والأوجاع وذلك بعد تجفيفها، حيث يتم قطفها عندما تتفتح، والبعض يقطفها قبل أن تتفتح وتسمى أزرار الورد، وبعد ذلك يتم قطع "البتلات" (ورق الورد) ووضعها في الشمس حتى تصبح جاهزةً، ثم تعبَّأ بأكياس نايلون شفافة حتى تظل محتفظة بلونها الزهري ورائحتها العطرة».

أقوم بصناعة "الزهورات" على يدي دون شرائها جاهزة مع أن الموجودة في السوق جيدة، لكني أحب صنعها وأتفنن بها، إضافة إلى أن صنعها في المنزل يترك رائحة جميلة لا مثيل لها

وأضاف: «يفيد شرب منقوع الورد بالماء الساخن في التنشيط بشكل عام، إضافة إلى أنه مشروب هاضم، كما يصنع من الورد مشروب بارد يشرب في الصيف معروف باسم "شراب الورد"، وفي السابق كانوا يعدّونه بطريقة يدوية، أما الآن فأصبح يصنع في المعامل، وبالنسبة لطريقة إعداده فهي سهلة للغالية، حيث يُغلى الماء والسكر في وعاء، ثم يضاف إليه أوراق الورد المنقى والمنظف والمجفف، ويترك حتى يغلي جيداً إلى أن يحمر لونه، وبعد ذلك يرفع عن الغاز ويترك ليبرد ثم يصفى ليتم وضعه في زجاجات وتغلق بإحكام، وعند الاستعمال يتم إذابة بعض شراب الورد المركّز في الماء البارد ليصبح جاهزاً للشرب في كل الأوقات، ومن صناعات الورد أيضاً مادة غذائية مفيدة غنية بالمواد السكرية، تمد الجسم بالطاقة والحرارة ولها نكهة لذيذة وشهية وهي "مربى الورد" الذي يصنع بنفس طريقة "شراب الورد" لكن يضاف إليه نسبة أعلى من السكر وورق الورد، ويبقى "مربى الورد" تحت النار مدة أطول من سابقه ولا يصفى، بذلك يصبح أكثر لزوجة، ويكون بذلك جاهزاً للأكل».

العطار "محمد الحلبي"

وبالنسبة لطريقة إعداد "ماء الورد" قال: «في الماضي كان العطارون يصنعون ماء الورد بطريقة يدوية، ويوجد اليوم أناس يصنعونه بالطريقة اليدوية لاعتقادهم أنه مضمون وآمن أكثر من المصنوع في السوق، وبالنسبة للإعداد، يتم تقطير ماء الورد بجهاز خاص يسمى "الإنبيق" وهو عبارة عن قدر أو وعاء كبير نوعاً ما، حيث يملأ بالماء ويوضع على نار هادئة، ثم يضاف الورد المنقى إلى الماء، وبعد ذلك نقوم بتغطية القدر بإحكام، ويجب أن يحوي غطاء القدر على أنبوب طويل تتكاثف فيه ذرات بخار الماء الممزوج بالورد، إلى أن تنزل هذه الذرات على شكل قطرات نقية فتعبَّأ في زجاجات محكمة الإغلاق، في حين يستعمل "ماء الورد" في تعطير مياه الشرب، كما يدخل في صناعة الكثير من الحلويات، ويرش على الأيدي والناس في الاحتفالات الدينية بعد سكبه في وعاء خاص بتلك المناسبة يسمى "القمقم"،، وغالباً يكون مصنوعاً من الزجاج أو النحاس».

وعن "ماء الزهر" أضاف: «يصنع "ماء الزهر" بنفس الطريقة السابقة لكن من خليط من الأزهار المنوعة، وغالباً تكون من أزهار الأشجار الحمضية كالنارنج، والليمون، والبرتقال، ويدخل في نفس استخدامات ماء الورد».

شراب الورد

السيد "رامي داوود" الذي التقيناه وهو يشتري ورق الورد قال: «أقوم بصناعة "الزهورات" على يدي دون شرائها جاهزة مع أن الموجودة في السوق جيدة، لكني أحب صنعها وأتفنن بها، إضافة إلى أن صنعها في المنزل يترك رائحة جميلة لا مثيل لها».

الحاج "مصطفى الرفاعي" قال: «أوصتني زوجتي على زجاجة من "ماء الورد" من أجل صناعة بعض الحلويات، لذلك اشتريت زجاجة، وبعض المربى المصنوع بطريقة يدوية، وهذا الأخير أجد فيه نكهة ألذ من المصنوع في المعمل لأنه عند الغلي يأخذ حقه تماماً على عكس المصنع في المعامل الذي لا يدوم طويلاً لأنه يفقد طعمه بعد فترة من الزمن».

ماء الورد وعلى يساره ماء الزهر