"حي الأمين" أو ماكان يعرف بـ"حي اليهود" بدمشق القديمة، استقطب في الفترة الأخيرة فنانين من جيل الشباب ومن الجيل القديم، ليقيموا فيه ورشاتهم الفنية وصالات لعرض أعمالهم، ومن هذه البيوت والصالات المعروفة غاليري "مصطفى علي" الذي بدا مركزاً ثقافياً يلتقي فيه الفنانون والمثقفون العرب والأجانب.

موقع "eSyria" بتاريخ 29/5/2009 قام بجولة في غاليري "مصطفى علي" والتقى بصاحبه الفنان والنحات "مصطفى علي" ليحدثنا عن أهمية هذا البيت المعمارية والثقافية في حي دمشقي قديم: «بدأت الفكرة أنني كنت أبحث عن مؤسسة فنية لي، ووقع نظري على البيوت الدمشقية القديمة،

نحن هنا نشجع الزحف الهائل للبيوت الثقافية والفنية والموسيقية في "دمشق القديمة"، ونعمل إلى أن يصبح هناك طابع خاص لهذه المنطقة، وهنا نستطيع أن نعتبر أن المدينة القديمة ليست فقط مدينة سكنية وتجارية وسياحية بل الحاجة الثقافية أصبحت حاجة ضرورية للمدينة لتبرز الصورة الأجمل والأبهى ولتكرس القيم الجمالية للمدينة القديمة

هذه المنطقة السياحية الأثرية التي لها طابع خاص عند جميع الناس، فكان خياري "حي الأمين" لسببين، الأول لأن المنطقة جميلة جداً وخاصة هذا البيت، والسبب الثاني أن هذه المنطقة تتميز بالهدوء والرقي الحضاري، وقررت بيني وبين نفسي أن أؤسس حياً للفنانين يسمى باسمهم، والسبب أن الفنانين دائماً يحبون الهدوء والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وبالفعل خلال ثلاث سنوات أصبح هناك عدد لا بأس فيه من الفنانين في هذا الحي وسمي الحي باسم "حي الفنانين"، والفكرة أن الزوار الأجانب والعرب يقومون بزيارة الغاليريات والمراسم الموجودة هنا باستمرار».

ورشة مصطفى علي

يتابع "مصطفى علي": «من البداية اعتبرت هذا المكان غاليري "مصطفى علي" مركزاً للفنون ومؤسسة فنية عامة، وجزء منه يعمل نشاطات للفنانين الشباب ويعمل تبادلاً فنياً وثقافياً على مستوى كل الفنون وتنوعها على المستوى المحلي والعالمي، وبنفس الوقت أصبح المكان يستقطب زواراً من كل العالم، والقدرة كانت أكبر إلى أن استطعنا أن نسمي المكان أو الحي كما ذكرت سابقاً باسم "حي الفنانين"، والغاليري مساحته كبيرة فيه عدد كبير من القاعات والغرف، ونحن نحاول أن نستثمره لي كفنان ومؤسستي كإدارة وموظفين ولتنظيم المعارض والنشاطات، هذا الغاليري هو جزء من المشروع الذي يقوم بتقديم الفنون من خلال المعارض للزوار، وكمحترف للفنانين الشباب من خلال ورشات الأعمال وتطوير عملهم، بالإضافة أنه لدينا غرف للضيافة في الطابق الثاني نستخدمها أحياناً لاستقبال الفنانين العالميين والباحثين في الفن والإعلاميين، وكما نستثمرها كغرف نستأجرها للأجانب لدعم المؤسسة وتغطية مصاريف الموظفين القائمين على العمل في الغاليري».

وخلال جولتنا في الغاليري تابع "علي" حديثه: «النشاطات التي أقمناها هنا من حفلات موسيقية ورقص معاصر وغناء وفن تشكيلي وورشات عمل كلها تدخل تحت اسم تطوير الفنون الموجودة في سورية، وأصبح المكان من خلال هذه النشاطات من مراكز الفنون الهامة في سورية، أما عن عدد الغرف فهناك ما يقارب السبع غرف في الطابق العلوي وكذلك في الطابق السفلي، منها غاليري وصالات عرض للأعمال الخاصة بي، وصالة عرض للفنانين بشكل عام، أما أرض الديار فنستخدمها لنشاطات عديدة ومختلفة، ولدينا الكهف للقاءات والحوارات الفنية والإعلامية، أما تاريخياً فترجع بيوت دمشق القديمة أنها بدأت بالتعمير بعد الزلزال في القرن الثامن عشر، وهناك أجزاء قديمة في الغاليري ترجع إلى العصر المملوكي حسب توقعات المهتمين بهذا الشأن، والقبو يرجع إلى مرحلة أبعد وذلك نسبة لطرازه وشكل بنائه».

من البيوت الدمشقية القديمة

عن الحفلات التي أقيمت منذ فترة وبسلسلة زمنية متراتبة يقول "علي": «الحفلات التي تقام هنا والنشاطات صدفت مناسبات معينة وخاصة في الفترة الأخيرة وكان الحضور مميزاً من الجمهور المحلي والأجنبي وأبدوا إعجاباً كبيراً بهذه النشاطات، من خلال هذا المحترف نحاول أن نبرز لجيل الشباب مواهبهم ودعمهم وتقديم العروض لهم من خلال تأمين المكان لهم، وفي الفترة الأخيرة ومن خلال العلاقات المقامة مع الزوار الأجانب استطعنا أن نؤمن سفرات ورحلات لخارج القطر للشباب المتميزين بأعمال معينة، ونحاول أن نشارك المؤسسات الأجنبية لنقدم أعمالاً في قمة التميز لبلدنا سورية، أصبح المكان مركزاً ثقافياً يقدم الكثير من الأعمال الشبابية ويساعدهم أن يحصلوا على منح قصيرة لأوروبا كزيارات تبادلية أو زيارة مبنية على دعاوات من أطراف عدة».

دمشق القديمة عراقتها لاتكمن في عمرانها القديم بل الحركة الثقافية والفنية لها دور كبير في تنشيط هذه المنطقة، وهنا يقول النحات "مصطفى علي": «نحن هنا نشجع الزحف الهائل للبيوت الثقافية والفنية والموسيقية في "دمشق القديمة"، ونعمل إلى أن يصبح هناك طابع خاص لهذه المنطقة، وهنا نستطيع أن نعتبر أن المدينة القديمة ليست فقط مدينة سكنية وتجارية وسياحية بل الحاجة الثقافية أصبحت حاجة ضرورية للمدينة لتبرز الصورة الأجمل والأبهى ولتكرس القيم الجمالية للمدينة القديمة».

ارض الديار والبحرة