في محاضرةٍ ألقتها في المركز الثقافي بالعدوي... أهدت الإعلامية السورية هيام حموي وروداً إلى المرأة في عيدها.

هيام حاملة راية الرومانسية... أطلت علينا في المركز الثقافي بالعدوي من الزمن الجميل بصوتها الدافئ الذي كان جسراً للعبور بين باريس و دمشق، وضفتي المتوسط طيلة ثلاثة عقود ... بريقها.... عفويتها... تلقائيتها،وحميمية حضورها جعلت من قاعة المحاضرات بالمركز أستوديو مفتوح يتخطى حدود الزمان و المكان، و عوائق البث و الاستقبال.

هيام حموي ... نجمة عصر الإذاعة الذهبي: مسيرتها الإذاعية زادت على الخمسة و ثلاثين عاماً... بدأتها من إذاعة دمشق– القسم الفرنسي (عام 1968 م)، وانتقلت منها إلى إذاعة مونتي كارلو، ثم إذاعة الشرق، عملت بعدها كمتعاونة مع موقع CNN العربية الإلكتروني بدبي وكمراسلة له من باريس، لتعود إلى دمشق وتستأنف عملها الإذاعي الذي كرست عمرها له... دربت في العديد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية, تتولى الآن إدارة البرامج في إذاعة شامFM و لها العديد من البرامج الجماهيرية في هذه الإذاعة: تكسي FM، ميكرو ستار، راديو رومانس... ما لا يعرفه الناس عن هيام أنها أديبة وكاتبه... لها عدة مقالات منشورة في جريدة بلدنا، ومشروع رواية أو أكثر لم يكتمل بعد بسبب تعلقها الشديد بالعمل الإذاعي الذي تعطيه الأولوية دائماً...

بدأت هيام محاضرتها بالحديث عن مبادرة سابقةٍ أطلقتها لتجعل من العام 2007 عام الدفاع عن الوردة رغم أن هذه المبادرة لم تلق الصدى الكافي الذي أرادته،إلا أنها لا زالت تحتفظ بنفس الحب للوردة/ المرأة تقول في ذلك: ( بالرغم من كل ما يقال عن هذا الزمن، لا زلت على قناعة ٍ بأنه لم يفت الأوان للدفاع عن الوردة/الحياة، التي تساوي في نظري صيغة المرأة/ الحياة، حيث أرى أنها معادلة واحدة).

لذلك اختارت أن تهدي المرأة وروداً افتراضية ًفي عيدها تطلق عليها أسماء مذيعات رائدات:

( للمرأة اليوم أهدي عبق ورداتٍ رائدات قدر لي أن أتنشق شذا أعمالهن في أزمانٍ مختلفة، فأصبح تأثيرهن جزءاً من كياني الإعلامي والشخصي....... لضيق المكان و الوقت سأختصر بانتقاء ورداتٍ معدودات نمنح لكلِ مورثةٍ مبدعةٍ اسمها، كما يفعل بعض أصحاب المشاتل في فرنسا ، إذ يمنحون الورود أسماء نجماتٍ شهيرات من عالم الفن).

ورود هيام

هيام طباع: ( كانت تقدم النشرات الإخبارية، وكذلك برنامج الأطفال الذي قدمته فيما بعد على التلفزيون السوري في البدايات، أيام الأبيض و الأسود) .

فردوس حيدر:(صاحبة البرنامج الأكثر جماهيرية، على مر الأجيال، و الذي لا يمكن لإذاعة أن تستغني عنه "ما يطلبه المستمعون").

عواطف الحفار إسماعيل:(ظل رنين صوتها الآسر في ذاكرتي، التقيتها يوما في باريس ، وكان اسمي الصغير قد بدأ بالانتشار، تلقيت منها إطراء أضاف ثقلاً جديداً إلى حسي بالمسؤولية).

سهام ترجمان: (لدى التقاط صوتها، كان يخيل للسامع أنها امرأة تسعى إلى زحزحة الجبال....إن ما قامت به من إنجاز في جمع التراث الشامي في كتابها الشهير "يا مال الشام" يعادل في الجهد المبذول زحزحة الجبال فعلياً).

عبلة خوري:(الأولى و الأبرز في زمن كان يمكن أن تتأخر فيه المرأة عن الالتحاق بالركب، لكنها لم تفعل، كانت حاضرةً بمعنى الحضور، والجاهزية للمشاركة بالعمل الإعلامي)

إحسان المحمودي ... سكينة نعمة... نجاة الجم... امتثال السمان...( مذيعات سوريات).

عادلة الشمعة رئيسة القسم الفرنسي في إذاعة دمشق 1968م: ( امرأة تعاملت مع المذيعة الناشئة بحنو الأم و حزمها،لا أنسى نصائحها و متابعتها لخطواتي الأولى، وهي بحد ذاتها الشمعة المضيئة العادلة جديرة بأن يهدى عطاؤها للمرأة في عيدها... زميلاتي الوردات في القسم الفرنسي هدى نحاس التي حللت محلها في القسم الفرنسي بعد أن غادرت إلى باريس، وزميلتي في الجامعة والعمل منى كردي...)

عائشة التيجاني من الإذاعة الأردنية...

ناهده فضلي الدجاني: من مواليد القدس عملت في إذاعة الشرق الأدنى، و الإذاعة السعودية، و إذاعة بيروت، لقبت بليلى مراد المذيعات، مذيعة و شاعرة متميزة.

آمال فهمي و سامية صادق من مصر.

و لم تنسَ هيام الإعلاميين الرجال: ( لا يمكن إغفال أسماء الإعلاميين الذين واكبوا هؤلاء الرائدات كزملاء و كمسئولين، وقع أسمائهم في وجداننا يشابه وقع أسماء أصحاب البطولات في زمن الفروسية: الأمير يحيى الشهابي مدير عام الإذاعة السابق ، د صباح قباني مؤسس التلفزيون السوري ...)

وردة لأمي..

( عنها أخذت احترام المرأة لكيانها كإنسان قبل كيانها كامرأة, لقد علمتني أمي أن أطرح نفسي ككائن بشري قبل أن أكون أنثى..... أقدم و ردة لأمي ولكل نساء عائلتي المناضلات في دروب الحياة، وفي مقدمتهن المربية الفاضلة خالتي حورية الأصيل، وعمتي نجاح حموي فقد تحديتا بالإرادة كل الظروف المحيطة، ودرستا سراً مثلما فعلت في زمنهما شاعرتنا فدوى طوقان...)

في ختام المحاضرة شكرت هيام الحضور، وعلقت قلة الحضور بخفة ظلها المعهودة

( صاروا الناس يخافوا من كلمة محاضرة، أو ثقافة... صار لازم تغيروا الأسامي...). كما قدمت الإعلامية و الكاتبة سهام ترجمان مداخلة قالت فيها: ( هيام أعظم إذاعية في الوطن العربي، تمثل الروح الشامية الطرية، وعذوبة الصوت وأنا من أول المستمعات لصوتها... المذيعة لا يمكن أن تنجح إلا بالثقافة والأدب، والذكاء اللماح والشعور بالمسؤولية أمام الميكرفون ...)

وطلبت من هيام تحويل تجربتها الإذاعية إلى كتاب.

هيام حموي ل EDamascus: المهم في عيد المرأة هو التذكير بها دائماً كي لا ننسى ... الإعلاميات اليوم يبحثن عن النجومية السريعة أكثر من التركيز على القضايا، ومنها قضايا المرأة... تحرير المرأة غالباً ما يكون بيدها( مع ازدياد الوعي الإعلامي لديّ كنت أحاول عبر الحوارات الإذاعية أن أطرح الأسئلة حتى و لم يقدم الضيف المحاور الأجوبة الشافية عنها... المهم هو طرح السؤال حتى لو تأخرت الإجابة... محور السؤال الذي كان يؤرقني دائماً حول أسباب تراجع مجتمعاتنا في بعض قيمها، الإجابة طبعاً تكمن في التربية، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تستفيد المرأة من دروس معاناتها فتربي بناتها و أبناءها بالشكل الذي يقيهم معاناة شبيهة بمعاناتها؟...)

أسرة EDamascus تقدم لهيام حموي وردة في عيدها