يلتقيان صباحاً على صوت فيروز يصدح مباركاً لقاء المحبين، يتسامران مساءاً على نغمات موسيقى الحب، يختلفان، يتخاصمان، يتصالحان، يشتد الحب في قلبيهما، يحلمان، يرسمان مستقبليهما، كم طفلاًً سينجبان؟

وأين سيقيمان؟، ماذا سيطلقان على أولادهما من أسماء؟، كيف سيتدبران تكاليف الحياة؟، يقرران أين يقيمان حفل الزفاف، يتناقشان عن لون بطاقات الدعوة وشكلها، يخططان لأدق التفاصيل، يطبع قبلة على يدها، تحمر وجنتاها خجلاً وترد له القبلة بكلمة "أحبك"، كل هذه التفاصيل تشهدها "غزل كافيه" فهي حكاية حب دمشقية حملت زواياها أسرار المحبين والعاشقين وخبأت مقاعدها خلافاتهم وشهدت حجارتها مصالحاتهم، وعاش القائمون عليها قصص حب كثيرة توج بعضها بالزواج.

يكتظ المكان عادة بالكثير من الشبان والشابات ويزداد ازدحاماً في عيد الحب، لتصبح كل أركانه وروداًً حمراء.

يؤمن صاحب محل "غزل" هيثم رنكوسي بأن "تقديم المكان للعشاق عمل جميل جداً، فأنت توفر مكان ليكون هناك محبة وصدق ومستقبل مشرق، ومنه جاءت تسمية المحل من الحب لأن أي شاب وصبية يأتيان إلى هذا المكان ليتبادلا كلمات الغزل ومن هنا جاء الاسم" ويتابع رنكوسي: أعرف أن هناك زبائن التقوا وتزوجوا وبقوا من رواد غزل.

أصبح عيد الحب بحسب رنكوسي "حالة عالمية" فالحب برأيه: أجمل ما في الحياة وأسمى شيء بالوجود، يُهدى رواد محله وردة حمراء وتكتمل فرحته برؤيته لحبيبين متفقين وسعيدين.

أما عامر أحد العاملين في المقهى يرى عيد الحب متميزاً عن باقي الأيام: "الجميع يأتي بشكل ثنائي وتكثر الهدايا الحمراء"، فالوردة الحمراء ميزت عيد الحب"، و يؤمن عامر أن كل يوم فيه حب هو يوم رائع، ويبقى غزل كافيه مكاناً لكل حكاية حب غزلية تتضح فصولها كل عام مع عيد الحب.