بلمساتٍ دمشقية تلتقي فيها الحضارات، تعطي زائرها شعوراً بالأصالة والفخامة، فهي صرح ضخم يمتد على مساحة 5000 آلاف متر مربع في مدينة "دير عطية"، كانت في البداية دار للعزاء، ثم أصبحت تستخدم لكل المناسبات وبأسعار رمزية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 كانون الثاني 2020 مع "ناريمان الحرفي" مديرة "دار المواساة" لتتحدث عن فترة التأسيس، فقالت: «لقد أسس هذه الدار "محمد ديب دعبول" عن روح والدته "فاطمة رزق" عام 2011، والفكرة كانت من بنائه تسهيل الأمور على أهالي البلدة وخدمتهم.

تمّ إنشاء هذه الدار للفقراء والأغنياء على حد سواء، وبأسعار رمزية خدمت أهل مدينة "دير عطية" بشكل كبير، وخاصة العائلات التي لا تملك مكاناً للمناسبات، وأنا سعيدة بالعمل بها حيث نبدأ العمل من الساعة الثامنة إلى الثانية عشر صباحاً، ثم بدوام مسائي من الساعة الثانية إلى الخامسة والنصف

تمّ بناء الدار باستخدام أحجار قديمة جداً تمّ تجميعها من بيوت من مختلف المحافظات في "سورية" وبما يقارب الأربعين بيتاً عربياً قديماً مهدماً، وهو مؤلف من أربع عشرة غرفةً، وأربع قاعاتٍ كبيرة، قاعتان للرجال وقاعتان للنساء، ومصلى للرجال، وآخر للنساء، ويضمُّ أيضاً مكتب الرئيس السوري الراحل "أديب الشيشكلي"، ومكتبةً إسلاميةً كبيرةً وواسعةً بتصميم مبهر غنية بالمراجع والكتب الإسلامية.

باحة الدار الرئيسية

وتشمل الدار أيضاً ثلاثة مطابخ مجهزة بكل المعدات اللازمة لخدمة مختلف المناسبات، والقسم الأعلى منها يوجد فيه مسجد مطل على شرفتين كبيرتين، أما في الخارج إلى جانب الدار فتوجد حديقة جميلة غنية بالزهور الملونة والأشجار المثمرة والمجسمات الحجرية محيطة بالدار من كل جانب».

أما بالنسبة لتصميم الدار الداخلي والأثاث الموجود به، فتابعت: «تميزت الدار بالصالونات الموجودة في القاعات، فهي تحفة من التاريخ الدمشقي، وهي مصنوعة من الأرابيسك الدمشقي والصدف، عدا عن الأرضية التي تشكل لوحة فنية رائعة، وأيضاً هنالك الباب الرئيسي الذي حفرت عليه يدوياً أسماء الله الحسنى، وعدد من الآيات القرآنية.

المكتبة الإسلامية

وبالنسبة للقاعات يزين جدرانها أوانٍ وآثار متنوعة ونادرة خزفية ونحاسية موجودة في كل قاعة، تم جمعها من مختلف المحافظات، ولها عمر وتاريخ عظيم يتكلم عن الحضارات، عدا عن المقتنيات التي تبرع بها أصحاب الأيادي البيضاء».

وعن الوقت الحالي قالت: «منذ عام 2019 تم تغيير اسم الدار إلى "دار المناسبات" حيث أصبحت إلى جانب العزاء تستخدم لأكثر من مناسبة كالموالد أو حفلات الإفطار أو الغداء وأيضاً حفلات التخرج، ويتوافد إليها العديد من الوفود السياحية من داخل البلاد وخارجها ومن طلاب الآثار أيضا.

مكتب الرئيس السوري الراحل "أديب الشيشكلي"

والقاعات مجهزة بتدفئة مركزية تتحدى عوامل الطقس في كل وقت، وسقف متحرك يغلق شتاء ويفتح صيفاً، ويمكن استقبال أربع حالات وفاة فيها في الشتاء، أما في الصيف فقد يستوعب المكان عدداً أكبر من الناس حيث تستخدم أرض الدار الرئيسية للرجال والقاعات للنساء، والدار مأجورة بأجور رمزية يعود ريعها لجمعية "الوفاق" المسؤولة عن مساعدة عائلات عديدة من الناحية الاجتماعية والصحية».

الموظفة داخل الدار "نهلة القصاب" تحدثت عن الدار قائلة: «تمّ إنشاء هذه الدار للفقراء والأغنياء على حد سواء، وبأسعار رمزية خدمت أهل مدينة "دير عطية" بشكل كبير، وخاصة العائلات التي لا تملك مكاناً للمناسبات، وأنا سعيدة بالعمل بها حيث نبدأ العمل من الساعة الثامنة إلى الثانية عشر صباحاً، ثم بدوام مسائي من الساعة الثانية إلى الخامسة والنصف».

"غسان بشبش" (مدرب تربية رياضية في جامعة "القلمون") قال: «لقد استفاد من الدار جميع أهالي "دير عطية" حيث كان العزاء سابقاً يبدأ من الساعة السادسة صباحاً وينتهي الساعة السادسة مساءً ويترك الرجال أعمالهم وتتفرغ النساء طوال اليوم لاستقبال المعزين، كما أن البيوت ذات المساحة الصغيرة لا تتسع أحيانا فيضطر أصحابها لنصب خيمة أمامها، أما حالياً فالدار تتوفر فيها التدفئة في فصل الشتاء، وفيها مسؤولون عن الضيافة والنظافة وهذا ما يخفف العبء على أهل المتوفى، ويستقبل فيها المعزون من الساعة الثالثة إلى الساعة الخامسة مساءً.

ونتمنى أن يوجد فترة صباحية لمراعاة ظروف ووقت كل من يريد القيام بواجب العزاء».