بعد أزمة فقدان الأدوية التي عانى ويلاتها العديد من مرضى الأمراض المزمنة في "سورية"، قام فريق "أطبّاء الميدودوز" بإطلاق مبادرةٍ لجمع الأدوية والتبرّع بها للمرضى، والّلجوء للطب البديل والأعشاب، فساعدوا قدر المستطاع بتخطّي الأزمة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الد كتورة "رهام شروف" مسؤول التّنظيم الإعلامي لمبادرة "شاركني"، بتاريخ 13 حزيران 2020، فقالت: «أزمة الأدوية ليست أزمة آنيّة فقط، إنّما هي تداعي لمشكلة تتنامى كل فترة وبدرجات متفاوتة، حتّى وصلت إلى مرحلة الإنذار التي شهدناها خلال الأسبوعين الماضيين، من خلال فقدان أهم الأدوية التي قد يحتاجها المريض لاستمراره على قيد الحياة، ومنها أدوية القلب والضّغط والسكّر والغدّة وغيرها، ومن هنا شعرنا بمسؤوليّتنا كأكبر منصّة تواصل اجتماعي تحتوي على كادر مؤلّف من مئات الأطبّاء والصيادلة داخل وخارج "سورية"، وكون أحد أهم أهدافنا رعاية الصحّة وإيجاد الحلول لا مجرّد رصد الحالة، قرّرنا الاستفادة من متابعينا الكثر لإيصال المعلومة لهم ومن خلالهم أيضاً».

بالنسبة للأشخاص الذين لم نستطع توفير أدويتهم بسبب عدم تبرّع أحد بها، وبالوقت عينه هي مهمّة جدّاً لسلامة صحّة هؤلاء المرضى، قرّرنا الّلجوء إلى الطّب البديل وعلوم الأعشاب من خلال العودة إلى مراجع طبيّة عالميّة موثوقة تتحدث عن فوائد هذه الأعشاب بشكل دقيق لنستخدمها ونتجاوز معاً هذه الأزمة

وأضافت قائلة: «ومع وجود هذا الكادر وهذه الأشياء بمجموعها التي تعد الموّاد الأوليّة لمشروعنا، كانت الخطّة كالتالي: بدايةً حلّلنا مشكلة الأدوية وفقدانها، لنتأكّد أنّ معظم الصيدليّات خالية من الأدوية تماماً أم تدّعي ذلك، وما يهم أنّ الأدوية بالتّالي وبكلا الحالتين لم ولن تصل لمتناول أيدي المرضى والمحتاجين، وربّما يقول المنطق أنّه لا يوجد حل طالما الصيدليّات خالية من الأدوية والمصانع لا تصنّعه، لكنّنا وبعد تفكير عميق وصلنا إلى حل واقعي ومستطاع فعله، وهو أن في بيت كل منا غالباً عدّة أدوية لا يستخدمها وربّما لا يتذكّر حتّى كل دواء منها لأي داء أو مرض، فقمنا بالإعلان من خلال صفحتنا "أطباء الميدودوز" على "الفيسبوك" بأنّ الواجب على كل شخص لديه أدوية لا يحتاجها أو زائدة عن حاجته الآنيّة ريثما تعود الأدوية للتوفّر بالصيدليّات، ألا يبخل على من هم بحاجتها حقّاً، كنوع من التّضامن الاجتماعي والعمل الإنساني والخيري، وفعلاً لاقت الفكرة تجاوباً بشكل كبير لدى الشّعب السّوري الذي يتضامن مع بعضه بعضاً في هذه الأزمات التي يعيشها معظم النّاس، فتبرّعوا بأدويتهم وبدورنا قمنا بجمعها وفرزها، على سبيل المثال نجمع أدوية القلب والضغط والغدّة كل منها على حدا، ثمّ نفرزها بشكل أدق، أدوية قصور الغدّة وفرط الغدّة كل منها على حدا وهكذا، وبالتّأكيد كل هذا بعد التأكّد من صلاحيّة كل عقار، ونتأكّد أيضاً من المتبرّع عن كيفيّة حفظه للدواء، فهناك أدوية عديدة تحفظ بدرجات حرارة محدّدة وإلّا تفقد فائدتها بل وتسبّب الضّرر».

د. "رهام شروف"

وعن الطب البديل أضافت د. "نور أكرم كريّم" المسؤولة عن المادّة العلميّة في المبادرة: «بالنسبة للأشخاص الذين لم نستطع توفير أدويتهم بسبب عدم تبرّع أحد بها، وبالوقت عينه هي مهمّة جدّاً لسلامة صحّة هؤلاء المرضى، قرّرنا الّلجوء إلى الطّب البديل وعلوم الأعشاب من خلال العودة إلى مراجع طبيّة عالميّة موثوقة تتحدث عن فوائد هذه الأعشاب بشكل دقيق لنستخدمها ونتجاوز معاً هذه الأزمة».

أمّا المسؤولة الّلوجستيّة للمبادرة د. "روزين ونّوس"، فقالت: «استمرّينا بنشر مقالات عن الصحّة النفسيّة، والتي بدأنا بنشرها قبل أزمة الأدوية، إذ ارتأينا بأنّها حاجة فرديّة ومجتمعيّة باستمرار وخصوصاً وسط الظروف الصّعبة من رهاب فيروس "كورونا" والأوهام التي تضرّ بنفسيّة الفرد، إلى الضّغط النّفسي بسبب الغلاء وغيره، والآن تزيد الحاجة للاهتمام بالصحّة النفسيّة والرّاحة، فبعض الأمراض مثل القلب والضّغط يلعب العامل النفسي فيها دوراً كبيراً في استقرار الحالة أو تطوّرها أو حدوث وفاة حتّى».

د. "نور أنور كريّم"

ومن بين المستفيدين من المشروع، التقينا "هنادي شيخة" فقالت: «منذ فترة عشرة أيّام تقريباً اقترب دواء القلب الخاص بوالدي من النّفاد، وكالعادة ذهبت لأقرب صيدليّة بهدف شراء هذا الدّواء، لكنّني لم أجده على الرّغم من البحث في عدّة صيدليّات، عندما عدت للمنزل لاحظت من مواقع التّواصل الاجتماعي أنّ الدّواء مفقود، ما أثار مخاوفنا في المنزل كون هذا الدّواء حسّاس وقد تنهار صحّة والدي، فوجدت منشوراً في مجموعة لأطباء "الميدودوز" عن حملة "شاركني" لتوزيع الأدوية، تواصلت معهم وأخذت لهم وصفةً طبيّةً توضّح حاجة والدي للدواء، وهم بدورهم قدّموه لي مجّاناً وأنا مدينة بهذا العمل الإنساني وأشجّع على استمراره».

د. "روزين ونّوس"