يروي نبع عين "الفيجة" أهل مدينة "دمشق" وضواحيها، إلا أن تقلّص مخزون المياه بسبب الظروف المناخية وزيادة سكان العاصمة حال دون توفيرها للجميع، فظهرت حلول بديلة أهمها حفر الآبار.

مرت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تشرين الأول 2016، من حيّ "باب سريجة"، والتقت أحد شبابها "علي سليمان"، فحدّثنا عن حال المياه في الحي، ويقول: «مرّ علينا في العام الماضي وبأيام الصّيف تحديداً أوقات صعبة كثرت فيها مخاوف أهل الحي من مشكلة المياه وقلّتها، فقد أصبح المرور اليومي لصهاريج المياه المبعُوثة من مديريّة المياه لازماً وضرورياً، وكان لهذا المرور مشكلات متعددة؛ فصاحب الحاجة أرعن، فما بالك وحاجة المياه؟ وبعد شهر على هذه الحال بدأت مديريّة مياه عين الفيجة بحفر بئر في الحي، واستمرت بالعمل أربعة أشهر تقريباً ليتحقق لنا بعدها الفرج، وتكون النّتائج المفرحة التي ظهرت جليّة في صيف هذا العام، فقد تضاءلت مشكلتنا وتوفرت المياه بيسر بخلاف ما كان في العام الماضي».

مرّ علينا في العام الماضي وبأيام الصّيف تحديداً أوقات صعبة كثرت فيها مخاوف أهل الحي من مشكلة المياه وقلّتها، فقد أصبح المرور اليومي لصهاريج المياه المبعُوثة من مديريّة المياه لازماً وضرورياً، وكان لهذا المرور مشكلات متعددة؛ فصاحب الحاجة أرعن، فما بالك وحاجة المياه؟ وبعد شهر على هذه الحال بدأت مديريّة مياه عين الفيجة بحفر بئر في الحي، واستمرت بالعمل أربعة أشهر تقريباً ليتحقق لنا بعدها الفرج، وتكون النّتائج المفرحة التي ظهرت جليّة في صيف هذا العام، فقد تضاءلت مشكلتنا وتوفرت المياه بيسر بخلاف ما كان في العام الماضي

شرح لنا المهندس "يوسف خياط" رئيس دائرة الشّبكات والصّيانة في مديريّة مياه عين الفيجة في "دمشق" وريفها عن واقع المياه، وقال: «تعاقبت وعلى مواسم عدة ذات الظّروف والأحوال الجويّة، فقد قلّت الهطولات المطرية والثّلجيّة المغذية لنبع الفيجة الذي يزوّد مدينة "دمشق" وضواحيها بالمياه، ومع قلّة هذا الوارد تقلّص مخزون المياه وبات يصلنا 300 متر مكعب فقط لتغطية استهلاك المدينة من المياه، في حين تصل الحاجة إلى ما قيمته تقريباً 600 متر مكعب يومياً في حال الضّخ على مدار الـ24 ساعة، ترافق نقص المخزون في هذه المرحلة التي نعيشها، مع زيادة الاستهلاك المائي بحكم زيادة السّكان في مدينة "دمشق" الآمنة التي استوعبت كل الوافدين إليها؛ وهو ما اضطرنا إلى التوجه نحو التّقنين في أوقات الضّخ، فقمنا بالعمل على قطع المياه بالتناوب عن المناطق المقسمة؛ وذلك لأوقات محسوبة هي اللازمة لتجميع المياه في الخزانات، ثم نقوم بالضخ على الشبكة لتأمين الحاجة اللازمة وبالغزارة المطلوبة لتغطية مجمل المناطق على اختلاف ارتفاعاتها».

بئر باب سريجة

يتابع المهندس "يوسف" موضحاً العمل الدّاعم الذي تطلّب القيام به، قائلاً: «مع تفاقم مشكلة قلّة المياه في أوقات ذروة الاستهلاك، وخاصة بعد أن أصبحت دائمة في مناطق نهايات الشّبكة والبعيدة عن محطات الضّخ، وفي المناطق المرتفعة بحكم موقعها الطبوغرافي مثل "الشريبيشات"؛ تطلّب العمل المجدي لإيجاد حلول جذريّة، فبذلك ومع بداية العام الماضي بدأنا من جهة بعمل خطوط وصل في الشبكة بين النقاط الضّعيفة مع الأخرى القوية، ومن جهة أخرى توجّهنا تباعاً نحو حفر مجموعة من الآبار في مناطق ضعف الضّخ أو انعدامه، وقمنا بتزويد هذه الآبار بالتجهيزات اللازمة من معدّات تحلية وتنقية ومضخات وغيرها لتساعد في رفع ضغط ضخ المياه على الشّبكة الرّئيسة التي تتصل معها، وقد استطعنا بهذا العمل تحقيق ما أمكن من النّجاح الذي تلمسنا آثاره من خلال مقارنة بسيطة مع ما كان يردنا من طلبات التّزود بمياه الصّهاريج عنها في هذا العام، حيث إنها أصبحت شبه معدومة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما كان يردنا من شكاوى في العام الماضي عنها لهذا العام؛ حيث باتت لا تتعدى كونها ضمن مستوى الأعطال الفنيّة الفردية».

من الجدير ذكره، أنه منذ بداية عام 2015 إلى الآن وصل عدد الآبار التي حفرتها مديريّة مياه "عين الفيجة" في مدينة "دمشق" إلى سبع آبار توزعت على "الدّويلعة"، و"الشّريبشات"، و"قبر عاتكة"، و"السّمانة"، و"دفّ الشوك"، و"باب سريجة"، كما انتهت من دراسة ما يقارب عشر آبار، وهي قيد التّنفيذ هذا العام.

"علي سليمان"
المهندس "يوسف خياط"