في ظل المشكلات والأمراض والإزعاجات التي تسببها الصناعات الثقيلة في أحياء "دمشق"، أصبحنا بأمس الحاجة إلى وجود مناطق صناعية تساعد على تجاوز هذه المشكلات والاستفادة من المنطقة سياحياً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 نيسان 2015، "محمد شمبورة" أحد سكان حي "السادات"، فحدثنا بالقول: «أصبحت صناعة "القاظانات" في حي "السادات" تسبب مشكلات كثيرة نعاني منها باستمرار، بعد أن كان سوقاً للنحاسين وله أهمية كبيرة في تشجيع السياحة، والبيوت الدمشقية القديمة التي كانت تزيد المنطقة جمالية والتي أصبحت تستخدم كمحال لتصنيع "القاظانات" والخزانات، فأنا أسكن في هذه المنطقة منذ زمن، وهذه الصناعات خطرة على حياتنا بسبب أسطوانات الأوكسجين المتواجدة في أقبية الأبنية؛ التي تعد قنابل موقوتة مهددة بالانفجار في أي وقت، و"المكابس" و"المقصات" التي تزن أكثر من 20 طناً، والتي تؤثر في البناء وتسبب تشققات وتصدعات فيه، عدا تأثيرها براحتنا اليومية لما تسببه من أصوات مزعجة، وعدم تقيد الصناعيين بأوقات عمل محددة، إضافة إلى تلوث البيئة من الغازات، وإشغالهم للطرقات الذي يجعل وصول أي وسيلة نقل وخاصة الإسعاف والإطفاء صعباً».

من المشكلات التي تسببها أيضاً هذه الصناعات هي التأثير في الأطفال والطلاب، بسبب الأصوات المزعجة والمرعبة أحياناً، إضافة إلى الأمراض التي نعاني منها بسبب الروائح الصادرة عن هذه الصناعة، والحل برأيي إما أن تكون هذه المنطقة صناعية ويتم نقل السكان منها أو منطقة سكنية ويتم إجلاء الصناعيين ونقلهم إلى مكان بعيد عن السكن؛ فلا إمكانية لبقاء الوضع على ما هو عليه

ويتابع بالقول: «من المشكلات التي تسببها أيضاً هذه الصناعات هي التأثير في الأطفال والطلاب، بسبب الأصوات المزعجة والمرعبة أحياناً، إضافة إلى الأمراض التي نعاني منها بسبب الروائح الصادرة عن هذه الصناعة، والحل برأيي إما أن تكون هذه المنطقة صناعية ويتم نقل السكان منها أو منطقة سكنية ويتم إجلاء الصناعيين ونقلهم إلى مكان بعيد عن السكن؛ فلا إمكانية لبقاء الوضع على ما هو عليه».

محمد شمبورة

أما "راشد المفشي" أحد الصناعيين المتواجدين في حي "السادات"، فحدثنا قائلاً: «نحن متواجدون في هذا المكان منذ زمن، وسبب بقاؤنا هنا هو عدم دمجنا مع باقي الصناعات في المنطقة الصناعية التي أقيمت لكل الحرف، ولا يمكننا الاستغناء عن هذه الصناعة لعدم وجود بديل للدخل، وبسبب الأوضاع التي تمر بها "سورية" ازداد عدد الصناعيين المتواجدين حالياً في هذا الحي، ولا إمكانية للحل سوى أن يتعايش المواطن مع هذا الواقع أو إنشاء منطقة صناعية بعيدة عن السكان، إلا أن هذا يصعب تنفيذه في الوقت الحالي لعدم وجود مكان يتناسب مع ما تمر به بلدنا».

كما التقينا الأستاذ "بسام برسيك" مدير الترويج والسياحة في "دمشق"، فحدثنا قائلاً: «تعد منطقة حي "السادات" من المناطق الأثرية والسياحية المهمة لموقعها وسط العاصمة "دمشق"؛ فهي تبعد عن "المرجة" 500 متر، وعن قلعة "دمشق" 200 متر، ووجود البيوت الدمشقية وسوق النحاسين فيها كان يزيد من أهمية المنطقة ويغني السياحة ويجلب السياح، إلا أن متطلبات الحياة أدت إلى لجوء بعض المواطنين للقيام بمثل هذه الصناعات لتوفير الدخل المعيشي، على الرغم من تأثيرها السلبي في السياحة، والحل هو إنشاء تجمع خاص بهؤلاء الصناعيين بعيداً عن الأحياء السكنية والتراثية والسياحية، لكن حالياً هناك صعوبة في تنفيذ هذه الفكرة لأسباب عديدة».

بسام برسيك