تعد الحرف التقليدية بما تحمله من دلالات وقيم جمالية وحضارية من أهم الموروثات الشعبية التراثية، إذ تجمع هذه الصناعات بين الفن والأصالة والثقافة والجمال، ولهذا لابد من طرق لتوثيق هذا الإرث الثقافي المتجدد الذي يرافق كل عصر.

وللحديث عن طرق توثيق هذه الحرف، مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث والأستاذ "عماد أبو الفخر" بتاريخ 8/5/2013 إذ يقول: «لا شك أن هذه الحرف والصناعات التقليدية كانت ومازالت العنصر الأساسي وربما الأهم في تعميق دراسة التراث وما يحمله هذا التراث من قيم جمالية وفنية، ولعلها الركن الأساسي لقيم التراث بشقيه المادي وغير المادي لما يرافق هذه الحرف الفريدة من مهارات وابتكارات وإبداعات، ولهذا انصبت الجهود الدولية والمحلية لتوثيق هذا التراث بطرق متعددة واستطاعت بعض المجتمعات العربية وغيرها تخطي العقبات التي اعترضت مسيرة توثيق تراثها، وذلك بوضع استراتيجيات واضحة هادفة غايتها الأساسية دراسة واقع هذه الحرف وفق نظرة شمولية متفحصة لواقع حال كل حرفة وعامليها بالإضافة إلى الأدوات اليدوية التي تعد المحور الأساسي لعملية الإبداع الحرفي».

لا شك أن هذه الحرف والصناعات التقليدية كانت ومازالت العنصر الأساسي وربما الأهم في تعميق دراسة التراث وما يحمله هذا التراث من قيم جمالية وفنية، ولعلها الركن الأساسي لقيم التراث بشقيه المادي وغير المادي لما يرافق هذه الحرف الفريدة من مهارات وابتكارات وإبداعات، ولهذا انصبت الجهود الدولية والمحلية لتوثيق هذا التراث بطرق متعددة واستطاعت بعض المجتمعات العربية وغيرها تخطي العقبات التي اعترضت مسيرة توثيق تراثها، وذلك بوضع استراتيجيات واضحة هادفة غايتها الأساسية دراسة واقع هذه الحرف وفق نظرة شمولية متفحصة لواقع حال كل حرفة وعامليها بالإضافة إلى الأدوات اليدوية التي تعد المحور الأساسي لعملية الإبداع الحرفي

ويقول الباحث "محمد طربيه": «تعد الحرف والصناعات بمختلف أشكالها وأنواعها وبما تحمله من بعد ثقافي واجتماعي واقتصادي صورة الحياة التي يعيشها كل مجتمع، وهي عصارة الفن وجذوة الحياة وعبق التاريخ وقضية توثيق الحرف والصناعات التقليدية تركز بالدرجة الأولى على عدة نقاط أساسية تأتي في مقدمتها أهمية توثيق هذه الحرف التقليدية وواقعها، والهدف الأساسي من توثيقها وطرق توثيقها بالإضافة إلى دور الجهات الحكومية في دعم مسيرة توثيق الحرف التقليدية ومساهمة المجتمع المدني والمنظمات الشعبية في دعم ذلك، وهنا تكمن أيضاً أهمية توثيق الحرفيين المبدعين وأدواتهم وأدوارهم من خلال متابعة مسيرة عملهم، وإن تكريمهم يعد من الركائز الأساسية الداعمة لعملية التوثيق.

عماد أبو فخر

وكذلك أدت الأشكال والرسوم المستخدمة في الصناعات الحرفية وظائف في هذه الصناعات ولهذا تحتاج أيضاً للتوثيق والحماية والصون بالإضافة لما يرافق هذه المهارات والأعمال من مقاطع غنائية وحكم وأمثال وحكايات وغير ذلك.

وختاماً نستطيع القول إن الصون والحماية مقدمة أساسية لعملية التوثيق التي تعدّ حاجة ملحة لحماية تراث الشعوب من الاندثار والضياع».

محمد طربيه.

ويتحدث الباحث "محمد السموري" عن قاعدة بيانات لحفظ هذا التراث إذ يقول: «إن المواضيع التي يتم جمعها من قبل الباحثين والمهتمين في التراث الشعبي كثيرة جداً ومتنوعة تتفرق في الكتب والمقالات أو في أعمال المؤتمرات العلمية أو الندوات الفرعية والمركزية وهي تحتاج إلى توثيق ومتابعة وحفظ لكن جميعها أو بعضها على الأقل يذهب أدراج الرياح رغم كل الجهود، ومع ذلك لم يتم التعرف عليها من قبل العاملين في هذا المجال فضلاً عن المهتمين ما كان سبباً في هدر الجهود التي بذلت في هذا المجال وقد سبب عدم التنسيق والتكامل لدى لجان الجمع إلى تناقضات وتباينات كثيرة وتكرار للموضوعات وهدر للجهد والوقت دون طائل.

لذا تبرز الحاجة إلى وسيلة عملية لحفظ هذه الجهود والإنجازات القيمة للمشتغلين في مجال التراث الشعبي وتتجلى هذه الوسيلة بتأسيس قاعدة بيانات متخصصة تتبناها وزارة الثقافة تنشر على شبكة الانترنت لتتيح لكل مهتم الاطلاع عليها والمساهمة في إغنائها وتخصيص مديريات الثقافة في المحافظات بقاعدة بيانات محلية ترتبط بقاعدة البيانات المركزية في مديرية التراث الشعبي عن طريق الشبكة ما يتيح للجان جمع التراث في المديريات تزويد المركز بما لديهم من مواد بواسطة الاتصال الإلكتروني مع الوزارة أو الجهة المختصة ومن ثم يصار إلى توفيرها للباحثين من أجل الدراسات اللازمة، كما تساهم هذه العملية بتوفير بيبلوغرافيا وطنية للباحثين ولجان الجمع والمهتمين وحملة التراث، وفي النهاية الوصول إلى تأسيس السجل الوطني للتراث الثقافي المادي وغير المادي في سورية الذي هو حصيلة منطقية لجميع هذه الجهود والنتائج».

الجدير بالذكر أن قاعدة البيانات مجموعة منظمة من البيانات المرتبطة ببعضها بعضاً منطقياً تصمم عادة لتحقيق احتياجات المعلومات لمستخدمين متعددين في المنظومة، وقواعد البيانات من الممكن أن تكون في صيغة ورقية أو موجودة على الحاسب في صيغة بيانات إلكترونية ومن المهم معرفة البرنامج الذي يستخدم نظام التخزين واستعادة البيانات مثل برنامج "ACCESS" الذي هو أساس قواعد البيانات على الحاسب.