انطلقت حملة وطنية لأجل ترشيد استهلاك الكهرباء ورافقتها حملة إعلامية واسعة النطاق.. ولكن ما هي المبادئ الأساسية لزرع "ثقافة الترشيد"؟ وهل يحقق ذلك فائدة مالية وتقنية لأجل الشبكة الكهربائية؟ وماذا يدفعنا لتنفيذ نصائح الوزارة في هذا المجال؟

"eSyria" استطلعت آراء عدد من المختصين والمعنيين والمواطنين بتاريخ 29/12/2011 وكان أبرز المحاور:

قام المركز بحساب المنحنى البياني لاستهلاك الكهرباء بين الشوطين لإحدى المباريات الأكثر أهمية، فالمنحني البياني الخاص بالاستهلاك ارتفع نتيجة قيام الناس بإشعال الأضواء وتسخين الشراب وتشغيل "الغسالات" وسوى ذلك!.. وهذا ما نتحدّث عنه في الوعي لأهمية الترشيد ولو على أقل المستويات. كما أقيمت في "تونس" منذ بضعة سنوات حملة لإطفاء "لمبة واحدة" في كل بيت، وقد تم الحشد لها إعلامياً على مدار أشهر طوال، وفي لحظة إطفاء جميع الناس لهذه اللمبة عُرض على التلفزيون الرسمي المنحنى البياني للأحمال وكيف انحدر في اللحظة المتفق عليها.. وهذا على مستوى لمبة واحدة! .. وعلينا أن نعي أهمية هذا الأمر

- الترشيد "ثقافة" أولاً:

تذهب الخبيرة في الشؤون الإجتماعية "وئام خير بك" للقول بأن: «التفكير الإيجابي يأتي بالمرتبة الأولى في عملية الترشيد، فإن كان عندي تصوّر مسبق أن المجتمع لا يهتم بالتفاصيل المتعلقة بتخفيف الاستهلاك وإطفاء الأنوار الإضافية؛ فبالطبع لن أقوم بذلك منطقيا.. إذاً علينا أن نعتاد على فعل الصواب حتى وإن كنا الوحيدين الذي نقوم به، ثم سنجد أن الجميع يشاركنا تلك الممارسة الصحية.

المهندسة "لينة الزعبي"

وهناك مبدأ رئيسي للالتزام بالترشيد أو أي "عادة" أخرى هو التربية للصغار، حتى تصبح الممارسة المستهدفة "متأصّلة" لدى الأفراد، أما الكبار فهناك أمور أخرى تدفعهم كالهمّ الوطني في حال الأزمات، والشعور بعموم المسؤولية عن انقطاع التيار أو بمعنى آخر: الخوف من زيادة الأحمال على الشبكة كي لا تنقطع التغذية عن الجميع! ثم لتكون الفاتورة عامل الضغط الأكثر قسرية ودافعا للترشيد لا يقل أهمية عن كل ما ذُكر.

في الحديث عن ثقافة المجتمع يرى السيد "أنيس الجوابر" –مواطن- أن الترشيد عادة تربّى عليها الأفراد منذ الصغر وخاصة في البيئة السورية ويقول: «منذ أن كنّا صغارا اعتدنا على "اطفئ الضوء خلفك"، "من ترك التلفاز مشغّلا وذهب؟"، مما خلق ثقافة عامة بأن الإسراف ممنوع ومحرّم ويؤدي إلى الخسارة، فهذه الحملة إنما تعمّق الثقافة الموجودة أصلا لدى الناس؛ وفي اعتقادي لا يمكن خلق عادات جديدة لدى الكبار بل نحن نعرّف الشباب بها قبل أن يعتادوا على عكس ذلك..».

من شعارات حملة الترشيد

  • المواطن هو الأقدر على خفض الاستهلاك:
  • المهندسة "لينة الزعبي" –مديرة المعلوماتية في مؤسسة التوليد ونقل الطاقة الكهربائية- أوضحت أن الغاية من الحملة الوطنية هي تمكين ثقافة الترشيد لدى المواطن؛ وقالت: «الترشيد ليس فقط في الكهرباء بل في كل مناحي الحياة.. إن أكثر الشعوب ترشيدا هم الشعوب الأمريكية والأوروبية، وأول تجربة لـ "حملة ترشيد" كانت في العام /1977/ من عمل "ماري لويز فيتالي" بمقاطعة "لويزيانا" بالولايات المتحدة الأمريكية وامتدت لستة أشهر، حيث تم قياس الاستهلاك المنزلي بين عام وعام وانخفض بمقدار /30 %/، فإذا انخفض الاستهلاك عندنا بنسبة أقل بكثير سيعود الترشيد ماديا على موارد البلد وعلى الشبكة أيضا.

    معاً لترشيد الطاقة

    عندما نتحدّث عن تخفيض الاستهلاك المنزلي فنقصد ألا تستخدم سيدة المنزل "الغسالة، والماكروويف، وتفتح البرادات في آن معاً بل عليها تخفيض استهلاكها إلى الحد الأدنى وخاصة في فترة الذروة كي لا تزيد الأحمال الكهربائية على الشبكة وينقطع التيار، إن قناعتنا بالحملة هي العامل الأهم بنجاحها ويجب أن تتضافر جهود العائلة بالأم والأب وأيضا الإعلام وجميع القطاعات التي يمكن أن تساهم».

    * تجارب عالمية:

    يتحدّث موظّف من "وزارة الكهرباء" عن زيارته لمركز التنسيق في "اسكتلندا" حيث يتم قياس سلوك المستهلك لتحديد فترات الذروة، وقياس حجم الأحمال على الشبكة، ويقول: «قام المركز بحساب المنحنى البياني لاستهلاك الكهرباء بين الشوطين لإحدى المباريات الأكثر أهمية، فالمنحني البياني الخاص بالاستهلاك ارتفع نتيجة قيام الناس بإشعال الأضواء وتسخين الشراب وتشغيل "الغسالات" وسوى ذلك!.. وهذا ما نتحدّث عنه في الوعي لأهمية الترشيد ولو على أقل المستويات.

    كما أقيمت في "تونس" منذ بضعة سنوات حملة لإطفاء "لمبة واحدة" في كل بيت، وقد تم الحشد لها إعلامياً على مدار أشهر طوال، وفي لحظة إطفاء جميع الناس لهذه اللمبة عُرض على التلفزيون الرسمي المنحنى البياني للأحمال وكيف انحدر في اللحظة المتفق عليها.. وهذا على مستوى لمبة واحدة! .. وعلينا أن نعي أهمية هذا الأمر».

    يشار إلى أن الحملة هي عبارة عن برنامج شامل ومستمر وقائم على مدار العام لا يرتبط بأي مدة زمنية، وتعمل وزارة الكهرباء على تنفيذه من خلال فعاليات ونشاطات دورية يجري إطلاقها تتابعاً في كافة المفاصل.‏