صيف استثنائي تعيشه "دمشق" إلى جانب باقي المحافظات السورية، شعاره التقنين في الطاقة الكهربائية، ما جعله الحديث اليومي، يحمل الكثير من التساؤلات حول ضرورة هذا الإجراء والآلية العشوائية التي انطلق بها حتى انتظم في جدول يحدد ساعات التقنين تبعاً للمنطقة، مترافقاً بتصريحات من الجهات المعنية عن سبب هذا الإجراء الذي يجب أن يترافق بوعي استهلاكي لتجاوز الأزمة الكهربائية الحالية التي تعيشها "سورية".

فريق استطلاع eSyria تجوّل في أسواق "دمشق" لينقل وجهة نظر المواطن بهذا الإجراء، ويقف على مدى انتشار ثقافة استهلاك تنمُّ عن مسؤولية نادى بها الكثيرون.

أرى بأن غياب الوعي الاستهلاكي وغياب الشفافية بوضع الطاقة بالبلد تحمل المواطن والحكومة مسؤولية ما يجري وأعتقد أنه لا بد من حلول سريعة كي تكون هذه المرحلة مؤقتة وهذا الصيف استثنائياً

حيث شاركتنا "راما ابراهيم" وجهة نظرها بالحل: «أعتقد أنه كان لابد من ندوات توعية توضح الموضوع بتفاصيله، وتطرح التقنين كحلٍّ وحيد لهذه الأزمة كي لا يفرض الموضوع فرضاً بطريقة سببت الكثير من المشاكل في بداية الأمر، حتى استطعنا التأقلم مع ساعات التقنين وترتيب برنامجنا اليومي على هذا الأساس».

محاولة تأقلم في السوق

وحمّل "علاء حنتوش" المواطن جزءاً من المسؤولية: «ربما يتحمل المواطن جزءاً من المسؤولية، حيث ساد مؤخراً نمط استهلاكي جديد فرضته متغيرات ومستلزمات الحياة، ولكن لا بد من أخذ الإجراءات الوقائية كإحداث المزيد من محطات التوليد، كي لانصل إلى هذه المرحلة التي سادها الكثير من المشاكل والرفض وتبادل الاتهامات».

في حين أيد "بسام القلاع" خيار التقنين: «حسب اطلاعي على ماهية الموضوع فإني أجد أنه كان الخيار الوحيد أمام الحكومة في ظل ارتفاع استهلاك الطاقة وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ولكن اعتراضي فقط على فقدان المرحلة التمهيدية وحملات التوعية التي كانت ستخفف من عبء الموضوع وتجعل المواطن شريكاً بالحل».

الاستطلاع على ضوء الشموع

واعترض "سعيد عطية": «لا أعتقد بأن الأزمة كانت مفاجئة أو طارئة، بل كثر الحديث عن الحاجة إلى المزيد من موارد الطاقة منذ سنوات، لذلك أرى أن الحكومة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية وهذا لا يعفي المواطن من مسؤوليته المتمثلة بقلة الوعي خاصةً بنوعية الأدوات الكهربائية التي يشتريها والمنتشرة في السوق مؤخراً والتي توصف بأنها مستهلك شره للطاقة».

وتمنت "ليلى كيكي" أن تكون مرحلة التقنين مؤقتة: «أرى بأن غياب الوعي الاستهلاكي وغياب الشفافية بوضع الطاقة بالبلد تحمل المواطن والحكومة مسؤولية ما يجري وأعتقد أنه لا بد من حلول سريعة كي تكون هذه المرحلة مؤقتة وهذا الصيف استثنائياً» .

المولدات كبديل

فيما رأت "سلوى أزرق" في التقنين تجربة تنمي وعي المواطن وتحدد نمطه الاستهلاكي: «لمست وبتجربتي الخاصة بأن التقنين جعل المواطن يشعر بخطورة الوضع وجعله أكثر حذراً في استهلاك الكهرباء محاولاً تخفيف الضغط على الشبكة أملاً بساعات تقنين أقل، حتى سادت ثقافة خاصة مفادها تخفيض معدل الاستهلاك اليومي وترتيب الأولويات وفق برنامج التقنين».

وعتب "ربيع مهاوش" على الحكومة لعدم قيامها بحملات تمهيدية أكثر: «أرى بأن المواطن سلّم جدلاً بأن هذا الخيار لا مفر منه لتجاوز الأزمة، ولكن كان على الحكومة أن تعلن عن خططها وتشارك المواطن في الإجراءات المستقبلية التي ستقوم بها مدعومة بنشر ثقافة استهلاك إيجابي لنخرج بأقل الخسائر الممكنة».

يبدو أن التجربة الحالية جعلت كل منا يعيد النظر بسلوكه الاستهلاكي محاولاً المساعدة بالجزء الخاص به، محملاً نفسه جزءاً من المسؤولية مطالباً المعنيين بالسعي لإيجاد الحلول الكفيلة بإنهاء هذه المرحلة التي يأمل الجميع بأن تكون مؤقتة ولا تصبح نمطاً صيفياً تعيشه "سورية".