احترام حقوق الإنسان والمساواة أمام القانون، ومكافحة مختلف أشكال التمييز الذي يمارس ضد المرأة، من أبرز الأسس التي قامت عليها حضارتنا وثقافتنا العربية، من هنا فإن الجرائم التي ترتكب باسم الشرف بعيدة كل البعد عن موروثنا وأخلاقنا، مع العلم أن هذه الجرائم لا تقتصر على الدول العربية أو الإسلامية وليست حكراً على فئة مجتمعية دون أخرى، وإنما تنتشر في دول العالم أجمع حتى أنها تكثر في دول أميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية حسب تقارير صادرة عن منظمات حقوقية.

الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع وزارتي الأوقاف والعدل تسعى إلى معالجة هذه المشكلة ودراسة أسبابها للوصول إلى حلول جذرية تحفظ المجتمع وأفراده، وفي هذا الإطار أقامت الهيئة يوم الثلاثاء 13/10/2008 الملتقى الوطني حول جرائم الشرف.

جرائم الشرف تعتبر من أخطر أنواع العنف الذي يمارس على نسائنا في المجتمع، ويأتي هذا الملتقى في محاولة لإيجاد حلول جذرية لمعالجة المشكلة، وهو نقلة نوعية يسهم في نشر التوعية بما فيه خير المجتمع وأفراده وإعلاء سيادة القانون

eSyria حضر الملتقى الذي تحدث في افتتاحه عدد من المسؤولين ورجال الدين، وحول معالجة جرائم الشرف من الناحية الشرعية وإيجاد الحلول المناسبة للحد منها، وكانت لنا في ختام فعاليات اليوم الأول من الملتقى اللقاءات التالية:

الشيخ غزال غزال

المهندسة "سيرا أستور" رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة، ولمعرفة الأهداف التي تسعى إليها الهيئة خلال انعقاد هذا الملتقى، قالت في حديث خاص لموقع "eSyria": «جرائم الشرف تعتبر من أخطر أنواع العنف الذي يمارس على نسائنا في المجتمع، ويأتي هذا الملتقى في محاولة لإيجاد حلول جذرية لمعالجة المشكلة، وهو نقلة نوعية يسهم في نشر التوعية بما فيه خير المجتمع وأفراده وإعلاء سيادة القانون».

من خلال عمل الهيئة ما هي التصورات التي ستطرح لإيجاد الحلول المناسبة، تابعت تقول: «رغم كل المتغيرات التي طرأت على المجتمع إلا أن بعض النصوص القانونية مازالت على حالها، ونحن نحاول في الهيئة الحفاظ على تماسك الأسرة من خلال نشر التوعية بين أفرادها، كما أن الملتقى سيؤدي إلى تطوير قوانين تزيد من وحدة تماسك الأسرة، إلا أن الحل لن يأتي من خلال القانون وحده، لذا لا بد لنا من العمل على عدة محاور تبدأ بتعديل القوانين بالإضافة إلى التوعية والتثقيف الاجتماعي الذي تتشارك فيه المنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية، حتى نتمكن من الوصول إلى أبعد نقطة في التوعية من مخاطر هذا النوع من الجرائم».

جانب من الحضور

أما مفتي الجمهورية الدكتور "أحمد بدر الدين حسون" فيرى خلال حوارنا معه أن العمل الجماعي والتوعية الأخلاقية هي السبيل للحد من هذه المشكلة، يقول: «حتى نتمكن من إيجاد حلول نهائية لهذه المشكلة علينا أن نعمل بشكل جماعي ضمن حملة اجتماعية متكاملة، كما علينا أن نوحد الجهود للوقوف أمام من يخترق القانون، ومكافحة بعض هذه الظواهر الموجودة في جميع المجتمعات بهدف القضاء عليها، عن طريق نشر الوعي والعلم والإيمان والقيم الروحية والثقافية، القانون السوري مصدره الرئيسي الفقه الإسلامي وأخذ من مصادر أخرى جديدة، لذلك في قضية جرائم الشرف يتكامل الفكر القانوني والشرعي فيها، ونحن نسعى إلى التعاون في هذا المجال مع وزارة العدل لتطوير الفكر القانوني حتى يتوافق مع المنهج العقائدي».

تجدر الإشارة إلى أن حفل افتتاح الملتقى الذي تستمر فعالياته لثلاثة أيام في فندق الشام "بدمشق"،حضره الدكتورة "ديالا الحج عارف" وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، الدكتور "محمد عبد الستار السيد" وزير الأوقاف، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، وحشد من رجال الدين والقانون وناشطون في مجال حقوق الإنسان.

م. سيرا استور برفقة مفتي الجمهورية