ما حققته برامج التعاون العلمي المشترك بين مراكز البحوث العلمية الزراعية في سورية من جهة، والمؤسسات ومراكز البحوث الزراعية الدولية والإقليمية العاملة في المنطقة من نتائج جيدة من جهة أخرى، والتي انعكست بشكل إيجابي على الزراعة والإنتاج الزراعي في سورية وأثمرت عن استنباط أعداد كبيرة من الأصول الوراثية التي حققت زيادة كبيرة في الإنتاج ووفراً ملحوظاً في المساحة المزروعة في ظل تعرض المنطقة لموجة جفاف حادة وغير مسبوقة، كانت من أهم محاور النقاش والإشادة في المؤتمر الحادي عشر لاتحاد مؤسسات البحوث الزراعية في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا "آرينينا" الذي عقد في فندق شيراتون "معرة صيدنايا".

والسؤال ما هي الأهداف المرجوة من عقد المؤتمر، كانت محور اللقاءات التي أجراها موقع eSyria بتاريخ /12/10/2008 مع أبرز المشاركين والمنظمين للمؤتمر:

يعتبر المؤتمر الحادي عشر لاتحاد "آرنينا" حدثاً مميزاً في "دمشق" خلال الفترة من (12-14) من تشرين الأول وما يميز هذا المؤتمر هو عدد الهيئات والمراكز البحثية الوطنية والإقليمية المشاركة حيث تبلغ (23) مركزاً ومعهداً بحثياً تمثل (21) دولة عضو بالاتحاد بالإضافة إلى ما يقارب (18) مركزاً دولياً وصناديق مانحة كحضور لفعاليات المؤتمر

(6.5) طن قطن في الهكتار

الدكتور "محمد وليد الطويل" مدير عام الهيئة العامة للبحوث الزراعية قال: «تشارك وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والهيئة العامة للبحوث الزراعية، اتحاد "آرينينا" في تنظيم هذا المؤتمر المتعلق بالبحوث الزراعية على مستوى العالم وبشكل خاص في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وغرب آسيا حيث تم مناقشة أوراق عمل مكثفة تناولت عدة محاور أهمها: وضع أولويات البحوث الزراعية في العالم وفي هذه المنطقة بالذات في ضوء التغيرات المناخية العالمية، والتغيرات الاقتصادية العالمية الكبيرة الحاصلة في مجال الزراعة، وارتفاع أسعار السلع الزراعية وعدم استقرارها، وفي ضوء الأزمة المالية العالمية، كما تم بحث مواضيع مختلفة منها: إنشاء شبكات البحوث الزراعية في مجال تقانات الري الحديث، ومجال الأصول الوراثية النباتية، وكيفية الاستفادة من النباتات الطبية والعطرية».

د.محمد وليد الطويل

وأشار الدكتور "محمد وليد الطويل" في حديثه إلى التطور الكبير الذي حققته سورية في البحوث الزراعية حيث أكد أنه وبالرغم من الظروف المناخية الذي لم تشهده سورية منذ (40) عاماً استطاعت سورية أن تحقق إنتاجية عالية في وحدة المساحة، حيث تدل المؤشرات أن إنتاجية بعض الفلاحين لهذا الموسم من القطن تجاوزت الـ ( 6.5) طن في الهكتار الواحد.

حدث مميز

الدكتور "أحمد بكري" مدير "آرينينا" قال: «يعتبر المؤتمر الحادي عشر لاتحاد "آرنينا" حدثاً مميزاً في "دمشق" خلال الفترة من (12-14) من تشرين الأول وما يميز هذا المؤتمر هو عدد الهيئات والمراكز البحثية الوطنية والإقليمية المشاركة حيث تبلغ (23) مركزاً ومعهداً بحثياً تمثل (21) دولة عضو بالاتحاد بالإضافة إلى ما يقارب (18) مركزاً دولياً وصناديق مانحة كحضور لفعاليات المؤتمر».

د.أحمد البكري

وأضاف الدكتور "بكري": «الهدف من المؤتمر هو مناقشة العديد من الأمور التي تهم الجوانب الدولية والإقليمية للقطاع الزراعي بما فيها الجوانب البحثية ومن أهمها الأمن الغذائي ودور المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية الدولية بما فيها "إيكاردا" ودور المنبر العالمي للبحوث الزراعية المعروف بالـ "جفار" وأهميته في دعم "آرينينا" لخدمة المراكز البحثية الوطنية في الدول الأعضاء».

وأمل الدكتور "بكري" أن تخرج المناقشات والمداولات بإضافة نوعية للمشاركين وللمراكز البحثية الوطنية في الدول الأعضاء.

د.عادل بلتاجي

التكامل المعرفي ضرورة ملحة

الدكتور "عادل البلتاجي" رئيس المحفل العالمي للبحوث الزراعية قال: «نعتقد أنه بدون الربط بين نتائج مؤسسات البحث العلمي بإقليم معين وحدوث تكامل ومشاركة معرفية، واختصار الوقت للوصول بالنتائج للمزارعين، لن نصل إلى نتائج سريعة لتحقيق الأهداف المرجوة من التنمية الزراعية، وتتحقق بوجود ناتج معرفي محلي أو إقليمي أو دولي، وجعل هذا الناتج متاحاً للمزارعين والمنتجين في المناطق الريفية لتحسين دخلهم وتحسين مستوى المعيشة».

التعاون لمواجهة التحديات

الدكتور "محمود الصولح" مدير عام "إيكاردا" قال: «يأتي هذا المؤتمر في وقت هام تواجه فيه منطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا الكثير من التحديات وأهمها التغير المناخي والأسعار المتصاعدة للمحاصيل الغذائية الرئيسية، وما حصل في العام الماضي بالنسبة لموضوع الجفاف هو أكبر حافز على أهمية التعاون فيما بين مراكز البحوث الوطنية والإقليمية والدولية حيث كان الجفاف في العام الماضي من أسوأ المواسم الإنتاجية خلال (40) عام، وإنتاجية المحاصيل انخفضت (50%- 60%)، ولهذا فإن التعاون فيما بين المراكز البحثية الزراعية هام جداً لدعم البحث العلمي الزراعي لمقاومة الجفاف، ومن أجل زيادة الإنتاج عن طريق استنباط أصناف جديدة من البذور ذات مردودية عالية، ومقاومة للأمراض والآفات المختلفة».

وأضاف الدكتور"الصولح": «كلنا يعلم أهمية ترشيد استعمالات المياه وكما نعلم أيضاً أن المياه أساسية بالنسبة للمناطق الجافة، وهنا أود أن أنوه أن الحكومة السورية استطاعت التعامل بذكاء مع مشكلة الجفاف حين قامت بمشروع مياه الفرات والذي وصل تقريباً إلى محافظة "حلب"، وهذا سيحل مشكلة الجفاف عن طريق الري التكميلي وبنفس الوقت سوف يحافظ إلى حد ما على المياه الجوفية لأنها تنضب بسرعة رهيبة إذا لم يكن هناك مصدر آخر للمياه ولذلك نعتبر الري التكميلي من التكنولوجيا المهمة من أجل مقاومة الجفاف بالإضافة إلى استنباط أصناف مقاومة الجفاف».

اعتماد البحث الجماعي

الدكتور"عبدالله بن يحيى طاهر" رأى أن مواجهة التحديات التي تواجه النظم القومية في استنباط ونقل المعارف والتكنولوجيا الملائمة للمزارعين، يتم من خلال تنسيق البحوث فيما بين مختلف المؤسسات البحثية على المستوى القطري والإقليمي، ولكي يتحقق ذلك لابد أن يتحول نظام استنباط التقنيات من أسلوب البحث الفردي إلى أسلوب البحث الجماعي، كنظام تنموي تنافسي، ونموذج تجاري للتقنيات، كما لابد من تطوير النمو في القطاع الزراعي، من اعتماده على الموارد والمدخلات، إلى نمو مدفوع بالمعارف والعلوم، وفي نطاق هذا التحول – يضيف الدكتور"طاهر" يمكن أن يلعب تدفق المعارف والابتكارات دوراً جوهرياً، لكونها أسلوباً فعالاً لترويج مبدأ الاستدامة وتحقيق التنافسية.

أخيراً:

هذا ويشارك في المؤتمر الحادي عشر ما بين /12-14/10/2008/ ستون باحثاً من كل من مصر والأردن والإمارات والعراق وعمان وقبرص وإسبانيا ولبنان والجزائر وكندا وبلجيكا واليمن وإيطاليا وفرنسا وليبيا والمغرب وتونس والسعودية والباكستان وإيران وفلسطين إضافة إلى عدد من مديري وممثلي مراكز البحوث والمؤسسات الزراعية العربية والدولية.