ينقضي العيد تاركا فينا سعادة وفرحا ومودة ومذكراً بلقاء متجدد من كل عام، تلك الابتسامة الصادقة البريئة يحملها العيد معه ليرسمها على شفاه الأطفال، وأجمل ما في العيد تلك السعادة التي ندخلها على قلوب الأطفال والذين يملؤون أيام العيد فرحاً ومحبة، إلا أن أيام العيد الجميلة يعكر صفوها بعض المظاهر والممارسات السلبية التي تفسد فرحة العيد وبهجته وتحوله إلى قلق وحزن.

ومن هذه المنغصات انتشار ظاهرة المفرقعات والألعاب النارية التي يتفنن صانعوها باختراع أشكال وأنواع مختلفة منها، فيقبل الأطفال على شرائها ويقدمون على اللعب به ما يؤدي تعريض أنفسهم ومن حولهم للأذى.

تعد ظاهرة الخيول التي نراها منتشرة في فترة الأعياد من التقليعات الجديدة التي أطلقها بعض الأشخاص لتحقيق أرباح مادية، وذلك من خلال استخدام الخيول ليركب عليها الأطفال والمراهقون والذين يعرضون حياتهم للخطر لجهلهم وعدم درايتهم بركوبها والتعامل معها

وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقينا مع أستاذ علم النفس والمرشد التربوي "سعيد النحال" 4/10/2008 الذي تحدث لنا عن هذه الظواهر قائلاً: «يتعرض الأطفال في الأعياد والمناسبات إلى الحروق والتشوهات وفي بعض الأحيان إلى العاهات الدائمة نتيجة اللعب بالمفرقعات والألعاب النارية المؤذية، ولا يقتصر ضرر المفرقعات على الأذى الجسدي بل يصل الأمر إلى تأثيرات نفسية للطفل وذويه في نفس الوقت، حيث تتحول الفرحة بالعيد إلى قلق وترقب لما ينتج عن هذه الحوادث من إصابات وأضرار، إضافة إلى النفقات المادية الكبيرة من خلال شراء هذه الألعاب النارية لارتفاع أسعارها ما يؤثر على مصروف الأطفال، والسبب في ذلك أن هذه الألعاب يتم الحصول عليها وبيعها بطرق غير شرعية وعبر التهريب والتستر ما يؤدي إلى رفع أسعارها من قبل التجار بدرجة كبيرة».

ظاهرة ركوب الخيل في يبرود

وأضاف: «إضافة إلى ظاهرة الألعاب النارية فإن هناك ظاهرة أخرى بدأت تلقى رواجاً وانتشارا بين الأطفال خاصة في المناطق الريفية، وهي قيام بعض الأشخاص باستغلال هذه المناسبة لتأجير الدراجات النارية للأطفال الصغار، دون مراعاة لسنهم وقدرتهم على التحكم فيها وقيادتها، هذه الأعمال من المحتمل أن تعرض الأطفال إلى حوادث خطيرة ومؤلمة لمجرد تحقيق بعض المكاسب المادية في هذه المناسبات».

وتحدث عن خطورة الأطعمة والمشروبات غير الصحية في فترة العيد قائلاً: «يعد انتشار الباعة الجوالون الذين يقدمون الأطعمة والمشروبات بشكل غير صحي من الظواهر الخطيرة التي تنتشر في أيام الأعياد، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى تعرض الأطفال إلى حالات التسمم والأمراض الصحية الأخرى التي تستدعي دخول المشافي والعيادات الطبية، حيث أن هذه المواد لا تخضع إلى أي رقابة سواء كانت تموينية أو صحية، ورغم التحذيرات المستمرة من الوسائل الإعلامية والجهات الصحية بضرورة تجنب الباعة الذين لا يلتزمون بالمعايير الصحية، إلا أن جهل الأطفال بخطورة تلك المواد وجشع الباعة في تحقيق أرباح ليست مشروعة يؤدي إلى حالات مؤلمة تحول الفرح إلى أحزان».

حول انتشار ظاهرة الخيول في مدينة "يبرود" أضاف: «تعد ظاهرة الخيول التي نراها منتشرة في فترة الأعياد من التقليعات الجديدة التي أطلقها بعض الأشخاص لتحقيق أرباح مادية، وذلك من خلال استخدام الخيول ليركب عليها الأطفال والمراهقون والذين يعرضون حياتهم للخطر لجهلهم وعدم درايتهم بركوبها والتعامل معها».

الحلول المقترحة للحد من الظواهر السلبية قال: «من المفترض أن تمارس الجهات الرقابية المختلفة دوراً أكبر في الحد من هذه الظواهر، من خلال تسيير دوريات دائمة خاصة في المناطق الريفية، كما أن وسائل الإعلام تلعب دورا هاما في ذلك عبر تعريف الأهالي بخطورة هذه الظواهر وضرورة مراقبة الأطفال خلال هذه الفترة للحد من تأثيرها، أخيراً فإنه من الضروري إيجاد الحلول اللازمة لإيقاف استيراد المفرقعات والألعاب النارية المؤذية».