«يعتبر العمل التطوعي ركيزةً أساسية في بناء المجتمع ووحدته وتماسكه والعمل التطوعي المؤسساتي هو أكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع وفي بلدنا مؤسسات متعددة وجمعيات أهلية متنوعة تساهم في أعمال تطوعية كثيرة خدمةً للمجتمع منها جمعيات أهلية وصحية واجتماعية وبيئية وثقافية وبرامج للرعاية الصحية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، هذا ما أولته جمعية تنظيم الأسرة السورية الاهتمام الكبير لتطوير مفهوم التطوع وتوسيع قاعدته خاصة بين الشباب انطلاقا من أن الشباب هم عماد الموارد البشرية المنتجة المتحمسة والأكثر تحسساً لمشكلات المجتمع وهم الأكثر قدرة على أداء العمل التطوعي ورفع مستواه، حيث يقوم أعضاء جمعية تنظيم الأسرة بترسيخ تلك المفاهيم والعمل على نشرها في أوسع نطاق بين صفوف المجتمع».

هذا ما تحدث به الأستاذ "صميم الشريف" رئيس جمعية تنظيم الأسرة السورية لموقع eSyria بتاريخ 3/9/2008 وتابع يقول: «ولدى الجمعية لجنة للتطوع برئاسة السيدة "أقبال حامد" وهي نشيطة ومجتهدة في إيجاد عناصر متطوعة، لأنها قادرة على نشر مفهوم التطوع بين صفوف الشباب، لجعل التطوع ثقافة لديهم، وهي تقيم العديد من النشاطات في فرع السويداء لكونها ترأس الفرع».

ولدى الجمعية لجنة للتطوع برئاسة السيدة "أقبال حامد" وهي نشيطة ومجتهدة في إيجاد عناصر متطوعة، لأنها قادرة على نشر مفهوم التطوع بين صفوف الشباب، لجعل التطوع ثقافة لديهم، وهي تقيم العديد من النشاطات في فرع السويداء لكونها ترأس الفرع

موقع eSyria التقى السيدة "أقبال حامد" عضو مجلس إدارة جمعية تنظيم الأسرة السورية- رئيسة لجنة التطوع- رئيسة فرع جمعية تنظيم الأسرة السورية في محافظة السويداء، وأجرى معها الحوار التالي:

رئيس جمعية تنظيم الأسرة السورية

  • ما تعريف المتطوع؟...ولماذا التطوع؟
  • ** المتطوع، بإيجاز بسيط: هو الشخص الذي يهب وقته وتفكيره لخدمة قضية جديرة بالاعتبار، والمؤمن بأن الأفراد يستطيعون القيام بالتغيير، لأن المتطوعون يعملون كفريق عمل واحد يجمعهم الهدف المشترك ألا وهو خدمة المجتمع .

    السيدة اقبال مع أحد المتطوعين

    أما لماذا التطوع: فلأنه يعني قيام شخص ما متطوعاً وبرغبة شخصية منه بتقديم جهده أو ماله أو وقته للقيام بعمل فيه نفع للشأن العام وفي مجالات عديدة من مناحي الحياة، فالتطوع ظاهرة إنسانية تأخذ شكلاً متقدماً من أشكال السلوك الاجتماعي الإنساني، لأن منبعه إيمان الإنسان الحر بأرضه وحبه لها وحماسه الشديد في تحقيق الفائدة المرجوة والتي يسعى لتنميتها ويراها من ضرورات المجتمع، ومما لا شك فيه أن التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع لإنجاز أعمالٍ تطوعية تكون نتائجها كبيرة ومردودها أفضل، ويتلخص وجوده بالمسائل التالية:

    مساعدة المجتمعات المهمشة، والتعرف أكثر على المجتمعات المحلية، العمل مع أشخاص مميزين والاجتماع معهم.

    ورشة للشباب فرع السويداء

  • ما تاريخ التطوع وأهميته لجعله أحد أهم أهداف الجمعية بشكل عام؟
  • ** تاريخياً هناك تراث عريق يكسبنا الاعتزاز باعتمادنا على المتطوعين الذين يمتلكون القدرة على عون الآخرين ومجابهة المشكلات، فمنذ وجد الإنسان على هذا الكون لازمه التطوع لأنه حاجة إنسانية مرتبطة بوجوده، لذا يعود تاريخ التطوع إلى بدايات الوجود الإنساني، فالحاجة الإنسانية المشتركة بين الناس تحتم عليهم أن تكون هناك علاقات مشتركة خدمية من شأنها تقديم أعمال وخدمات معينة للمجموعة التي تعيش مع بعضها بعضاً، وبالمقابل يتم التبادل من قبل الآخرين كلٌ حسب إمكانياته وقدرته على تقديم الخدمات والأعمال التطوعية لتحقيق العلاقة المتكاملة بين أبناء المجتمع، والبدايات الإنسانية شهدت أعمالاً يمكن حصرها كلها ضمن مفهوم التطوع، والتطوع عمل غير مأجور يتم على جميع المستويات المعيشية، فلم يكن حصراً في مجالات بعينها كما هو في المراحل الحالية، وإنما يمتد ليشمل كل حاجات الجماعة دون تمييز بين العمل القسري الذي تفرضه الجماعة على أفرادها أو بين العمل الواجب القيام به بشكلٍ بديهي، والذي كان دون مقابل، أو ذلك العمل الذي كان يقوم به الفرد تطوعاً بتناغم مع حاجات الجماعة ومطالبها، وبالتالي يمكن أن نلخص المبادئ العامة الخدمية للتطوع بالتالي: التفاني والعمل من أجل تقديم أفضل الخدمات، وأداء الواجبات دون تمييز الجنس أو العرق أو المعتقدات الدينية، احترام كل فرد في المجتمع، احترام خصوصية من يساعدون، الاستجابة لاحتياجات الآخرين بطرقة إنسانية.

  • ما الأمور التي تدعم العمل التطوعي وتشجع على استمراره في صفوف الشباب وباقي الفئات العمرية؟...
  • ** في الحقيقة الأمور التي تدعم العمل التطوعي هي الحرص الشديد على أن يكون مجال عمل المتطوع يتناسب مع خبراته وميوله وتخصصه، وذلك لتنمية المهارات الفردية والطاقات الإبداعية لدى المتطوع مع التأكيد على مشاركة المرأة بشكل فعال، تعميق الوعي التطوعي بنشر ثقافته من خلال الشراكة والتعاون والتشبيك بين الهيئات التطوعية وتبادل الخبرات بين الجمعيات وإصدار نشرات دورية عن المبادرات التطوعية والأفكار التي تطور العمل التطوعي في الجمعية.

    وأقترح هنا أن يعقد أسبوع للتطوع على صعيد كل جمعية، ويتم إعداد دليل إرشادي للعمل التطوعي وآخر إداري لتقديم الخبرة والمعونة للمؤسسات العاملة في مجال العمل التطوعي، كذلك إنشاء سجل للتطوع واستحداث النشاطات التي تحث المتطوعين على العمل وتحفز كفاءاتهم وتنمي الإيمان بالعمل التطوعي في مجال تنظيم الأسرة بعد تفعيل دور اللجان وإشراكهم في القرارات التي تخدم الجمعية والمجتمع، مع تخصيص ميزانية لدعم مفهوم العمل التطوعي وتعميقه بقصد إصدار نشرات دورية عن المبادرات التطوعية والأفكار التي تطور العمل التطوعي وإجراء دراسات عملية حول التطوع ومضامينه، وبالتالي يمكن أن نوفر المناخ المناسب لخلق الانسجام والتعاون بين المتطوعين العاملين في الجمعيات في إطار الأدوار المحددة لهم وتمتين العمل المؤسساتي في الجمعيات وإعطائهم المزيد من الشفافية في عملهم .

  • برأيك ما مقومات نجاح العمل التطوعي والمقترحات اللازمة لتطوير مفهوم هذا العمل؟...
  • ** تتمثل مقومات نجاح العمل التطوعي برأيي في الأمور التالية: تمثيل الأهداف، تحديد الحاجات، والتخطيط الجيد للعمل مع توافر الدافعية والعلاقات الإنسانية، والتركيز على العمل الميداني، واعتماد أساليب البحث العلمي في معالجة المشكلات، المزيد من المرونة في العمل.

  • ما مقترحاتك في وضع استراتيجية مستقبلية لتطوير العمل التطوعي؟..
  • ** مقترحاتي والتي أتمنى أن تتحقق هي: إحداث هيئة وطنية للاهتمام بالعمل التطوعي، وإصدار نشرات دورية عن المبادرات التطوعية والأفكار التي تطور العمل التطوعي، وإجراء دراسات علمية حول التطوع ومضامينه، وإنشاء سجل للتطوع واستحداث النشاطات التي تحث المتطوعين على العمل وتحفز كفاءتهم، وعقد ندوات عن التطوع، والأهم إدخال مفاهيم العمل التطوعي في الأنشطة المدرسية من التعليم الأساسي والثانوي والجامعي.

    فيما إذا تحققت تلك المقترحات يمكن أن ننهض أكثر في تعميق مفهوم التطوع لدى الشباب وبالتالي خلق تكامل بين الفئات العمرية وإيجاد الصيغ المناسبة للحوار بين الأجيال بهدف إشراك كل ذي اختصاص في عملية تنمية.