لا شك أن تدني معدلات الهطولات المطرية "بدمشق" و"حوض الفيجة" الذي قل بمقدار 160مم عن الهطول الوسطي العام والذي يبلغ 510 مم، انعكس سلباً على واقع المياه في "دمشق" لهذا الموسم، ولاسيما أن معدل التصريف الحالي "لنبع الفيجة" هو بحدود متر مكعب واحد بالثانية، في العام السابق 2متر مكعب بالثانية لمثل هذه الفترة، وهناك عجز سنوي بحدود 66مليون متر مكعب.

هذا العجز وكيف تواجهه مؤسسة مياه الشرب "بدمشق"، هذا العجز كان محور حديث الدكتور المهندس "موفق خلوف" مدير عام مؤسسة مياه الشرب "بدمشق" لموقع eSyria:

الحل الدائم لنقص المياه هو تطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية بحيث يتم وضع أولويات لاستخدام المياه والتحول للري الحديث وخاصة في مناطق المصادر المائية واستخدام المياه غير التقليدية وتنمية المناطق الأخرى خارج "دمشق" لتشجيع الهجرة المعاكسة

يقول الدكتور"خلوف": « تقوم مؤسسة مياه الشرب بدمشق بتنفيذ مجموعة من الإجراءات لخفض العجز المائي على المدى القريب والمتوسط ضمن خطة شاملة تنفذ بنودها على التوازي للحد من ازدياد الفجوة المائية ما بين إمكانيات المصادر وتزايد الاحتياج، وذلك من خلال إضافة مصادر مائية جديدة مع كل زيادة في الطلب على المياه وتشمل المصادر المائية آبار منطقة "دير العشاير" التي من المتوقع أن تؤمن كمية 20 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وآبار منطقة "دمر" التي من المتوقع أن تؤمن الكمية ذاتها، وآبار في مناطق متفرقة "السومرية، الربوة"، ومن المتوقع أن تؤمن كمية 10 آلاف متر مكعب من المياه يومياً، وسيتم وضع هذه الآبار ما بين عامي 2009و2010».

أما الإجراء الثاني يضيف"خلوف" فيكون من خلال تحسين أداء المنظومة المائية وزيادة حملات التوعية وترشيد الاستهلاك وتخفيض الفاقد في الشبكات كإجراء دائم بنسبة وسطية مقدارها 1% سنوياً حتى الوصول إلى النسبة المقبولة فنياً واقتصادياً، ويعتبر هذا الإجراء بمثابة إضافة مصدر مائي جديد، ومن ثم الاستفادة من المياه الفائضة في "نبع الفيجة" من خلال التغذية الصناعية في بعض الأحواض الفقيرة "حوض دمشق– حوض الديماس"، وتكريس مبدأ الإدارة المتكاملة للموارد المائية من خلال التحول للري الحديث في الزراعة، والاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة في الري للاستفادة من المياه الطبيعية للشرب.

خطــــة:

وحول خطة المؤسسة لتأهيل شبكات المياه للحد من تسرب المياه، يؤكد الدكتور "خلوف": «وضعت المؤسسة خطة متكاملة منذ عدة سنوات أدت إلى خفض نسبة الفاقد الفيزيائي في الشبكة من 35% عام 1999 إلى 21% في هذا العام من خلال استبدال قساطل الفونت العادي القديمة، والقساطل المهترئة من الشبكة بقساطل جديدة، وتنظيم تغذية غالبية مناطق المخالفات والتوسعات العشوائية عن طريق تمديد شبكات جديدة لها وتركيب عدادات نظامية، ودفع القدرات الفنية للمؤسسة في مجال التحري عن التسربات وضبطها، حيث تم تطوير عمل وحدات التنقيب وكشف التسربات ورفدها بتجهيزات حديثة، وتبديل العدادات القديمة والعاطلة عن العمل بأخرى جديدة ذات دقة أعلى، كما تم استبدال عدد كبير من الوصلات المنزلية القديمة وإزالة مخالفات الاستجرار غير المشروع في كافة المناطق من خلال جولات ميدانية يومية».

ويضيف الدكتور "خلوف" أن من يراجع أرقام المؤسسة المتعلقة بالكميات المنتجة والمستهلكة يدرك تأثير هذه الإجراءات من خلال تطور الحاجة الواقعية من مياه الشرب لمدينة "دمشق" من عام 1990حتى 2007، حيث أدت هذه الإجراءات إلى تخفيض الاستهلاك حوالي 150 ألف متر مكعب يومياً خلال الفترة المذكورة على الرغم من الزيادة السكانية.

وحول التقنين والبدائل إذا ما استمرت سنوات الجفاف قال مدير عام مؤسسة مياه الشرب في مدينة "دمشق": « يتم حالياً تطبيق إجراءات التقنين بشكل مرن تبعاً لإنتاج المصادر المائية وعلينا أن نتعايش معه، وهو أسلوب مطبق في جميع الدول التي يكون إنتاجها من المياه أقل من احتياجها، وتلجأ مؤسسات المياه في العادة إلى خيار التقنين ليس فقط بسبب النقص المائي، وإنما لأسباب فنية تتعلق بضرورة إملاء الخزانات للحفاظ على شروط إمداد مع ضغط مائي في نهايات شبكة المياه في ساعة الاستهلاك القصوى مما يضمن عدالة توزيع المياه على كافة مناطق المدينة بالإضافة إلى الحد من الهدر ليلاً».

وختم الدكتور "خلوف" حديثة بالقول: «الحل الدائم لنقص المياه هو تطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية بحيث يتم وضع أولويات لاستخدام المياه والتحول للري الحديث وخاصة في مناطق المصادر المائية واستخدام المياه غير التقليدية وتنمية المناطق الأخرى خارج "دمشق" لتشجيع الهجرة المعاكسة».

يذكر أن الإنتاج الحالي لمؤسسة مياه الشرب "بدمشق" تبلغ حوالي 430 ألف متر مكعب باليوم، في حين يبلغ متوسط احتياج مدينة "دمشق" من مياه الشرب 565 ألف متر مكعب يومياً وهو يتغير من شهر لآخر إذ يبلغ 514 ألف متر مكعب في اليوم في شهري كانون الثاني وشباط، في حين تصل ذروة الاحتياج اليومي إلى 644 ألف متر مكعب خلال شهر آب.