« لنعمل جميعاً يداً بيد على إطلاق حملة توعوية شاملة ورسم إستراتيجية مستقبلية وقائية لمواجهة أضرار سموم دخان السيارات المتزايدة باطراد، ولنبحث سوية عن حل ناجع لهذه المشكلة الصحية المتفاقمة عبر السعي لاستنشاق هواء نظيف وصحي، لكي ننعم جميعاً بحياة آمنة في بيئة تتوفر فيها كل شروط السلامة الصحية».

هذا هو شعار (مشروع حملة تنقية هواء دمشق باستخدام الحفازات) الذي تنفذه "الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق"، موقع "eSyria" التقى السيد الدكتور "ستالين كغدو" رئيس لجنة المشروع والجمعية آنفاً الذكر وكان الحديث التالي:

كجمعية أهلية لسنا أصحاب قرار، لم نستطع تنفيذ أهم أمرين لتخفيف التلوث عن مدينة دمشق وهما إصدار قانون يلزم السيارات بتركيب حفازات تحول الغازات الضارة إلى غازات أقل ضرراً، والأمر الثاني هو إلزام وزارة النفط على تنقية المازوت وتصفيته ليصبح أقل ضرراً وأكثر قابلية للاحتراق الكامل، والسبب الذي حال دون تنفيذ ذلك هو التكاليف الباهظة لإشادة محطات تصفية للمازوت، لكننا بالوقت نفسه استطعنا أن نثير موضوع التلوث البيئي الذي كان نائماً لسنوات طويلة

  • دكتور "ستالين" لنبدأ بتعريف الحفازات؟
  • ** الحفاز عبارة عن جهاز اسطواني " مغزلي" يثبت على أنبوب العادم ، يحوي معادن ثمينة هي " الراديوم" والبلاتينيوم" والبلاديوم" وعندما تمر به الغازات الضارة تتحول إلى غازات أقل ضررا من خلال عمليتين هما الأكسدة والإرجاع، ويتراوح سعر الحفاز الواحد بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألفاً من الليرات السورية.

  • متى بدأتم في تنفيذه المشروع؟
  • ** الأضرار والمشكلات البيئية باتت أزمة إقليمية وعالمية، وهو ما دعا الدول لعقد اتفاقيات وبروتوكولات لحماية البيئة منها بروتوكول "كيوتو" في اليابان/ 1997/ ومؤتمر بالي في عام / 2007 /،وسورية اليوم تشهد تدفقاً هائلاً للسيارات بمختلف صنوفها والتي تشكل العامل الأهم في المشكلات البيئية على اختلافها، وبدأنا نلمس الآثار الوخيمة للدخان المتصاعد من السيارات من خلال تفشي الأمراض الصدرية والدموية والسرطانات وغيرها من الأمراض، إذ تشير الإحصائيات الرسمية لعام / 1994/ أن عدد الوفيات نتيجة التلوث بلغ ( 4000) شخص، مع العلم أن عدد السيارات آنذاك كان لا يتجاوز الـ ( 250) ألف سيارة في سورية، وأصبح الآن بحدود (1.4) مليون سيارة؟ ويتابع الدكتور " كغدو " فيقول: إن أهم أسباب تلوث الهواء هو الدخان الناجم عن عوادم السيارات، ويعتبر مسؤولاً بنسبة ( 60- 70 % ) عن التلوث في مدينة دمشق، لهذا كله كان المشروع الذي تنفذه الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق بالتعاون مع ( مرفق البيئة العالمي) "برنامج المنح الصغيرة" ممول المشروع، والهدف هو تنقية الهواء في مدينة دمشق باستخدام الحفازات.

  • إذا كانت حماية البيئة من التلوث من الأهداف العامة للمشروع، فهل من أهداف محددة بعينها ؟
  • ** بالتأكيد هناك أهداف محددة منها تخفيف كمية الانبعاثات الضارة الصادرة عن عوادم السيارات، وتحويل المواد الضارة إلى مواد اقل ضرراً للبيئة ، وتخفيف الآثار الضارة للغازات على الصحة العامة خاصة التأثير المسرطن الذي يعتبر الأشد خطورة، وأخيراً تخفيف نفقات العلاج الطبي للمصابين بالأمراض الناجمة عن التلوث الهوائي.

  • إذا كانت السيارات كما تقول أهم عامل لتلوث الهواء كيف يمكن أن نخفف من حدته ولا سيما أن هناك تزايداً مطرداً وسريعاً في أعداد السيارات ؟
  • ** يمكن ذلك من خلال عدة إجراءات منها: معالجة الاختناقات المرورية كسبب هام للتلوث من خلال تقليل عدد إشارات المرور، وتشجيع النقل الجماعي للمواطنين وللموظفين، الإكثار من المرائب الطابقية والأسواق المركزية، وإلزام كل الأبنية الحديثة بتخصيص مرآب وتنظيم دخول السيارات إلى الأماكن المزدحمة، نقل الدوائر الحكومية إلى الضواحي وتخفيف الضغط السكاني على المدينة لإنجاز المعاملات بإسلوب لا مركزي، تحسين مواصفات الوقود الرديء المستخدم حالياً خاصة المازوت بتخفيض نسبة الكبريت العالية واعتماد المازوت الأخضر، إلزام السيارات تركيب المحول الحفاز بكل السيارات الحديثة، استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة مثل التي تعمل بالكهرباء.

  • ما هي النتائج التي حققها المشروع على أرض الواقع ؟
  • ** « كجمعية أهلية لسنا أصحاب قرار، لم نستطع تنفيذ أهم أمرين لتخفيف التلوث عن مدينة دمشق وهما إصدار قانون يلزم السيارات بتركيب حفازات تحول الغازات الضارة إلى غازات أقل ضرراً، والأمر الثاني هو إلزام وزارة النفط على تنقية المازوت وتصفيته ليصبح أقل ضرراً وأكثر قابلية للاحتراق الكامل، والسبب الذي حال دون تنفيذ ذلك هو التكاليف الباهظة لإشادة محطات تصفية للمازوت، لكننا بالوقت نفسه استطعنا أن نثير موضوع التلوث البيئي الذي كان نائماً لسنوات طويلة».

  • هل هناك خطة لاستمرار المشروع بعد انتهاء التمويل؟
  • ** بالتأكيد سنستمر حتى تحقيق الهدف المنشود المتمثل في تنقية هواء مدينتنا الجميلة " دمشق" من خلال التواصل مع الجهات المعنية العامة والخاصة للتخفيف من التلوث الهوائي، وما ينجم عنه من أمراض.