eSyria سعت للحصول على حوار مع د.(نزار ميهوب) للحديث عن نشاطات الجمعية السورية للعلاقات العامة، والأكاديمية السورية للتأهيل والتدريب، وعن مواضيع أخرى شيقة قادنا إليها الحوار.

بدايةً سألناه عن الفكرة الأولى من تنظيم مؤتمر العلاقات العامة "بشكل عام المؤتمرات هي حصيلة عمل في مجال معين يهدف إلى إلقاء الضوء على قضية عامة وفتح المجال لمناقشة أوراق عمل في اختصاص محدد، العلاقات العامة اليوم تعتبر من أهم الاختصاصات الحديثة التي ما زالت قيد النمو وحتى الآن لم تتبلور بشكل كامل، وهناك دائماً شيء جديد خاصة وأنها بنيت استناداً إلى كثير من العلوم، وأصبحت في الآونة الأخيرة تلعب دوراً هاماً في تشكيل الرأي العام وتعزيز صورة المؤسسات لدى جماهيرها، ** وفي الحقيقة المؤتمر كان بداية لانطلاق الجمعية السورية للعلاقات العامة في المجال المهني، سابقاً مارسنا الكثير من النشاطات لكن طابعها كان مرتبط ببقية الجمعيات الأهلية التي تعنى بقضايا الوطن، هذا العام حرصنا على البدء بالعمل المهني لنشر مفهوم العلاقات العامة من خلال التأهيل والتدريب وورشات العمل، طبعاً مؤتمر لمدة يومين ليس كافياً إلا أنه هناك عمل سيستمر لانجاز المرحلة الأولى من المؤتمر، اليوم هناك وعي لأهمية العلاقات العامة وهذا ما يشجعنا لاستثمار هذا التوجه لدى الحكومات العربية، إضافة إلى إدراك المؤسسات الرسمية لما يمكن أن تقدمه العلاقات العامة على مختلف الصعد الاقتصادية والتجارية وحتى السياسية منها".

وعن الإستراتيجية القادمة لعمل الجمعية السورية بعد نهاية مؤتمرها الأول "خرجنا بتوصيات من أهمها الاهتمام بالجانب المهني لهذا الاختصاص، وتعزيز مهنة العلاقات العامة كاختصاص مستقل، وضع ضوابط أخلاقية للمهنة فهي كبقية المهن إذا لم تمارس بشكل أخلاقي ستؤثر على المجتمع والبلد والرأي العام، كل هذه الأمور كانت نتاج المؤتمر، ونحن في الجمعية سنطلق اعتباراًَ من العام القادم نادي للعلاقات العامة سينطوي في ظله كافة العاملين في مجال المهنة سواءً في القطاع الحكومي أو الخاص، وهذا أمر مهم أن يكون هناك نادي يجمع العاملين في حقل العلاقات العامة للاستفادة من التجارب المشتركة، وإقامة نشاطات مهنية ترتبط بتطوير العمل في سورية".

د. نزارميهوب أثناء الحوار

هدفنا تقديم الصورة الجميلة لسورية:

وفي حديثه عن أهداف الجمعية السورية للعلاقات العامة قال: "نحن في الجمعية السورية لدينا مشروع يتقاطع مع مشروع eSyria يهدف إلى تقديم سورية بالشكل الأنجع والأفضل، وهو أمر يحتاج إلى جهد كبير جداً لا تستطيع الجمعية السورية بمفردها تنفيذ هذا المشروع الكبير والطموح، ولكننا كمهنيين في العلاقات العامة لدينا القنوات والخطط والاستراتيجيات وآليات التنفيذ لهذا النشاط، لكن يبقى مشروع تعزيز صورة سورية مرتبط بكافة السوريين مؤسسات وأفراد داخل سورية وخارجها، ومن موقعنا كاختصاصيين فإننا نملك خبراء وبرامج علاقات عامة نستطيع من خلالها تنفيذ حملات تعكس الصورة الحقيقية الجميلة عن سورية. اذاً إستراتيجية الجمعية تقسم إلى شقين، المهني منها ويتمثل في التعاون مع مختلف المؤسسات لنشر مفهوم العلاقات العامة بشكل أكاديمي، إضافة إلى مشروع لتعريب وترجمة أمهات الكتب في هذا المجال وسيصدر في الأيام القادمة سبعة كتب من أبرز ما أنتج في العلاقات العامة من ناحية الممارسة وليس من الناحية النظرية".

د. نزار ميهوب في حفل توزيع الشهادات

الإعلامي قادر على الإبداع في العلاقات العامة:

وعن العلاقة التي تربط بين الإعلام والعلاقات العامة أضاف "الكثير من الروابط تجمع بين الاختصاصين، وتربط بينهما علاقة عضوية وثيقة، بحيث لا تواجد للعلاقات العامة دون وسائل الإعلام، ولا يمكن التواصل مع الجماهير إلا عبر الإعلام بأشكاله المختلفة، المختصين في حقل العلاقات العامة يعتبرون وسائل الإعلام الأدوات الرئيسية التي تسمح لخبير العلاقات العامة في تنفيذ حملته بنجاح، وأغلب العاملين في مجال العلاقات العامة هم من خريجي قسم الإعلام أو من الممارسين له، والسبب يكمن في أن الإعلامي يكون على دراية جيدة بتكنولوجيا الاتصال ومعرفة الاتجاهات والرأي العام وقدرة التواصل مع الجماهير، فالإعلامي قادر على الإبداع في مجال العلاقات العامة لكونها قائمة أساساً على الاتصال".

د. نزار ميهوب مع السفير الفرنسي لتوقيع اتفاقية التعاون

التطبيق العملي في دورات الأكاديمية يتجاوز 75%:

وعن دور الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير، يقول د.(نزار ميهوب):"الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل مؤسسة تعليمية ذات طابع مهني، نقوم من خلالها باستقبال خريجي الجامعات الذين لم يتمكنوا من ممارسة اختصاصهم بشكل عملي خلال دراستهم، ونتيح لهم المجال للعمل بشكل تطبيقي أي صقل هذه الاختصاصات عبر الممارسة.

نقوم بتأهيل الكوادر من خلال دورات قصيرة ومتوسطة وطويلة، في مجالات الإعلام والعلاقات العامة والشؤون الدولية والدبلوماسية، النسبة المئوية في التطبيق العملي تتجاوز 75% من الفترة التدريبية، وهو أمر مهم فالشاب الذي يتخرج من الجامعة يفتقد إلى المهارات التقنية ويأتي للعمل في مخبر تطبيقي لفترة محددة يستطيع بعدها دخول سوق العمل بشكل مباشر، وهي إلى الآن تجربة ناجحة يثبتها الإقبال الكبير على المركز من الدول العربية المختلفة،

لدينا في الأكاديمية مجموعة من الدبلومات في الإعلام والعلاقات العامة والشؤون الدولية والدبلوماسية، ونحن نتعاون في هذا المجال مع الفرنسيين في دبلوم الإعلام وذلك بعد التوقيع على اتفاقية مشتركة مع راديو "مونت كارلو الدولي، وإذاعة فرنسا الدولية"، وهو نشاط مهم أن تقوم مؤسسات كبرى بتصديق الشهادات والمشاركة في العملية التدريبية، دبلوم العلاقات العامة لدينا تعاون مع الجمعية الدولية للعلاقات العامة، وأخرى مع معهد العلاقات العامة الدولي، دبلوم الشؤون الدولية والدبلوماسية لدينا خياران من خلال الاتفاق مع جامعة " جورج ميسون" قسم العلاقات الدولية، ومع جامعة "أكسفورد" في لندن قسم الكلية الدبلوماسية".

مركز الجزيرة مدرسة إعلامية نوعية:

وحول الإضافة التي قدمتها اتفاقية التعاون المشترك مع مركز الجزيرة للتدريب والتأهيل قال:"لا يخفى لا أحد تجربة الجزيرة في الحقل الإعلامي، فهي من المدارس الإعلامية الهامة، ولديها مركز تدريب وتأهيل نوعي، وتم التنسيق المشترك للتوقيع على اتفاق يحمل طابع التعاون الاستراتيجي بين الأكاديمية السورية ومركز الجزيرة، وحتى الآن استطعنا تخريج \500\ متدرب في كافة الاختصاصات الإعلامية (الإخراج- التصوير- التحرير الصحفي- المونتاج- الإضاءة)، وهذا ساهم في تعزيز المكانة التعليمية للأكاديمية، إضافة إلى وجود مركز إقليمي يغطي عدد من الدول العربية ( الأردن- العراق- لبنان- فلسطين)، وهو شيء هام بالنسبة إلى سورية فعندما يأتي العشرات من الإعلاميين يساهم ذلك في تعزيز صورة سورية لدى الشارع العربي".

محور واحد وفروع متعددة:

وفي رده على سؤال حول قدرته على الموازنة بين مختلف النشاطات التي يقوم بها قال:"ما يميز هذه الاختصاصات هو تداخلها مع بعضها البعض، فهي تتركز حول محور واحد رغم تعدد الفروع، فحين نصدر مجلة متخصصة في العلاقات العامة والإعلام تأتي مكملة للمشاريع التي نقوم بها في الأكاديمية الدولية السورية وفي الجمعية السورية للعلاقات العامة، فنحن لا نمارس الصناعة أو التجارة من جهة والعلم والتدريب من جهة أخرى، وذلك مع العلم بدور الصناعيين والتجاريين وما يقدمونه إلى سورية كل من مكان عمله، وحتى في بحث " سورية في عيون الغرب"الذي يعتبر بحث أكاديمي عملنا فيه لسنوات طويلة جاء في إطار عمل الجمعية وعلى المستوى الشخصي كمختص في مجال العلاقات العامة".

وعن المشاريع القادمة على مختلف الأصعدة أضاف "سنولي إهتماماً أكبر لعملنا في الجمعية السورية للعلاقات العامة، ولدينا آفاق واسعة للارتقاء بمركز التطوير والتدريب، إضافة إلى مؤتمرات دولية في العام القادم، وسنبدأ التحضير للمؤتمر الدولي الثاني للعلاقات العامة خلال الأسابيع القادمة، ولدينا مشروع عربي مهم في مجال العلاقات العامة سيكون مقره متغيراً بين الدول العربية".

لكل مجتهد نصيب:

وسألناه عن خطوات النجاح في عمله فأجاب قائلاً:"قضية النجاح هي قضية نسبية تختلف من شخص لآخر، باعتقادي أن لكل مجتهد نصيب في هذه الدنيا، مشكلتي الرئيسية تكمن في الإدمان على العمل الذي من المحتمل أن يعطيني النجاح في مهنتي ولكنه يخلق العديد من النواقص في النواحي الأخرى لحياتي الشخصية والاجتماعية، وخلال السنوات الثمانية الأخيرة أغادر مكتبي في ساعات متأخرة من الليل فلا يبقى متسع للراحة وممارسة نشاطات أخرى.

وسورية اليوم بلد في طور التقدم والتغيير وأعتقد أن الجميع يستطيع تقديم شيء ما كل في مجال عمله، ونحن لدينا أمر خاص كسوريين هو انتماؤنا الوطني الذي يعد عامل هام يدفعك إلى العمل وبذل ما تقدر عليه رغم وجود بعض العوائق الإدارية والتنظيمية، الكثير من الطرق كانت أمامي لمغادرة سورية والحصول على عمل بريع مالي كبير جداً، لكنني آثرت البقاء لوجود نوع من التحدي مع الذات نشأ بعد نهاية دراستي العليا والحصول على الدكتوراه، حينها حرصت على العودة إلى سورية وبدأت منذ ثمانية سنوات من نقطة الصفر، وأنا لا آسف على عودتي بل على العكس فسورية لديها الكثير لتقدمه لنا وبالمقابل يجب أن نقدم لبلدنا أقصى ما نستطيع، وسورية بلد تستحق أن نبقى فيها وأن نعمل فيها رغم المنغصات اليومية المعيشية".

وحول سبل مواصلة النجاح أضاف "النجاح أساسه العمل ثم العمل ثم العمل، والوصول إلى مستوى الرضى عن الذات، والتغلب على ما يقال في محيط أي عمل أو مؤسسة أو شخص، فالتفوق يعني عدم الالتفات إلى الخلف، وتجاوز عنصر التشويش شرطاً ضرورياً للوصول إلى النجاح الشخصي أولاً وقبل كل شيء، حين يضع الإنسان هدفاً محدداً أمامه فلن يكون صعباً الوصول إلى هذا الهدف، وأنا كنت أرى خلال فترة تواجدي كمحاضر في جامعة دمشق طلاب الإعلام يحملون آلات التصوير ويجوبون فيها شوارع دمشق، ومعظمهم الآن يعمل مع كبرى القنوات والوكالات الإعلامية، فكما قلنا لكل مجتهد نصيب في هذه الدنيا".