لنحافظ على المياه ، فكل نقطة تضيع هدراً يمكن أن تدفع الأجيال القادمة ثمنها غالياً بل أكثر مما نتصور.

أساليب عديدة، وطرق مختلفة، وآليات متنوعة للحفظ على المياه من الهدر وضمان استمراريتها، كل ذلك كان محور الكلمات التي ألقيت في ورشة العمل العلمية حول "إدارة الطلب على مياه الشرب والاستخدامات المنزلية"، التي نظمتها وزارة الإسكان والتعمير بالتعاون مع جامعة دمشق والوكالة الألمانية للتعاون الدولي/GTZ/، في إطار الخطة الإستراتيجية لوزارة الإسكان والتعمير لمواجهة مشكلة نقص مياه الشرب خلال أشهر التحاريق.

معاون وزير الإسكان والتعمير: إدارة رشيدة

الدكتور المهندس كمال الشيخة معاون وزير الإسكان والتعمير لخص لموقع eSyria الأسباب التي أدت العجز المائي الذي تعاني منه سورية، وكيف يمكن تأمين الحاجات المتزايدة للمياه، ولاسيما مياه الشرب، وقال: لاشك أن حركة التنمية الشاملة التي شهدتها وتشهدها سورية في جميع القطاعات، وزيادة معدلات النمو السكاني، ومستويات المعيشة، كانت السبب وراء زيادة الطلب على المياه و أحد أسباب تناقص المياه بالإضافة إلى سنوات الجفاف المتلاحقة التي أثرت أيضاً أثرت بشكل مباشر على المخزون المائي الجوفي .

ومن هنا أضاف الدكتور الشيخة لابد من التأكيد على عدة أمور للتخفيف لمواجهة العجز المائي وفي مقدمتها التقليل من الفاقد المائي الموجود في شبكات مياه الشرب، والإدارة الحديثة لمنظومات مياه الشرب في المؤسسات كافة، كما لابد من استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة كمصدر غير رئيسي في عمليات الري ، وأخيراً الإدارة الفعالة والرشيدة لأحواض المياه الجوفية.

وأشار معاون الوزير إلى أن الوزارة قد وضعت خطة تلزم مؤسساتها بتخصيص ثلاثين بالمئة من موازنتها الاستثمارية من أجل تجديد شبكات مياه الشرب للتقليل ما أمكن من الفاقد المائي .

عميد كلية الهندسة: ثقافة بيتية ومدرسية

لكن كيف تسهم كلية الهندسة المدنية في هكذا مشروع حيوي، الدكتور أسامة ميرو عميد كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق أكد للموقع أن النتائج المتوخاة للمواضيع الحيوية لاتكون كما نرغب إلا إذا عولجت مبكراً ومن هنا أعتقد أن دور الكلية أو الجامعة يكون أكثر تأثيراً ونفعاً إذا قمنا بإدخال مفهوم الحفاظ على المياه ضمن عقول طلابنا من خلال الدراسة العملية" ستاجات " والنظرية أيضاً وبالتالي علينا جميعاً أن ندخل مفهوم الحفاظ على المياه من الهدر بثقافتنا البيتية والمدرسية والجامعية.

نمذجة شبكات المياه؟

المهندسة مزين الأيوبي طالبة ماجستير – محاضرة في الندوة- قالت إنها ستتحدث عن منهجية محددة لنمذجة شبكات مياه الشرب، انطلاقاً من فكرة بسيطة تبدأ من أن الطلب المتزايد على الموارد سيؤدي إلى تراجع بالموارد ونقص بالإمداد، فما هو الحل ؟؟ تجيب المهندسة الأيوبي الحل ببساطة يكمن في : تخفيض فواقد شبكات المياه، وهذا الوفر إن تحقق نعتبره مورد مائي جديد ، فإذا استطعنا تخفيض الفاقد المائي من أربعين بالمائة إلى عشرين بالمائة نكون قد أمنا مورداً مائياً جديداً ، ولتنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع تقول الأيوبي: لابد من إدارة طلب المياه وإدارة ضبط الشبكة وإعادة تأهيل لشبكة مياه الشرب .

وقدم خلال الندوة عرضاً خاصاً لتجربة مشروع الوكالة الألمانية للتعاون الفني في مؤسسة مياه حلب لفحص الفاقد الفيزيائي والإداري، وتحديد أسبابها وسبل معالجتها وإمكانية استخدام الأجهزة الحديثة في مجال التسربات، بالإضافة إلى تجربة مؤسسة مياه حلب في حملة التوعية الجماهيرية في ترشيد استهلاك مياه الشرب، وتجربة مؤسسة مياه ريف دمشق في إدارة الطلب على المياه.

حضر افتتاح الندوة المهندس معلا خضر معاون وزير الإسكان، والدكتور مجدي المنشاوي المدير الإقليمي للوكالة الألمانية للتعاون الدولي في سورية ولبنان، وشهيرة قصيعة رئيسة مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي، والدكتور موفق خلوف المدير العام لمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بدمشق، والمديرون في وزارة الإسكان، وعدد من أساتذة الجامعة.