الفنُّ حاجةٌ إنسانيّةٌ وليس مجرّد رفاهيّة، وربما يتضاعف دوره بالأزمات البشريّة، ومن هنا تبادرت فكرة استغلاله من قبل وزارة الثقافة وأهل الفن، لإطلاقه عبر منصّات التواصل الاجتماعي، وذلك تماشياً مع إجراءات الوقاية من فيروس "كورونا"، وللحفاظ على مستوى الوعي العام.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بالمسؤول الإعلامي لوزارة الثقافة "جوني ضاحي" بتاريخ 5 أيار 2020، ليحدّثنا عن المبادرة الثقافيّة التي قامت بها وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، فقال: «تنفيذاً للإجراءات الحكوميّة المقرّرة على صعيد الوقاية من فيروس "كورونا" واتخاذ الاحتياطات اللّازمة للتعامل معه، قامت وزارة الثقافة بتعليق نشاطاتها الثقافية التي تتطلب احتكاكاً مباشراً بالجمهور، لكن حرصاً منها على مواصلة تزويد الجمهور بكل منتجات الأدب والفن، عمدت الوزارة إلى استثمار وسائل التّواصل الاجتماعي من أجل الوصول إلى الجميع، وتقديم المهرجانات التي أقامتها الوزارة في جميع المحافظات السورية، وتحميل الكتب التي أصدرتها الهيئة العامة السورية للكتاب، والمجلات، والدوريّات "المعرفة، شامة، أسامة" بصيغة إلكترونية، كما قدّمت الأفلام التي أنتجتها المؤسّسة العامة للسينما، والعروض المسرحيّة التي أطلقتها مديريّة المسارح والموسيقا، ومجموعة حفلات أحيتها دار "الأسد" للثقافة والفنون، وقامت بذلك عبر شبكة الإنترنت، كما أطلقت معرضاً تشكيلياً افتراضياً لأهم الّلوحات المقتناة من قبل مديريّة الفنون الجميلة، وهذا النشاط الذي تقوم به الوزارة ليس جديداً عليها، فهي تسعى دائماً لاستغلال كل وسيلة لإيصال إنتاجها إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير، ولكن الظروف الصحية الحالية التي تمر بها بلدنا أملت من الوزارة أن تضاعف جهودها، كي تظل على تواصل لا ينقطع مع محبّي ومتابعي الإنتاج الثقافي السوري».

أطلقت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف المتحف الافتراضي للتراث الثقافي السوري، والذي يحتوي على نماذج لقطع أثرية معروضة في المتاحف السوريّة المختلفة ولمواقع أثرية، وحمّلت مديريّة الآثار والمتاحف على موقعها الرّسمي عبر "فيس بوك"، مجموعة من الكتب الاختصاصيّة المتعلّقة بآثار "سورية" وحضارتها الصّادرة عن مديريّة الآثار، وذلك تماشياً مع خطّة الوزارة في الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس "كورونا"، وإتاحة المجال أمام الأكاديميّين والباحثين والمهتمّين والطّلاب للوصول إلى المعلومات بسهولة بعد أن تم إغلاق مكتبة مديرية الآثار

وقال المايسترو "ميساك باغبودريان" عن فكرته إطلاق حفلات موسيقيّة عبر منصّات التواصل الاجتماعي: «في بداية انتشار فيروس "كورونا" توقّفنا عن إقامة الحفلات الموسيقيّة في دار "الأوبرا" وباقي الأمكنة، وذلك حفاظاً على صحّة الجميع من جمهور وموسيقيّين وموظّفين، وفي هذه الأثناء بدأنا نشهد مبادرات موسيقية حول العالم تقوم على فكرة تصوير فيديوهات من المنازل، وقرأت عن فكرة إقامة حفلات منقولة بشكل مباشر دون جمهور، وبالتالي وإيماناً بأهمية الموسيقا خلال الأزمات ودورها في نشر الطاقة الإيجابيّة في المجتمع ورفع المعنويّات، قمنا بتصوير أغنية "حلوة يا بلدي" من قبل أعضاء كورال "الحجرة" التابع لـ"المعهد العالي للموسيقا"، حيث صور كل مغنٍ دوره من بيته، وتم جمع مقاطع الفيديو والعمل على مكساج الأصوات ومونتاج الفيديو، وكل ذلك عبر شبكة الإنترنت، ونتيجة التفاعل والمشاركات التي حصل عليها هذا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، قرّرنا تطوير الفكرة وتقديم حفل موسيقي لـ"الفرقة السيمفونية الوطنية السورية" للمشاهدين في بيوتهم، فقام المخرج "ممدوح قدور" بوضع لمساته الإخراجيّة من خلال استخدام صوت دوزان الآلات ورسالة الترحيب التي يسمعها الجمهور في دار "الأوبرا" في بداية الفيديو، وعزف أعضاء الفرقة السيمفونية أدوارهم من بيوتهم وهم يرتدون لباس الحفلة، وبعد ذلك قام منفذ المكساج "محمد عزاوي" بعملية دمج الأصوات، بينما قام المخرج بعمليات مونتاج وجمع الفيديوهات حتى ظهر الفيديو بشكل حرفي ومكتمل للمشاهدين، وبرأيي فكرة التواصل مع الجمهور عبر الإنترنت هي حالة مختلفة وتجربة جديدة وأعتقد أنها ليست حكراً على فترة انتشار فيروس "كورونا" ومن الممكن الاستمرار بها لذا نحن مستمرون الآن بتحضير أفكار جديدة».

"جوني ضاحي" مدير المكتب الصحفي في وزارة الثقافة

أمّا مدير الآثار والمتاحف "محمود حمود"، فقال: «أطلقت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف المتحف الافتراضي للتراث الثقافي السوري، والذي يحتوي على نماذج لقطع أثرية معروضة في المتاحف السوريّة المختلفة ولمواقع أثرية، وحمّلت مديريّة الآثار والمتاحف على موقعها الرّسمي عبر "فيس بوك"، مجموعة من الكتب الاختصاصيّة المتعلّقة بآثار "سورية" وحضارتها الصّادرة عن مديريّة الآثار، وذلك تماشياً مع خطّة الوزارة في الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس "كورونا"، وإتاحة المجال أمام الأكاديميّين والباحثين والمهتمّين والطّلاب للوصول إلى المعلومات بسهولة بعد أن تم إغلاق مكتبة مديرية الآثار».

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة "ميساك باغبودريان"
مدير الآثار والمتاحف "محمود حمود"