حي "العقيبة" أحد أحياء مدينة "دمشق" القديمة، يعود تاريخه إلى أكثر من سبعمئة عام، ويحتوي الكثير من البيوت الأثرية والجوامع والجادات التي تعود لمئات السنين؛ كانت السبب في إدراجه ضمن مدينة "دمشق" القديمة رغم وقوعه خارج السور.

مدونة وطن "eSyria" زارت الحي بتاريخ 5 تشرين الثاني 2014، فالتقت من أهالي الحي السيد "محمد غسان المسرابي"، الذي حدثنا قائلاً: «يعد الحي من أقدم أحياء "دمشق"، حيث يصنف في المرتبة الثانية بعد حي "العمارة"، وقد أطلق عليه اسم "اسطنبول الصغيرة"؛ لكثرة البيوت الأثرية ذات البحرات الكبيرة المتواجدة في الحي، أول من سكن الحي كان من خارج المنطقة شخص يدعى "الإمام الإزاعي"، وقد بنيت مكتبة في الحي سميت مكتبة "الإمام الإزاعي"، وهي ما زالت موجودة حتى يومنا هذا، كما يضم الحي العديد من الأماكن الأثرية التي أعيد ترميمها، كفندق "صح النوم"، و"القصر الشامي" الذي يعود تاريخهما إلى مئات السنين، كما يحوي الحي جامع "تحت المئذنة" وهو الجامع الوحيد الذي يحوي مئذنة دون جامع».

يعد الحي من أقدم أحياء "دمشق"، حيث يصنف في المرتبة الثانية بعد حي "العمارة"، وقد أطلق عليه اسم "اسطنبول الصغيرة"؛ لكثرة البيوت الأثرية ذات البحرات الكبيرة المتواجدة في الحي، أول من سكن الحي كان من خارج المنطقة شخص يدعى "الإمام الإزاعي"، وقد بنيت مكتبة في الحي سميت مكتبة "الإمام الإزاعي"، وهي ما زالت موجودة حتى يومنا هذا، كما يضم الحي العديد من الأماكن الأثرية التي أعيد ترميمها، كفندق "صح النوم"، و"القصر الشامي" الذي يعود تاريخهما إلى مئات السنين، كما يحوي الحي جامع "تحت المئذنة" وهو الجامع الوحيد الذي يحوي مئذنة دون جامع

وعن أهم العادات والتقاليد التي ما زالت متواجودة لدى أهالي "العقيبة"، أضاف قائلاً: «نحن نعيش في الحي أسرة واحدة، ما زلنا نحافظ على العادات والتقاليد التي ورثناها عن الآباء والأجداد؛ وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، فـ"السكبة" الرمضانية ما زالت موجودة وتكاد السفر الرمضانية تكون موحدة عند الجميع، وأهم الأكلات هي: "الكباب، حراق أصبعو، شيش برك"، كذلك نقوم بإحياء ذكرى مولد الرسول الكريم بإقامة حوالي العشرين مولداً بالتعاون مع أهالي حيي "الشاغور" و"الميدان".

المختار محمد باكير

يحوي الحي العديد من الجادات والحارات، أهمها حارة "السمان"، ويعود سبب التسمية لكون معظم قاطني الحي يعملون بتجارة السمن العربي إضافة إلى حارة "الدقر"، وهو الحجر الذي كان يوضع لقطع الماء عن الحارة من أجل تنظيف القنوات».

ولمعرفة المزيد عن "العقيبة" التقينا السيد "محمد باكير" مختار الحي، الذي قال: «هو حي غارق في القدم يتوسط مدينة "دمشق"، سكنه الناس منذ مئات السنين، وتوالت عليه الكثير من العائلات، أهمها: "الحلبي، البرهاني، السمان، القحف، الحافظ، دبس وزيت"، ويعد الحي منطقة سكنية بمعظمه، حيث تبلغ نسبة السكن 80%.

من أزقة الحي القديمة

المحبة والتعاون هما الصفات السائدة لدى أهل "العقيبة"، فهم يتشاركون الأفراح والأحزان، وبيوت الحارة تفتح لكل محتاج من الأهالي، فمثلاً إن كان لدى أحد من الأهالي أي مناسبة ومنزله صغير لا يستوعب الزوار؛ يقوم أحد أهالي الحي الذين يمتلكون منزلاً كبيراً بالتبرع بمنزله لمساعدة جاره في إتمام مناسبته، وتعد التجارة هي المهنة الأساسية لسكان الحي الذي يعد مقصداً للحصول على أغلب الحاجيات الأساسية، حيث يحتوي العديد من الأسواق، منها أسوق الحدادين والنحاسين والسمانة، ويعود تاريخها إلى أكثر من مئة وخمسين عاماً، ومن يقصد الحي يلفت نظره كثرة البيوت العربية القديمة، أهمها منزل "خالد بيك العضم"، و"دار بسمة"، ومنزل "النقشبندي"، ومنزل "عبد الرحمن الباشا"، كما يضم جامع "التوبة"».

وعن الخدمات المتواجدة في الحي، تابع "باكير" قائلاً: «بالنظر إلى الوضع الخدمي في الحي فهو جيد نوعاً ما، إذ توجد شبكة كهرباء تقسم إلى قسمين: هوائية ضمن البيوت العربية القديمة وذلك بسبب طبيعتها، وأرضية في المناطق المنظمة الطابقية، وهناك مطلب بتهذيب شبكة الكهرباء حيث نشكو من غياب لعلب الكهرباء عند الوصلات، وهو ما يسبب مشكلات عند سقوط الأمطار، كما توجد شبكة مياه تم تحديثها بمنحة يابانية منذ عشر سنوات، وهو ما قلل من تسريبها.

الحي كما يبدو من الأقمار الصناعية

كما يضم الحي ثلاث مدارس للمرحلة الابتدائية، أما الإعدادية فهي عبارة عن بيوت قديمة؛ لعدم وجود مدارس للمرحلة الإعدادية والثانوية، ويحوي الحي شبكة هاتف وإنترنت، إلا أنه يفتقر لوجود المراكز الصحية.

وقد دخل التنظيم إلى الحي مؤخراً، حيث تم تقسيم الحي إلى قسمين؛ نصفه يمكن القول انتهى تنظيمه، والقسم الثاني الممتد من شارع "الملك فيصل" حتى آخر سوق الحدادين قيد الدراسة، إذ لم يتم تصنيفه بعد.

كما يتميز الحي بشبكة طرق تغلب عليها الأزقة والجادات نظراً لطبيعته ولكونه يحوي العديد من المناطق الأثرية، ومن أهم الجادات: "الداقور، الأعاجم، النوفرة».

يذكر أن، "العقيبة" كلمة تعني الهضبة العالية أو رأس الجبل، وهو حي دمشقي أصيل تبلغ مساحته 10000م2، وعدد سكانه نحو خمسة عشر ألف نسمة، يحده من الشرق جادة "الأموي" وتربة "الدحداح"، ومن الغرب شارع "الثورة"، ومن الجنوب شارع "الملك فيصل"، ومن الشمال شارع "بغداد"، كما يمر به أحد فروع نهر "بردى" الذي يطلق عليه اسم "الزرابية"، والذي يفصل "العقيبة" عن حي "العمارة الجوانية"، كما يعد الحي مقصداً للسياح الذين يزورون "دمشق"، ومعلماً من معالم الأثرية فيها.